رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الثالث) فأجاب وقال لهم: أُمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمـــــــــــة الله ويعملـــــــون بها – لوقا 8: 21 _____ _____ تابع 1 - مقدمـــــــة: وأبسط معنى للإيمان، هوَّ التصديق، أي تصديق الله بكل بساطة مثل بساطة الأطفال، أي تصديق كلمته، تصديق مطلق بلا مناقشة أو حوار، أو تفسير أو فلسفة أو تأويل أو تحوير أو حتى تأمل من جهة فكري وتصوري الشخصي عنها، أي ينبغي قبولها وتصديقها كما هيَّ في ذاتها، أي كما قالها الرب بنفسه، فالله يتكلم والإنسان يؤمن، أي يُصدق كالأطفال، فينطق بعد سماع الكلمة قائلاً ببساطة: آمين = "حقاً هكذا يكون" أو "بالحقيقة هذا سيكون فعلاً"، وطبعاً ذلك لأن الله تكلم، ومعنى الله تكلم = فعل: "قال الله... فكان كذلك" (أنظر سفر التكوين الإصحاح الأول) ولكن، من الصعب بل ومن المستحيل، أن يقول الإنسان "آمين" أي "حقاً هكذا يكون" ثم يُطيع ويخضع لكلمة الله، بدون إشراق النعمة على القلب، والاستعداد لحضور الله الحقيقي والرغبة الحقيقية في أن تتحقق أقوال الله كما هي فعلياً على أرض الواقع، وتصير كلمته ذات مفعول في داخلي، أي تُغيرني على المستوى الشخصي فعلياً، في واقع حياتي اليومية. فلا بُدَّ من أن يكون هُناك استعداد قائم في قلب الإنسان، الذي هوَّ الاستعداد والرغبة في التغيير الحقيقي الداخلي، أي أن تتغير حياته فعلاً، مهما كانت صالحه أو نافعة في نظره!! أي يكون الإنسان أو أنا شخصياً، مشتاق للتغيير والتجديد حسب الصورة التي قصدها الله، بل ومقتنع تماماً – في داخلي – بحتمية التغيير وضرورته. وبالطبع الإيمان وحده بكلمة الله هوَّ الذي يُعطي التغيير الحقيقي لحياتنا: + فأجاب قائد المئة وقال يا سيد لست مستحقا أن تدخل تحت سقفي، لكن قل كلمة فقط فيبرا غلامي. (متى 8: 8) وذلك لأن الإيمان، هو دعوة في الأساس، قائمة على عمل، وهذا العمل عمل إلهي بالدرجة الأولى، وهو عمل قائم على عهد، وهذا العهد قائم على سفك دم، وهذا الدم المسفوك هو دم ابن الله الحي، دم يسوع المسيح، دم العهد الجديد، دم بصخة مقدسة، أُعطى في سرّ تأسيس عشاء مقدس على مائدة سماوية ملوكية خاصة، وهو هو دم الإفخارستيا. وهذا الدم هوَّ الذي يُطهر ويغسل، والذي به لنا قدوماً لله ولعرش النعمة لننال عوناً في حينه: + فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي. (العبرانيين 9: 14) فالله يدعونا دعوة عهد جديد، وهذه الدعوة دعوة لإتباع خطوات الرب يسوع بالإيمان، خطوة بخطوة إلى الجلجثة والقبر ومن ثمَّ القيامة وخبرة الصعود المتواصل معه. أي أننا مدعوين بالإيمان، أن نتبع الرب يسوع المسيح ونترك كل شيء ونسير وراءه بإخلاص التلميذ المحب لمعلمة والملتصق به جداً كرأسه وإلهه: + وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متى فقال له اتبعني فقام و تبعه؛ فقال بطرس ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك. (متى 9: 9؛ لوقا 18: 28) في الحقيقة نحن مدعوين بالإيمان أن نسير في طريق الرب، وما هوَّ طريقه، سوى طريق الآلام والموت، أي طريق الرب طريق الصليب ونهايته القيامة، فلا قيامة بدون موت ولا موت بدون صليب، ولا صليب بدون إيمان، ولا إيمان بدون كلمة الله، ولا إصغاء لكلمة الله بدون استعداد للطاعة. + فقال لهما يسوع لستما تعلمان ما تطلبان، أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا، وأن تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها أنا، فقالا له نستطيع، فقال لهما يسوع أما الكأس التي أشربها أنا فتشربانها، وبالصبغة التي اصطبغ بها أنا تصطبغان. (مرقس 10 :38 – 39) عموماً الإيمان بكلمة الله، دون أن نتبع الرب فعلياً، ليس لهُ أي معنى أو قيمة تُذكر؛ فالإيمان لهُ متطلباته، ومتطلبات الإيمان الحي هوَّ سماع صوت الله وحفظ وصاياه التي تحمل قوة تنفيذها فيها، ولأن الإيمان ينشأ بدافع من الحب، أي حب الإنسان لله، فالحب وحده يدفع الإنسان بتلقائية بحفظ وصايا حبيبه الخاص: + الذي عنده وصاياي ويحفظها، فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأُظهر له ذاتي. (يوحنا 14: 21) وماذا يعنى حفظ الوصية، غير الطاعة: + بالإيمان إبراهيم لما دُعيَّ (من الله) أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيدا أن يأخذه ميراثاً، فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي، بالإيمان تغرب في أرض الموعد كأنها غريبة، ساكنا في خيام مع اسحق ويعقوب الوارثين معه لهذا الموعد عينه، لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الله، بالإيمان سارة نفسها أيضاً أخذت قدرة على إنشاء نسل وبعد وقت السن ولدت إذ حسبت الذي وعد صادقا، لذلك ولد أيضا من واحد وذلك من ممات مثل نجوم السماء في الكثرة و كالرمل الذي على شاطئ البحر الذي لا يعد، في الإيمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها وأقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الأرض، فأن الذين يقولون مثل هذا يظهرون إنهم يطلبون وطناً، فلو ذكروا ذلك الذي خرجوا منه لكان لهم فرصة للرجوع، ولكن الآن يبتغون وطناً أفضل أي سماويا، لذلك لا يستحي بهم الله أن يدعى إلههم لأنه أعد لهم مدينة، بالإيمان قدم إبراهيم اسحق وهو مُجرب (test)، قدم الذي قبل المواعيد وحيده، الذي قيل له انه بإسحق يدعى لك نسل، إذ حسب إن الله قادر على الإقامة من الأموات. (عبرانيين 11: 8 – 19) عموماً، الحياة المسيحية، حياة عمل، بمعنى أنها حياة تنحصر في عمل الإيمان، أي المحبة، والتي بدورها تدفع الإنسان لتبعية الرب، وتبعية الرب تُلزم الإنسان بالطاعة التامة لوصايا الرب يسوع. إذن فحياتنا المسيحية، لا بُدَّ من أن تمتلئ من حياة الإيمان المدعمة بالطاعة الخالصة، وهذا الإيمان هوَّ الإيمان الحي الذي يجعلنا من خلال كلمة الله أن نتغير، ونندفع وراء الرب المسيح ملك المجد بأتباعه حتى الموت موت الصليب حاسبين كل الأشياء خسارة ونفاية من أجل فضل معرفته، ويجعلنا مجاهدين ضد الخطية حتى الدم، نحيا حياة الغلبة والنصرة، بحياة مقدسة شريفة حسب إرادة الله متفقة مع وصاياه الخفيفة والحلوة للنفس التي تحبه. __________ يتبع __________ |
06 - 10 - 2016, 06:09 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الثالث)
موضوع رائع
ميرسى ربنا يفرح قلبك |
||||
07 - 10 - 2016, 11:00 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الثالث)
ميرسي على الموضوع الرائع
|
||||
07 - 10 - 2016, 12:41 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الثالث)
شكرا على المرور |
||||
07 - 10 - 2016, 04:46 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الثالث)
حلقات جميلة جداً ربنا يبارك خدمتك الجميلة يا مارى |
||||
08 - 10 - 2016, 10:24 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الثالث)
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|