إذا فترت حياتى الروحية ، هل أترك الخدمة ام أستمر ؟
جواب⤵↙↙
نحن لا نستطيع أن نجعل خدمة أحد الفصول فى التربية الكنيسة تتذبذب بسبب حالة الفتور التى قد تصيب الخادم أحيانا . ولكن مادام الفتور لا تعطى روحانية للخدمة ، فالقاعدة هى :
إن كنت فى حالة فتور ، فلا تترك الخدمة ، بل اترك الفتور .
هذا ومن المعروف أنه قد لا يوجد أحد فى حرارة مستمرة ، ومن الممكن أن يتعرض كل واحد للفتور ، فمن النافع جداً النظام الموجود فى كثير من الفروع : و هو دخول خادمين معا فى فصل واحد يعين كل منهما الآخر
ونقدم بعض النصائح الخادم فى فترة فتورة :
1-إذا فتر الخادم ، فلتنسحق نفسه أمام الله و لتكثر صلاته ، و لتكن فى عمق
تنسحق نفسه فى شعور بعدم الإستحقاق ، وفى توبيخ على فتورها .. و ليرفع قلبه إلى الله قائلا " ليس عندى يا رب ما أعطية لهم ، فاعطنى أنت ما تريد أن تقدمه لهم .. ليس يا رب من أجلى ، بل من أجلهم ، أنقذنى من هذا الفتور ، ولو فى ساعة تدريسى لهم فقط .. حتى لا يكون تدريسى لهم مضيعة لوقتهم ، و عثرة لهم ..
2-و ليحاول الخادم ان يتخذ من الدرس علاجا لفتوره .
فالدرس فى التربية الكنيسة ، ليس هو من أجل التلاميذ فقط ، وإنما هو من أجل الخادم أيضاً . فليجاهد الخادم من أجل أولاده . و ليضع اكاكه تلك الاية الجميلة " من أجلهم أقدس أنا ذاتى ، لكى يكونوا هم أيضاً مقدسين فى الحق " ( يو 17 : 16 ) .
و ليوبخ نفسه قائلا : ما ذنب هؤلاء الصغار ، أن يكون مدرسهم فى حالة من الفتور كما أنا الان .
3-وهكذا يقود نفسه إلى التوبة .
ولا يسمح أن حالة الفتور يطول وقتها معه . بل يبحث عن أسبابها ، و يعمل على معالجة نفسه منها . وإن كان السبب هو التقصير فى وسائط النعمة ، عليه أن يعود إليها بنشاط .. وإن كان السبب هو خطية رابضة قد أفسدت عليه روحياته ، فليتب عنها .
4-وليعرف أن الفتور خطر عليه ، سواء كان يخدم أم لا يخدم .
فتركه للخدمة ليس علاجا له و لا للخدمة . إذن لابد أن يعالج الفتور فى حياته ، أولا من أجل نفسه . و ليعلم أن السيد المسيح علمنا أن نشهد له فى أورشليم ، قبل السامرة وإلى الأرض . وأورشليم هنا ترمز إلى حالة القلب من الداخل .
5-و ليعرف أن كثيرين من الذين تركوا الخدمة بسبب فتورهم ، ضاعوا .
لأن الخدمة ذاتها هى واسطة من وسائط النعمة ، تعطيهم الفرصة لقراءة الكتاب و التأمل فيه ، و للوجود فى وسط روحى له تأثيره . كما أن البقاء فى الخدمة يساعد على تبكيت النفس و عودتها إلى الله وربما تكون الخدمة هى الخيط الذى يربطه بالله فى حالة فتوره . وإن فقده ، قد يفقد الدافع الروحى إلى التوبة
6-ولقد جرب بعض الخدام – فى حالة فتورهم – فائدة صلاة الأطفال لأجلهم .
يمكن فى إتضاع أن يقول لأولاده " أنا يا أولاد محتاج لصلواتكم . فأرجوكم أن تصلوا طول هذا الأسبوع من أجلى " .. وصلاة الأطفال لها مفعول عجيب ، وبخاصة لو كانت تربطهم بمدرسهم مشاعر حقيقية من المحبة . و عليه – فى نفس الوقت – أن يشارك الأولاد فى الصلاة من أجل نفسه . و لا يترك عائقا عمليا فى حياته يعوق الإستجابة
حتى إن لم يصل الأولاد لأجله ، فمن أجل تواضعه و طلبه لصلواتهم ، قد يرفع الله هذا الفتور عنه