علّمَتْني والدةُ الإله
حين يبلُغُنا نبأُ رقاد شخصٍ بارٍّ نعرفه، يتبادر فورًا إلى ذهننا ما خلّفه لنا هذا الشخص من أمور حسنة ومآثر طيّبة عطِرة، ونأخُذ في استرجاع ما علّمَنا حضورُه بيننا من دروس وعِبَر تُلازمُ ذاكرتَنا ما حَيينا.
وها هو شهر آب يُطلّ علينا، نستعدّ خلال نصفه الأوّل لعيد رقاد السيدة والدة الإله الذي يحلّ في الخامس عشر منه. وإذ نتحلّق مع الرسل حول والدة الإله، الأقدس من كل القديسين، الراقدة في المجد، نستذكرُ كلماتها الثلاث الخالدة:
1-«ليس عندهم خمرٌ» (يوحنا 2: 3): كلامٌ توجّهت فيه السيّدة إلى ابنها الرب يسوع. كلامٌ يشير إلى أنها تسهر على أبناء الكنيسة، وتنتبه إلى ما يحتاجُه أحبّاء الرب، وتتشفّع إليه أن يُبادر برأفاته إلى إكمال ما ينقصنا.
2-«مهما قال لكُم فافعلوه» (يوحنا 2: 5): كلامٌ توجّهت فيه السيّدة إلى الناس الذين باتت أحوالُهم وظروفُهم حرجةً صعبةً، حاضّةً إياهم على إطاعة الرب في ما يطلبه منهم. ونرى صدًى لكلام السيّدة هذا في أيقونتها المدعوّة «المُرشدة» والتي فيها تحمل السيّدَ بيدٍ، وتُشير إليه باليد الأُخرى، وهي تُحدّق بنا لتُرشدنا إلى مخلّصنا.
3-«أنا أمةٌ للرب» (لوقا 1: 38): كلامٌ تفوّهت به السيّدة حين أتاها من السماء رئيس الملائكة جبرائيل يبشّرها بأنها ستكون والدةَ الإله.
بهذه الكلمات الثلاث، علّمتني والدةُ الإله أن أحفظ أمورًا ثلاثة لا تُنسى:
1-أن تكون لي عينٌ على الرب القدير الذي يسمع مني ابتهالي عن إخوتي الناس في كل أوضاعهم التي أنتبه إليها.
2-أن تكون لي عينٌ على الناس واحتياجاتهم، فأُرشدهم إلى القدّوس الذي يُكمل كل نقصٍ عندهم –وكلّ بشرٍ ناقص-.
3-أن تكون لي عينٌ داخليّةٌ تُذكّرني بأن «مهما فعلتُم ما أُمرتُم به فقولوا إننا نحن عبيدٌ بطّالون» (لوقا 17: 10).
خادم رهيّة المحيدثة-المتن