المواقف المسيحية الأولى المتعلقة بالإجهاض:
لنبدأ بتعليم الرسل الاثني عشر وبرنابا الذين يحرمان الإجهاض: يقول تعليم الرسل الإثني عشر: “لا تقتل مولودا بإجهاض أمه، ولا تقتله إذا ما خرج إلى الحياة.[4]
ورسالة برنابا تقول الشيء نفسه: “لا تقتل الجنين في بطن أمه، ولا تقتله بعد ولادته”.[5]
وفي أواخر القرن الثاني يقول المدافع أثيناغوراس: “الجنين في الرحم هو موضوع عناية الله. نحن نقول بأن النسوة اللواتي يجهضن هن قاتلات. وسيؤدين الحساب أمام الله”.[6]
وترتليان يقول: “القتل عندنا ممنوع بشكل مطلق، وحتى قتل الطفل في الرحم. فعندما يتم استقاء دم الأم لتكوين كائن بشري، لا يحل لنا تدميره. أن نمنع الولادة هو قتل سريع. لا فرق إن أودى بحياة مولود أو أدمر طفل على وشك الولادة. المرء من هو في صيرورته إنسانا. الثمر موجود في البذرة”.[7]
إقليمس الإسكندري عد الإجهاض مساويا لجريمة ضد البشرية. ووسع مفهوم مطابقة قانون الطبيعة. فالمولود وغير المولود هما من نماذج العناية الإلهية.
هناك عدة نقاط مهمة في كتابات الآباء الأولين:
1- غير المولود هو خليقة الله، أي كائن وشخص وقريب.
2- الإجهاض قتل وجريمة.
3- عقاب الله سيحل بأولئك الآثمين بسبب ممارستهم الإجهاض.
4- مقاومة الإجهاض جزء من الأخلاقية المسيحية الواسعة للحب وعدم العنف.
5- لا نجد تفريقاً في كتاباتهم بين الأجنة المكونة وغير المكونة وبين وجود النفس وعدمها.
6- رغم الاضطهاد الذي حل بالمسيحيين، فإنهم رفضوا أن يعتبروا غير المولود جزءا من جسد الأم. وبخلاف ذلك أعطوا أهمية كبرى لفاعلية الله في الرحم.
7- إن قداسة غير المولود اتخذ بعداً أعمق في ضوء المسيح. فالمسيحية تؤمن بأن الله صار جنيناً في رحم العذراء.
8- رفضوا الممارسة القاتلة لذوي النقص والعلة.
9- استخدموا حجة المحافظة على الأجنة كوسيلة لدحض القائلين بأن المسيحيين هم من أكلي لحوم البشر.
أما مينوسيوس فيليكس في أوائل القرن الثالث فقد جعل الإجهاض وقتل الأطفال على حد سواء.
ورسالة القديس باسيليوس الأولى إلى أمفيلوخيوس التي مرسلة تحت شكل تشريعي، يقول: “وتعد المرأة التي تأخذ عقارا للإسقاط قاتلة”[8]. والذهبي الفميعتبر المجهضات أسوأ من القاتلات.[9]