سؤال غريب بعض الشيء
عنوان غير منطقي علمياً .. يبدو كذلك !!
لكن هناك كثير من الأمور الغير منطقية هي بالفعل حقيقية و يقينية لا تقبل الجدال!!
يقول الناس كيف يأخذ الإله مكان الإنسان على الصليب .. وهل يعقل أن الله يقدم ذاته المتجسد على الصليب و يموت المسيح ؟ و أن قال من يؤمن بالمسيح رباً و مخلصاً أنه مات و هل يموت الإله؟؟
هل يعقل هذا؟؟ أسئلة كثيرة جدا و الإجابة أننا لا نستطيع أدراك منطقيات الله بالعقل لكن بالقلب لأن منطقياته تدرك بالإيمان القلبي
هل يعقل هذا؟؟ أسئلة كثيرة جدا و الإجابة أننا لا نستطيع أدراك منطقيات الله بالعقل لكن بالقلب منطقيات الله تدرك بالإيمان .. قال الرب يسوع يوما لأخت إنسان ميت و قد أنتن في القبر .." إن أمنت ترين مجد الله " يوحنا 11 :40
منطقياً من يموت لا يحيا ثانية لكن في منظور الله الأمر مختلف تماماً والذي يجعل الأمر مختلف تماماً
أنه "يحبنا محبة أبدية بلا حدود و لا شروط و لا تحفظات " تلك المحبة لا يمكن لأحد أن يتمتع بها إلا من خلال الإيمان الذي يري عكس ما هو كائن بالعيان ..و هنا يحضرني المقام أن أروي قصة من الكتاب تتحدث عن الله الحي المتجسد الظاهر في الجسد و الذي أتخذ صورة عبد يموت مثل أي إنسان عادي لكي يُجمل كل إنسان بأمارات الحياة التي يتسلمها كل من أمن بمنطقه و خطته التى هي مبنية على المحبة و الصليب.
القصة من سفر الملوك الثانى 1- 6
وقال بنو الأنبياء لاليشع هوذا الموضع الذي نحن مقيمون فيه أمامك ضيّق علينا
فلنذهب إلى الأردن ونأخذ من هناك كل واحد خشبة ونعمل لأنفسنا هناك موضعا لنقيم فيه.فقال اذهبوا
فقال واحد اقبل واذهب مع عبيدك.فقال أني اذهب
فانطلق معهم ولما وصلوا إلى الأردن قطعوا خشبا
وإذ كان واحد يقطع خشبة وقع الحديد في الماء.فصرخ وقال آه يا سيدي لأنه عارية
فقال رجل الله أين سقط.فأراه الموضع فقطع عودا وألقاه هناك فطفا الحديد
فقال ارفعه لنفسك.فمدّ يده وأخذه
كما قرانا القصة ببساطة رأينا أن أحد بنو الأنبياء كان لديه مشكلة و لا يستطيع حلها وكان الرب يدفع ثمن خطيتى هي ببساطة فقدان شئ لا يمكن تعويضه.مشهد عجيب جداً الرجل قد أراد أن يسكن في مكان جديد مع أخوته و قد بدأ في تنفيذ رؤية البناء و قد حسب انه قادر على الذهاب للبناء و قد تمسك هولاء الرجال بنبي الله اليشع و كان هذا هو سر النجاح في البناء ..
ربما لم يكن يعرف هولاء من ذهبوا للبناء أن الطريق ضيق ذلك اللذين يقصدونه و ربما هو أضيق بكثير من مكان أقامتهم القديم !! لكنهم اختاروا بل و طلبوا أن يأتى معهم رجل الله .
كانت رفقته هي الضمان و تمسكهم به كان عربون نجاتهم. يذكرني هذا المشهد بكلمات الرب له كل المجد "لأنه تعلق بي أنجيه.ارفعه لأنه عرف اسمي."مز 91: 14 لا يتوقف وعد الرب هنا على فئة معينة دون غيرها بل الوعد للجميع فقط كل من أحضره إلى المشهد و طلب منه البقاء معه.. هذا فقط يقول الكثير للرب.
من يطلب معية الرب يسوع في حياته يأتي بضمان حقيقي للسير في الطريق الحقيقي .. فقط أدعوه أن يأتي معك في الطريق و ستري وقوفه الكامل معك .. ربما تسأل لماذا يضمن مجيئه لكل شئ ..
أجيبك ببساطة لأنه قد دفع ثمن الذهاب معك كل الطريق ..فالطريق يمتلئ من كل ضيق و خوف لكنه الضمان للمسير فيه .. لقد عظم العمل و ضمن ثمن المسير في ذلك الطريق. فقط معه.
جاء الرجل لنبي الله مخبراً إياه ما جري لقد سقط الفأس الحديدي الذي كان يستخدمه في البناء .. مشكلة لا يستطيع بنو الأنبياء حلها !! الأداة التي كان يستخدمها أصبحت راسية في أعماق النهر .. و ليس من يستطيع أن يخرجها من الأعماق . كان الحديد في ذلك الوقت شيئاً نادراً و ثميناً جداً أن تصنع منه أداه لذا كانوا يستعيرونه من بعضهم البعض .
الرجل المسكين أضاع ما ليس ملكه و أضحى و اقفاً أمام مديونية لا حد لها في حالة عدم استعادة هذه الأداة الغاطسة و بين عدم وجود من يقدر أن يغطس في أعماق النهر العميق الخطير ليأتي بها له .. مشهد مزعج أليس كذلك؟؟
ذلك الرجل هو أشارة لكل إنسان يريد أن يجد حلا لما هو يمكن أن نجمله في كلمتان " خلاص نفسه".. لا يستطيع الإنسان خلاص نفسه لأنه لا يوجد عملا يمكن أن يُعمل يمكن أن يقود الإنسان إلي أخراج نفسه من دينونة المديونية و حساب خطاياه .. الله أعاره حياة لكي يعيش سعيداً لكي يبنى و يحيا لكن الإنسان قد أخطأ و قد طرد من محضر الله و أضحي في حاجة للخلاص من قصاص خطيته و صار مديوناً بكل شئ لمن يقدر أن يخلصه من الهلاك الأبدي .. و لم يكن من يستطيع أن يقدم هذا الحل .
طبيعة الحديد ثقيلة قاسية لا تعرف إلا الغطس و الرسو في الأعماق.. و طبيعة الخشب خفيفة لا تعرف إلا الطفو ..طبيعة الإنسان خاطئة لا تعرف إلا الغطس في أوحال الخطية أما طبيعة " الرب يسوع له المجد" طبيعة نقية إلهية لم يكن في فمه غش و لم يفعل خطية ..
كان لزاما لإنقاذ تلك الفأس الغارقة أن تؤخذ منها طبيعتها الثقيلة و شكلها القاسي لكي تطفو و تخرج للسطح.. لكن كيف ؟؟ كان يجب علي اليشع أن يلقي عوداً أو فرعا خشبياً لا منظر له و لا جمال ملفت " نبت قدامه كفرخ وكعرق من ارض يابسة لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه." أشعياء 53 : 2
هذا الفرع الخشبي أرتضي و سُر أن يغوص إلى الأعماق لكي يطلق قطعة الحديد.. " أما الرب فسرّ بان يسحقه بالحزن.أن جعل نفسه ذبيحة اثم يرى نسلا تطول أيامه ومسرة الرب بيده تنجح."أش 53 : 11
و هل نجح الأمر و خرجت قطعة الحديد إلى السطح لتلتقط و تُستخدم من جديد؟ بالتأكيد نعم ..
مات الرب يسوع من أجل أن يأخذ خطايانا في جسده على الخشبة أرتضي أن يلتصق بموتنا لكي نتحرر من الموت و البقاء في طين الحمأة القذر ..لكنه قام و أقامنا معه ...
لم يرد الله أن تخرج قطعة الفرع من الماء ثانية في أيام اليشع النبي في العهد لقديم لتظل تعلن ثقل الخطية و هي هكذا في الأعماق لكن في عهد النعمة ،العهد الجديد قطعة الحديد طفت و قامت بفضل قطعة الخشب " المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضا"رو 8 : 34
"فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة." رو 6 : 4
قام المسيح .. و هل يعقل بنا أن نقول ثانية و هل يطفو الحديد؟ فكر ملياً
لقد مات يسوع و قام أخذا الموت في جسده الذي كان أرض المعركة و حول الظلمة إلى نور و صنع الطريق للاب بقوة محبته متاحاً لكل من يؤمن بموته و قيامته علي الصليب ورُدت الأمانة إلي صاحبها و لم تبقي هناك مديونية و لا دينونة إلا علي هولاء المستهزئين الذين يقولون " و هل يُعقل أن يموت المسيح و يقوم ؟ و هل يعقل أن يطفو الحديد و يغوص الخشب؟؟"..