كاهن يعظ فى كنيسة لا يوجد بها احد
دعا أحد مسئولى الخدمة بواحدة من كنائس القاهرة أب كاهن مبارك لإلقاء كلمة بإجتماع الشباب بالكنيسة موضوعها “الحياة مع المسيح” .. وللأسف تعرضت القاهرة فى ليلة هذا الإجتماع لموجة شديدة البرودة تصاحبها أمطار رعدية غزيرة.. وقف الأب الكاهن يصلى قبل الذهاب إلى الكنيسة ليتكلم الرب على فمه.. ويمكنه من الوصول إلى الكنيسة بسهولة فى هذا الطقس الردئ.. ويطرد من فكره الإعتذار عن الذهاب لسوء الطقس وقد يحضر شباب لسماع كلمة الله رغم هذا الطقس..خرج الأب الكاهن ليصل الكنيسة بعد طول معاناه فى الموعد المحدد ليجد كل شئ قد أعد فالكنيسة مفتوحة ومضاءة وفوق منضدة أمام المصلين يرقد الكتاب المقدس و الميكروفون.. ولكن الكنيسة خالية تماماً من الشباب أو حتى الخدام وبلا حراس.. وبدأ يتكلم بدون مستمعين لعل أحد يصل ولو متأخراً إلى الكنيسة.. تحدث عن جمال العشرة مع المسيح تحت كل الظروف والصعوبات.. تحدث عن طهارة يوسف وتحمله ظلم اخوته وظلم فوطيفار.. ليصبح فى النهاية الثانى بعد فرعون (تك 41: 43) تحدث عن حنانيا وسفيرة اللذان اختلسا من ثمن الحقل (أع 5: 3).. واستمر يتحدث حتى انتهى الوقت المحدد دون أن يحضر أحد وصلى واختتم قائلاً “امضوا بسلام سلام الرب يكون معكم”.. لم يكن هناك من يرد عليه.. فغادر الكنيسة ومازالت الأمطار تهطل والرعد يزمجر والبرق يتوعد.. وتمر الأيام والشهور والسنوات ليقابله شاب بعد القداس ويبادره بقوله “أنت يا أبى لا تعرفنى ولكنى أعرفك جيداً وكنت أبحث عنك طويلاً.. لقد ألتقيت بك فى يوم شديد البرودة.. لم تكن وحدك بالكنيسة.. كنت أختبئ فى أحد أركانها لعلك تغادرها فأسرق صندوق التبرعات منتهزاً فرصة الطقس السئ.. كان الشيطان ملأ قلبى.. ولكن كلماتك أنارت كالبرق ذهنى وملأت كالرعد اذنى فانهمرت كالمطر دموعى.. خرج بعدها الشيطان من قلبى بعد حواراً لتسكن كلمة الله.. كلمتك يا أبى ..
كانت كلمة الله .. لانها لم ترجع فارغة”