الشك
وَقَالَ دَاوُدُ فِي قَلْبِهِ: ((إِنِّي سَأَهْلِكُ يَوْمًا بِيَدِ شَاوُلَ))
قراءة أخرى مقترَحة: أيوب 4: 1-6
هذا التصريح المنزعج الذي قاله داود كان مناقضًا لكل ما قد قاله هو نفسه في أحيان كثيرة؛ وهنا أبكت نفسي.
أتذكر في ظرفٍ ما، وهذا ما يخجلني، أني كنت حزينًا وقلبي ملئ بالشك، وأخذ صديق لي ورقة وقرأ لي جزءًا صغيرًا من مقال عن الإيمان؛ وسريعًا جدًا اكتشفت كاتب هذا الجزء؛ فقد كان صديقي يقرأ لي من إحدى عظاتي. وبدون أن يقول كلمة واحدة ترك هذا فقط لضميري، إذ أنه كان قد بكتني لأني ارتكبت نفس الخطأ الذي بكل إخلاص قمت بالوعظ ضده.
كثيرًا ما قد يحدث لكم، أيها الإخوة، أن توجَدوا في نفس حالة التضارب هذه؛ فقد قلتم قبلًا: "آه، يمكنني أن أثق فيه " مَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ، وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ.. يَنْقَطِعُ الْغَنَمُ مِنَ الْحَظِيرَةِ". وقد أدنتم عدم إيمان أشخاصٍ آخرين، لكن حين مسّكم هذا، ارتعشتم، وحين جاءكم الوقت لتجروا مع المشاة أتعبوكم، و تعثرتم في كبرياء الأردن.
وهكذا كان الأمر مع داود، يا لها من كلمات قوية قالها كثيرًا حين كان يوجه كلامه للآخرين! لقد قال عن شاول: " الرَّبَّ سَوْفَ يَضْرِبُهُ، أَوْ يَأْتِي يَوْمُهُ فَيَمُوتُ....حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أَمُدَّ يَدِي إِلَى مَسِيحِ الرَّبِّ!". لقد كان واثقًا أن الحكم على شاول كان مختومًا ومنتهيًا؛ لكنه مع هذا في وقت التجربة قال: " إِنِّي سَأَهْلِكُ يَوْمًا". يا له من تناقض غريب! يل لها من رحمة أن الله لا يتغير، اذ أننا نتغير مرتين أو ثلاث مرات في اليوم الواحد. لكن كلماتنا نحن، وحكمنا السابق على الآخرين هي العكس تمامًا لفكرة أن الله لا يمكن على الإطلاق أن يتركنا أو ينسانا.
للتأمل: علينا أن نكون حذرين بشدة ومتيقنين مما نقوله ، إن لم نكن نرغب أن يُستخدَم ضدنا (قضاة 9: 38؛ أيوب 15: 6؛ جامعة 5: 2-6؛ لوقا 19: 22).
إنه لأمر جيد أن نثق في الله الذي ليس عليه أبدًا أن يدافع عن الكلمات التي تخرج من فمه أو يفسرها (اشعياء 55: 11).