(١) لقد أدرجتك في هذا الكتاب السفلي ، أيها الحبيب ، آخر الجميع ، لكني واثق بأنك مُدرَج في المصحف العلويّ في طليعتنا جميعاً . لان الذي قال :" الآخرون " أعني المتواضعين بعقولهم ، يكونون أولين بالرتبة إنما هو صادق بكلامه( انظر مت ١٦:٢٠)
(٢) الراعي ، قبل كل شيء، هو من يستطيع أن يفتش عن الخراف الناطقة ويصلحها ببراءته وسعيه وصلاته.
(٣) القائد هو من نال بأتعابه المقدرة الروحية من الله واستطاع أن ينقذ السفينة ليس من عجيج الامواج وحسب بل ان ينشلها من أعماق البحر أيضاً .
(٤) الطبيب هو من يقتني جسداً ونفساً سليمين لا يحتاجان الى أدوية .
(٥) المعلٌم الحقيقي هو من اقتنى مصحف المعرفة مكتوباً بإصبع الله، أعني بفعل الإشراق الإلهي ، وأصبح في غنى عن الكتب ، إذ لا يليق بالمعلمين أن يعلموا ما نسخوه عن الكتب ، ولا بالرساّمين ان يرسموا نقلاً عن لوحات قديمة .
(٦) علّم الذين أسفل بما تستوحيه من علُ ،وروّضهم على الأمور الروحية بصور وأشكال حسية . ولا تنسى ما قاله بولس :" لم أتسلم التعليم أو أتعلَّمه من الناس أو بواسطة إنسان " ( غلا ١٢:١) لان ما هو أرضي لا يقدر أن ينهض الساقطين على الارض ويشفيهم.
(٧) الربان الحاذق هو من ينقذ السفينة . الراعي الصالح هو من يشفي الخراف المريضة ويحييها . والراعي إنما يُحاسب عن الخراف لدى صاحبها بمقدار ما تجدُّ وراءه وتتبعه . ويكون راعياً صالحاً إن عمد بكلامه على رجم ما يتخلف منها عن القطيع لكسلها وشراهتها.
(٨) متى داهم النعاس نفوس الخراف من جرى الحر ، أو بالأحرى بسبب حرارة الجسد ، ، على الراعي أن يسهر بيقظة متطلعاً الى السماء . لان خرافاً كثيرة أثناء هذا الوقت كثيراً ما تقع فريسة للذئاب. ولكنَّها إذا حنت رؤوسها الى الارض ، أي تواضعت ، أي تواضعت ، كما تفعل الخراف في أوان الحر فقد صحَّ فيها القول التالي :" القلب المنسحق المتواضع لا يرذله الله" ( مز ٥٠)
(٩) إذا خيمّ على القطيع ظلام الأهواء وديجورها إجعل الكلب راصداً لحراسة الليل واحكم تصويبه الى الله. إذ ليس مستبشعاً أن أسمى فكرك كلباً ينقضّ على الوحوش ويهشمها.
(١٠) إن الرب الصالح منح طبيعتنا البشرية ميزة خاصة يجعله الانسان المريض يفرح برؤية الطبيب وإن لم يستفد منه شيئاً.
22 - 10 - 2016, 08:03 PM
رد: رسالة الى الراعى
العرض العادي
