رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عبادة الأوثان والأوثان هي الأصنام والتماثيل وكل شيء يرمز إلى آلهة أخرى, وأي قوة أو قدرة أو كيان طبيعي, غيبي أو ملموس, يكون غير الله وكانت اليهودية والمسيحية في أوائل عهدهما قد نظرتا إلى عبادة الأوثان كانحلال خلقي. والأوثان الني عبدت عند الأمم والشعوب كثيرة, ومتنوعة. منها الكواكب والحيوانات والمزروعات والناس والنيران, ومنها رموزها, كالصور والتماثيل. وقد ذكر الكتاب المقدس الكثير من هذه الأوثان (حز 8: 10 ورو 1: 23 ودا 6: 7 وخر 20: 3 و4 وتث 5: 8 و9 و6: 14 و15 و8: 19 و20 وار 44: 3-8 واش 44: 12-17 ومز 115: 4-8 و135: 15-18 و2 أخبار 33: 7). كما أن الكتاب رمز إلى الأوثان ببعض الآثام والمساوئ, كالطمع (كو 3: 5). وفي الكتاب المقدس اقسى هجوم سجله كتاب كتاب ضد الأوثان وعبادة الأوثان. كما أن الوصيتين الأولى والثانية من وصايا الله العشر لموسى تحرمان عبادة الأوثان: "لا يكن لك آلهة أخرى أمامي. لا تصنع لك تمثالًا منحوتًا ولا صورة ما ممّا في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن" (خر 20: 3-5). إذ أن اليهودية هي الديانة الأولى في التاريخ التي نادت بالتوحيد وامرت اتباعها ان يعبدوا إلهًا واحدًا. وعنقها انبثقت المسيحية في نظراتها إلى التوحيد. وقد ورد أول ذكر للأوثان في الكتاب المقدس في تك 31: 19 عن سرقة راحيل أصنام أبيها لابان. وتاريخ اليهود حافل بتأثرهم بمختلف المعتقدات الوثنية. فلا بد أنهم تأثروا بها-وهم في سورية. لما هاجروا إلى مصر وجدوا هناك ديانات وثنية منظّمة ذات طقوس وآلهة وفلسفات. وكانت إقامتهم الطويلة في ارض مصر تعطي مجالًا لهم لكي يكيفوا نظراتهم التوحيدية حسب ظروف ومفاهيم مصر التي كانت تعبد آلهة متعددة وقتئذاك. ولما خرجوا منها، عائدين إلى فلسطين، تسربت معهم تلك المؤثرات الوثنية، وظلت تفعل فيها، بالرغم من أن خلاصهم من العبودية في مصر كان بفضل الله الواحد. بل إن العبرانيين كشفوا عن تأثرهم بالمعتقدات الوثنية من قبل إن يصلوا فلسطين، وهم بعد على الطريق، في سيناء، فقد حملوا هرون، أخا موسى، إن يصنع لهم أصنامًا ليسجدوا لها ويعبدوها، ومنها العجل الذهبي الذي كان سيد آلهة ممفيس في مصر. واستمر العبرانيون في الخلط بين التوحيد والوثنية، في التوبة إلى الله الواحد ثم النكوث بالعهد والعودة إلى الأصنام المتحجرة حتى اخلصوا لله الواحد أيام يشوع. وما ان وصلوا فلسطين واستقروا فيها حتى أعادوا سيرتهم الأولى، واخذوا أيام القضاة يخلصون بين الاعتقادين من جديد. بل أنهم اخذوا يبنون المذابح للبعل. وزاد في ابتعادهم عن الله إنهم جاورا في فلسطسن، شعوبا سورية كانت تعبد الآلهة المتعددة والأصنام العريقة بتراثها الديني والأدبي والفني. وكان الله يرسل إليهم القصاص تلو القصاص ليؤنبهم ويعيدهم إلى الدين الحق ويريهم الفرق بين قدرته وعجز الهتهم المستوردة عن قدرة حمايتهم. ثم ظهر صموئيل وداود، فتقوت بها عبادة الله، ونُكب عبدة الاصنام باندحار شديد. غير إن الشعب لم يستمر في توحيده طويلًا. فقد ارتدّ إلى الأوثان أيام سليمان بن داود. بل ان سليمان نفسه مال قلبه وراء الآلهة الغريبة، لتأثره بنسائه الاجنبيات اللواتي احتفظن بمعتقداتهن الوثنية ونقلها إلى الشعب اليهودي وبنين لآلهتهن المذابح ونشرن طقوسها (1 مل 11: 4). ويتحدث سليمان الحكيم بالتفصيل عن موضوع الأوثان ونشأتها وسيكلوجيتها (أو الأسباب النفسية المؤدية لها) وتحليل كامل لها في ثلاثة أصحاحات متتالية من سفر الحكمة، في الأصحاحات 13، 14، 15.. وقام تاريخ مملكتي يهوذا وإسرائيل في فلسطين على محور الصراع بين التوحيد والوثنية. ولم تكن تطول غلبة المعتقد الواحد على الآخر كثيرأ، إذ كان حزب كل معتقد يشن الحرب ضد خصمه. وقد تأثر، بهذا الصراع الديني-السياسي، التاريخ اليهودي بأكمله، وعلاقات اليهود مع الدول المجاورة لهم، ومصير استقلالهم السياسي. وظل الأمر كذلك حتى العودة من سبي بابل. وكان الله يعاقب اليهود على ابتعادهم عنه معاقبة شديدة وينزل بهم المصائب. ولذلك كان تاريخم حافلًا بالويلات والعداءات. كما إن الشريعة قضت بإعدام من يقدّم الذبائح للاوثان. ولذلك كان كل ملك تقي (مثل يوشيا واسا وحزقيا) يبدأ عهده بتحطيم الأصنام وهدم الذبائح والهياكل الوثنية ومنع أي طقس غير توحيدي. وندد أنبياء الله بالمعتقدات ودعوا الشعب العبري إلى الإقلاع عنها وتنبأوا ودعوا للأمم المجاورة، التي كانت مصدر تلك المعتقدات، بالهلاك والدمار الانحلال، وحذروا اليهود من مغبّة تقليد جيرانهم وإلا حاق بهم المصير نفسه. وإلى جانب فساد المعتقدات الوثنية لانها كانت تنكر الوهية الله الواحد وتقسم صفاته بين عدد من الصور والأصنام البشرية الصنع العديمة القدرة وتنسب ما في الله من صفات أزلية إلى أحجار وأشجار وتراب هي من مخلوقات الله نفسه، إلى جانب ذلك كانت تلك المعتقدات مسؤولة عن الانحلال الخلقي في الشعب. فكان كهنتها يبررون لأنفسهم من الملذات والمحرمات ما حرمه الله، وكانوا يقيمون من الطقوس والتقاليد ما لا ينسجم مع الخلق الحميد. وكانت تلك المعتقدات مصدرًا للفساد والسكر والدعارة والسرقة والغش. ونحن نجد جذور الوثنية في أمم كثيرة من قبل اليهود، من أمم الشرق، في ما بين النهرين وسورية ومصر، ثم عند اليونان والرومان والقبائل الجرمانية في اوربا. ولا يزال عدد كبير من سكان العالم يؤمن بالوثنية إلى اليوم-بل إن أكثر من نصف سكان العالم ما زالوا إلى اليوم لا يؤمنون بالله الواحد. وكانت آلهة العبادات الوثنية القديمة تختلف بين مكان بين مكان آخر. وقد غلبت الكواكب والنجوم والشمس والقمر وغيرها من قوى الطبيعة على آلهة الكدانيين. أما المصريون فكانت معظم آلهتهم في عصور الانحلال من الحيوانات، كالعجل والقط والتمساح. واخذ سكان سورية، من فينيقين واراميين، آلهة الطرفين، العراق ومصر، وخلطوا بينها، ونقلوها إلى اوربا، ووّحدوا بين اساطيرهم واساطير جيرانهم. وقد ذكر الكتاب المقدس بعض هذه الآلهة، مثل داجون ومولك البعل وعشتروت، ومعظمها آلهة سورية الاصل، وزفس وهرمس بين اليونانيين. وبحسب التعليم المسيحي فان كل ما يميل بالإنسان عن عبادة الله فهو عبادة أوثان (كو 3: 5) وقد حذر يوحنا المؤمنين من الأصنام (1 يو 5: 21) أي مما يمكن أن ينظر إليه البشر كأنه يقوم مقام الله. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عبادة الأوثان تضم كل الجرائم |
ارتكبت أورشليم مثل هذه الخطايا (عبادة الأوثان) |
عبادة الأوثان بالكمال إقلعها من العالم |
ما هي بعض أشكال عبادة الأوثان حديثاً؟ |
بداية نهاية عبادة الأوثان فى مصر |