رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طرق الخلاص " وعلمنا طرق الخلاص" (القداس الباسيلى) أولاً :- دم المسيح ثانياً :- روح المسيح ثالثاً :- ظهور المسيح يقول القديس باسيليوس في قداسه "وعلمنا طرق الخلاص". في حين أن القديس كيرلس يقول في قداسه "ادخلهم جميعاً إلى طريق خلاصك". ولأول وهلة يظهر أن هناك اختلافا بين قول القديسين فأحدهما يقول "طرق الخلاص" والآخر يقول "طريق الخلاص". فهل يوجد أكثر من طريق واحد للخلاص ذاك الذي كتب عنه "ليس بأخذ غيره الخلاص لأنه ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أع12:4). في الواقع لا يوجد اختلاف بين القولين فالقديس كيرلس يتكلم عن الطريق الأوحد للخلاص وهو شخص الرب يسوع المبارك والقديس باسليوس يتكلم عن وسائل هذا الخلاص المبارك. مكتملة في شخص المسيح وهي:- أولاً :- دم المسيح: إن دم المسيح هو الوسيلة الوحيدة للخلاص من عقوبة الخطية أي الموت الأبدي. "أجرة الخطية هي موت" (رو23:6). لأنه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب22:9). فقدم المسيح دمه على الصليب للتكفير عن خطايانا .. وللتبرير من جرمها .. والتطهير من أدناسها. فتأمل يا أخي قيمة هذا الدم وعمله في الخلاص كما يشهد الكتاب نفسه. "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله" (روو24:3،25). · الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا (أف7:1، كو14:1). · ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا فبالأولي كثيراً ونحن متبررين الآن بدمه نخلص به من الغضب. (رو8:5،9). · يسوع المسيح..أجبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه. (رؤ5:1). من فضلك اقرأ هذه الآيات مرة ثانية ببطء وتفهم وقف عند كلمات: متبررين، كفارة، الصفح عن الخطايا، الفداء، غفران الخطايا، نخلص من الغضب، غسلنا من خطايانا.. لأن هذا هو عمل دم المسيح المهرق على خشبة العار لفدائك "إنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح. (1بط18:1-19). هل أدركت إذن يا مبارك عمل دم المسيح لك؟ أنا أخشى أن يكون إدراكك عقلياً دون أن تؤمن به بقلبك وتثق فيه ثقة كاملة.. ولعل الأمثلة الآتية تحرك شغاف قلبك لتقبل عمل الدم بإيمان ثابت غير مرتاب وغير ناقص: 1- أرى الدم وأعبر: عندما كان بنو إسرائيل في أرض العبودية في مصر، تحت سلطان فرعون، صرخوا إلى الرب إلههم ليخلصهم من يد فرعون الذي مرر حياتهم بعبودية مرة. فاستجاب لهم الرب وأرسل موسى لينقذهم. فمد الرب يده وضرب المصريين ضربات مرعبة كانت أشدها هولاً الضربة الأخيرة وهي قتل كل ابن بكر في بيت المصريين. ولكي تنجو بيوت الإسرائيليين من هذه الضربة أمرهم الرب أن يذبحوا خروفا في كل بيت ويرشوا من دمه على باب المنزل (على العتبة العليا والقائمتين) حتى إذا مر الملاك المهلك ويرى الدم لا يهلك أبكار هذا البيت "ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها. فأرى الدم وأعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر". (خر13:12). هذه الحادثة يا أخي هي رمز لدم المسيح الذي إذا رشت به قلوبنا لا تكون علينا ضربة للهلاك "نحن متبررين الآن بدمه نخلص به من الغضب". (رو9:5). 2- ويدخل بدمه فيكفر: رسم الرب لبنى إسرائيل في العهد القديم وسيلة الفداء وطريق الخلاص أنه بالدم، فأمر كل من يخطئ أن يقدم ذبيحة ويرش دمها على المذبح فيكفر عن خطاياه. ويرسم لهم يوما يقام فيه احتفال كبير ويدعى يوم الكفارة العظيم وفيه يتقدم رئيس الكهنة ويذبح تيس الخطية.. ويدخل بدمه إلى داخل .. فيكفر عن القدس من نجاسات بنى إسرائيل ومن سيئاتهم مع كل خطاياهم.. ويأخذ من دم الثور ومن دم التيس ويجعل على قرون المذبح مستديراً وينضح عليه من الدم. (لا15:16،19). كان هذا كله رمزاً إلى دم المسيح الذي كتب عنه بولس الرسول "ليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى القداس فوجد فداء أبدياً". (عب12:9). هذا هو الفداء الأبدي الذي صنعه يسوع البار لنا بدمه. 3- من أجلك بذلت دمى: يحكى في الأدب الصيني عن حاكم أمر وزيره بأن يصنع له ناقوساً يكون من الفخامة بحيث يسمع رنينه على بعد مئات الأميال. وأمره أن يقوى صوته بالنحاس وأن يعمقه بالذهب ويحليه بالفضة، وأن يعلقه في وسط العاصمة. فجمع الوزير الصناع المهرة وأخذوا في صهر المعادن ولكن ما أشد خيبتهم عندما صبوا المزيج فانفصلت المعادن بعضها عن بعض. ومع ذلك أمر الوزير بإعداد المزيج مرة ثانية إذ باءت محاولتهم بالفشل. فلما علم الحاكم استشاط غضباً وتوعد الوزير بالإعدام إن لم تنجح المحاولة الثالثة. وكان للوزير ابنة وحيدة، عندما سمعت ذلك انفطر قلبها حزناً على مصير أبيها. فجابت البلدان تسأل عن حل لهذه المشكلة. فتقابلت مع أحد الشيوخ المحنكين فقال لها: لن يقترن الذهب بالنحاس، ولن يعانق الحديد الفضة ما لم يصهر معها لحم عذراء، وما لم تمتزج المعادن بدمها. وفي يوم المحاولة الثالثة والأخيرة لصب الناقوس، جلست الفتاة بجوار صهريج المعادن المنصهرة. وما أن هم الوزير ليصدر الأوامر للصناع ببدء الصب حتى قذفت الفتاة بنفسها في جحيم المعادن الملتهبة ليمتزج بها لحمها ودمها. وكانت كلماتها الأخيرة: "من أجلك يا أبى بذلت دمى". فما أن رأى الوزير ابنته الوحيدة تلقى بنفسها حتى هم بأن يلحق بها لولا أن المحيطين به قد امسكوه .. وعلق الناقوس في وسط العاصمة فكان كلما ارتفع صوته دوى في آذان الجميع بكلمات الفتاة الأخيرة .. عزيزي إن غضب الله معلن من السماء على البشرية التي فشلت في صنع إنسان جديد طاهر قديس .. وأين له الطهارة إن لم يمتزج بدم ابن الله القدوس الذي بذل ذاته على الصليب ليهرق دمه فيختلط بطبيعتنا البشرية المتنافرة فيوفق بينها .. "من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه".(يو56:6). هو ذا ناقوس الكنيسة معلق في منارتها تحت الصليب ليعلن صوت الفادى: من أجلك بذلت دمى "ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا".(رو8:5). 4- ثياب مغسلة في الدم: لعلك قد عرفت يا أخي أن دم المسيح هو الوسيلة الوحيدة للخلاص من قصاص الخطية وعقوبتها، ولعلك اغتسلت في هذا الدم فابيضت ثيابك من أدناس الخطية لتستحق أن تقف أمام العرش الإلهي. تأمل ما كتبه يوحنا الرائي في هذا الصدد: "بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطيع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف متسربلين بثياب بيض وفي أيدهم سعف النخيل. وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف.. وأجاب واحد من الشيوخ قائلا لي: هؤلاء المتسربلين بالثياب البيض من هم؟ ومن أين أتوا؟ ¨ فقلت له: يا سيد أنت تعلم. ¨ فقال لي: هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غسلوا ثيابهم في دم الخروف. من أجل ذلك هم أمام عرش الله ويخدمونه نهاراً وليلا في هيكله والجالس على العرش يحل فوقهم".(رؤ9:7-15). إن ثوب البر الذي تلبسه يا أخي كثيراً ما يتسخ أثناء اجتيازك في الضيقة العظيمة بأدناس الخطية، ولا توجد وسيلة أخرى تغسل هذه الادناس إلا دم المسيح "الذي أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه" (رؤ5:1). كم أخشى يا أخي أن تعتبر حديثي هذا عن الدم من قبيل الحديث عن حادثة تاريخية انقضى عليها حوالي ألفي عام .. دون أن تكون قد اتخذته رسالة حية لك الآن لتثق لا بعقلك بل بقلبك في عمل هذا الدم لك شخصياً. أقول لك بصراحة تامة أنك إن لم تثق في عمل هذا الدم بأنه سدد كل ديونك وكفر عن كل آثامك وبرأك من كل الجرائم والخطايا التي ارتكبتها، فلا تكون قد استفدت من الدم شيئاً على الإطلاق، بل ستظل تعانى من رعب المخاوف وكآبة الحزن وقلق اليأس، لا في هذا الدهر فقط بل في الآتي ولا تكون قد انتفعت شيئاً من خلاص يسوع المقدم لك مجاناً. أناشدك يا عزيزي المبارك أن تنتفع بمواعيد الرب هذه: ¨ إذا لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح.(رو1:8). ¨ متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح.(رو24:3). ¨ لأني أكون صفوحاً عن آثامهم ولا أذكر خطاياهم وتعدياتهم فيما بعد. (عب12:8). ماذا تريد إذن يا أخي بعد كل هذه الطمأنينة وهذا الصفح، أليس من الجهل أن تظل حاملا ثقل خطاياك وأنت في المسيح يسوع؟!. قصة:- كان أحد الأثرياء في عربته عندما أبصر امرأة تنوء تحت ثقل (قفة) كانت تحملها فوق رأسها. فأشفق عليها وأذن لها أن تركب العربة ليوصلها إلى المكان الذي تريد أن تذهب إليه، فركبت، وانطلقت العربة .. وفي الطريق التفت الثرى إلى الخلف ولشـد ما كانت دهشته عندما رأى المسكينة وهي داخل العربة لا زالت تحمل (القفة) فوق رأسها!!. أليس هذا هو حالك أيها المسكين؟ فبالرغم من أنك في المسيح يسوع، إلا أنك تستكثر عليه أنه يستطيع أن يحمل عنك خطاياك فتظل مثقلا بها نفسك. إذن ماذا تكون قيمة قوله "تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم"؟! ليتك تثق في قوله "أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها". (أش25:43). إن فاعلية الدم يا أخي تسرى إلي كل مؤمن خلال سرى المعمودية والتوبة فليتك تمارسهما بإيمان. ثانياً:- روح المسيح: كان الطريق الأول من طرق الخلاص هو دم المسيح للتبرير وهوذا الطريق الثاني للخلاص وهو روح المسيح للتحرير من سلطان الخطية. معلمنا بولس الرسول يقول: "ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت" (رو2:8). ويقصد بقوله "روح الحياة في المسيح يسوع" أي الروح القدس. فقوة الروح القدس تحرر من سلطان الخطية. هب أن مائة رجل أخذوا يدفعون طائرة إلى العلاء فهل ينجحون في محاولاتهم لجعلها تحلق في الجو؟ كلا. فكلما ارتفعت الطائرة سقطت على الأرض بفعل الجاذبية الأرضية، وربما تهشمت أيضاً. ولكن عندما يدخل المهندس الطيار إلى مكان القيادة ويدير أزراراً معينة تندفع الطائرة في قوة جبارة لتحطيم قانون الجاذبية الأرضية وتتغلب عليه وتحلق في جو السماء. هكذا الحال معك يا مبارك فبدون قوة الروح القدس لن تتحرر من جاذبية الخطية، فإذ قد حصلت على سكناه في داخلك بالميرون عليك أن تضرمه بواسطة النعمة حتى ينطلق فيك قوة جبارة تحررك. ثالثاً:- ظهور المسيح: هذا هو الطريق الثالث من طرق الخلاص وبه يتم تغير الأجساد الترابية إلى أجساد روحانية لتكون على صورة جسد مجده. ويتم ذلك بواسطة شخص الرب يسوع ذاته عند ظهوره الثاني في مجده "فان سيرتنا نحن هي في السموات التي منها ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة مجده" (فى20:3،21). وعلى هذا الرجاء يا أخي نحن نعيش ونرقد أيضاً. بل ومن أجل هذا الرجاء نطهر أنفسنا كما قال الرسول: " أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون، ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو، وكل من عنده هذا الرجاء به يظهر نفسه كما هو طاهر".(1يو2:3،3). هل تنتظر مجيء الرب يسوع من السماء يا أخي بفرح واشتياق؟ لقد أوصانا الرسول قائلا "سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها. فبما أن هذه كلها تنحل أي أناس يجب أن تكونوا؟ في سيرة مقدسة وتقوى، منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب .. بحسب وعده ننتظر سموات جديدة وأرضاً جديدة يسكن فيها البر".(2بط10:3-13). فهل أنت منتظر وطالب سرعة مجيء يوم الرب؟ ليعطك الرب حياة السهر والانتظار لتتمتع بخلاص الرب التام والتمتع بأمجاد السماء وبروعة الوجود مع الرب في كل حين. آمين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|