... المشتكي على إخوتنا ... يشتكي عليهم أمام إلهنا نهاراً وليلا (رؤ12: 10)
الرب يسوع المسيح هو الشفيع لحفظنا في ما يتناسب مع مقامنا أمام الآب في مواجهة المشتكي على الإخوة (رؤ12: 10).
نحن نعلم أن إخفاقنا في حالتنا العملية مرجعه إلى وجود الجسد فينا. بيد أن هذا ليس مبرراً للخطأ. إننا نفشل بسبب عدم سهرنا، لكن مقامنا كبنين ثابت لا يتغير. فإذا أخطأنا وتدنست أرجلنا ونحن نعبر عالماً موضوعاً في الشرير، فالرب يسوع في خدمته الشفاعية يسلِّط الكلمة علينا ـ تبارك اسمه ـ ويغسل أرجلنا « مُطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة » (أف5: 26). فالكلمة تديننا وتقودنا للحكم على الذات والاعتراف (يو13: 14،15) وإذ نحني ركبنا لدى أبينا مُعترفين بخطايانا، من ثمَّ فإن الآب الذي هو أمين بالنسبة للشفيع البار، وعادل بالنسبة للشفيع صانع الكفارة، يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. وهكذا يسترد المؤمن الشركة ويسلك في نور وبهجة طلعة الآب.
وفي الجانب الآخر نجد الشيطان المشتكي على الإخوة « ويشتكي عليهم أمام إلهنا نهاراً وليلا » كما أنه هو مصدر الانقسامات والانشقاقات بين أولاد الله، إذ يشكو أحدهم إلى الآخر (رو16: 17-20) ـ هذا هو عمل المشتكي .. والذين يُسايرونه يُدعون مُشتكين.
والسؤال: لأي الجانبين تعمل؟ وإلى أيهما تنحاز: مع الشفيع أم المشتكي على الإخوة؟
إذا ما وصلت إلى سمعك أية شكاية ضد واحد من أولاد الله، هل تُدافع عنه؟ هل تذهب إلى غرفتك وتصلي لأجله؟ .. وإذا كنت قد سمعت أن أخاك عثر وأخفق، هل تذهب إليه في محبة واتضاع وتأخذ معك الكلمة لتغسل رجليه؟ وأنت تعلم أن هذه الخدمة هي خدمة السيد له كل المجد شفيعنا العظيم، أم تراك تسمع القصة وتمضي من فورك وتُذيعها باستخفاف لواحد آخر دون أن تستوثق من صحة ما سمعت؟ وإذا أساء أحد إليك، هل تصفح عنه؟ أم تصلي في اجتماعات الصلاة وأنت حانق على أخيك؟ (1تي2: 8)، أتشتكيه لأبيك؟ أليس هذا هو عمل الشيطان؟ طوبى لنا إذا كنا في شركة مع الآب ومع ابنه، نُدافع عن إخوتنا إن أخطأوا .. ومن ناحية أخرى نحمل الكلمة إليهم ونغسل أرجلهم بروح الوداعة حتى تُعاد شركتهم.