القديس الشهيد في الكهنة خارالمبوس
القديس الشهيد في الكهنة خارالمبوس (القرن3م):
خارالمبوس إسم يوناني يعني " مشّعٌ في الفرح " وهو مؤلّف من كلمة χαρά أيّ الفرح وفعل λάμπω ومعناه يشّع. (من هنا تأتي كلمة لمبة باللغة العربيّة).
استشهد القديس خارالمبوس في عهد الإمبراطور الروماني سبتيموس ساويروس (194-211م) وأثناء حكم لقيانس لمدينة مغنيزيا القريبة من أفسس حيث عاش خارالمبوس وقضى.
هناك خدم كاهنًا للمسيحيين سنوات طويلة. وقد ذُكر أنه لما أتته الشهادة كان في سن متقدمة جدًا حتى لا يبدو في التاريخ أن أحدًا من الشهداء عمّر بمقدار ما عمّر هو، بعض المراجع يجعله في سن المائة وسبع سنوات وبعضها في سن المائة والثالثة عشرة. وإذ اندلعت على المسيحيين، في ذلك الزمان، موجة من الاضطهاد، اتُّهم خارالمبوس بإثارة الشغب واعتُبر خطرًا على أمن الدولة فتم القبض عليه واستياقه إلى لقيانس.
كان بثوبه الكهنوتي فيما يبدو. فهدده الوالي بأشد العقوبات فأجاب: "أنت لا تعرف ما هو نافع لي. لذا أقول لك، ليس أطيب إلى قلبي من مكابدة العذابات لأجل المسيح. فأنزِل بجسدي الهرم هذا، وبأسرع ما يكون، أيُاً تشاء من العذابات التي تحسبها مستحيلة الحمل لتعلم قدرة مسيحي التي لا تُقهر".
فجرّدوه من ثيابه ومزّقوا جسده بمخالب حديدية فلم تخرج منه أنة واحدة بل قال: "أشكركم يا إخوتي لأنكم بتمزيقكم جسدي الهرم تجددون روحي وتُعِدّونها للطوبى". أذاقوه من التعذيب ألوانُا شتّى فكانت كأنها تنزل بغير جسده.
وقد ورد أنه جرت به آيات عديدة وأن لقيانس اهتدى لمرآه وقوة نفسه ونعمة الرب الإله. كذلك اهتدى اثنان من جلاّديه، برفيريوس وبابتوس، وثلاث نساء وغالينه ابنة الإمبراطور.
أيضًا ورد أنه مَثَل أمام الإمبراطور في أنطاكيه بيسيديه وأنه أخرج شيطانًا من أحد الممسوسين لديه. كان الشيطان قد أقام في ذلك الإنسان خمسة وثلاثين عامًا، فلم اشتم رائحة القداسة تفوح من خارالمبوس رَجل الله صرخ: "أبتهل إليك يا خادم الله ألا تعذبني قبل الأوان! مرني وأنا أخرج من الرجل! ولو رغبت قلت لك كيف دخلت إليه".
فأمره القديس بأن يتكلم, فأجاب: "هذا الرجل رغب في سرقة جار له وفكّر في نفسه هكذا، إن لم أقتله أولاً لا يمكنني أن أضع يدي على خيراته. فذهب وقتله. وأنا قبضت عليه في هذا الفعل فدخلت فيه واستوطنت كل هذه السنين". فلما قال هذا أمره القديس بالخروج من الرجل فخرج للحال وهدأ الانسان.
أخيرًا بعدما نفذ صبر الإمبراطور أمر بخارالمبوس فجرى قطع رأسه. وقد وارته غالينه، ابنة الامبراطور، الثرى.
جمجمته اليوم محفوظة في دير القديس استفانوس في المتيورة في اليونان، فيما بقية أعضائه موزعة في أمكنة عدة بينها جبل آثوس وفلسطين وقبرص والجزر اليونانية وكريت وتركيا. وله في بلاد اليونان إكرام جزيل وتنسب إليه عجائب كثيرة.