رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصلاة المقتدرة فصعد آخاب ليأكل ويشرب وأما إيليا فصعد إلى رأس الكرمل وخرَّ إلى الأرض وجعل وجهه بين ركبتيه (1مل18: 42)صعد إيليا إلى رأس الكرمل ليصلي. وللصلاة شروط منها: أولاً: الاختلاء. وهذا مافعله إيليا إذ صعد إلى الجبل. وهذا يتفق وتعليم الرب « أما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصلَّ إلى أبيك » (مت6: 6). « اغلق بابك » لنشعر تماماً أننا في حضرة الله فنجمع أفكارنا حتى لا تتسرب إلى العالم، ونختلي بالرب وبالرب وحده. ثانياً: الاتضاع. وهذا أيضاً ما فعله إيليا إذ « خرّ إلى الأرض وجعل وجهه بين ركبتيه ». قبل هذا الوقت بساعات رأينا إيليا واقفاً أمام الملك والأنبياء الكذبة وكل الشعب. ورأينا كل الشعب قد سقطوا على وجوههم، أما الآن وقد قُتل جميع الأنبياء الكذبة وتفرّق الشعب، فنرى إيليا وحده أمام الله جاثياً على الأرض لقد مجَّد إيليا الله أمام الجميع، ولكن إذ بقى وحده تعلم أنه لا شيء أمام عظمة الله. وكلما اتضعت قلوبنا، انتعشت صلواتنا لأن الله يقبل ويُسرّ بالعبارات المنكسرة الخارجة من القلوب المنسحقة. ثالثاً: السهر والمواظبة. فلا نصلي فقط، بل نصلي ساهرين « اسهروا وصلوا » ومكتوب « واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر » (كو4: 2). وهذا ما فعله إيليا أيضاً، كان يصلي ساهراً. وهذا واضح من قوله لغلامه « اصعد تطلع نحو البحر ». فصعد وتطلع وقال « ليس شيء ». لم يرَ شيئاً أول الأمر. أليس هذا ما يحدث معنا أحياناً؟ نصلي ولكن لا تُجاب صلواتنا في الحال، ذلك لأن الرب يريدنا أن نبقى ساهرين منتظرين مراقبين. وربما يرى فينا شيئاً من الذات فيقودنا إلى التفرغ من ذواتنا ثم يُرينا ذاته عاجلاً. والله له وقته وله طريقته في إجابة صلواتنا، فلنطمئن. لكن ماذا كان جواب إيليا لغلامه الذي قال « ليس شيء » كان جوابه له « ارجع سبع مرات » أي ثابر إلى النهاية. وهذا ما دوّنه الروح القدس « مُصلين ... وساهرين » (أف6: 18). يا ليتنا نراعي هذه الأشياء الثلاثة ونحن نصلي: الاختلاء، الاتضاع، السهر بكل مواظبة. ولقد كافأ الرب انتظار إيليا، فمع أن العين البشرية لم ترَ سوى « غيمة صغيرة قدر كف إنسان » لكن وراء هذه الغيمة الصغيرة رأى إيليا يد الله وأدرك أن الرب لا بد أن يملأ السماء بالغيوم من هذه الغيمة الصغيرة، وقد حدث فعلاً « أن السماء اسودت من الغيم والريح وكان مطر عظيم ». |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|