سر «الطائرة المصرية» يودع البحر المتوسط إلى «التحقيقات»

[Mary Naeem]

سر «الطائرة المصرية» يودع البحر المتوسط إلى «التحقيقات»

فتحت عملية انتشال مسجل محادثات كابينة قيادة الطائرة «أحد الصندوقين الأسودين»للطائرة المصرية المنكوبة الباب على مصراعيه كشف لغز سقوط «إيرباص 320» التابعة مصر للطيران فوق البحر المتوسط، الخميس 19 مايو الماضي.

لجنة التحقيق الخاصة بالكشف عن الحادث، أعلنت اليوم الجمعة 17 يونيو أنه تم انتشال الجهاز على عدة مراحل، ونجحت أجهزة إحدى السفن التي استأجرتها مصر لأعمال البحث في انتشال الجزء الذي يحتوي على وحدة الذاكرة والتي تعتبر أهم جزء في جهاز المسجل.
أول طريق الحقيقة


رئيس الشركة المصرية للمطارات السابق اللواء طيار جاد الكريم نصر
رئيس الشركة المصرية للمطارات السابق اللواء طيار جاد الكريم نصر قال إن مسجل محادثات قمرة قيادة الطائرة الذي عثرت عليه لجنة التحقيق في حادث الطائرة المصرية المنكوبة «يضعنا على أول طريق الحقيقة»، مؤكدًا أن المسجل ت هو أحد الصندوقين الأسودين وخاص بمحادثات قمرة القيادة وقادر على إعطاء مؤشر لما حدث على الطائرة.
«نصر» أضاف أن «مسجل المحادثات دليل رئيسي ولكن ليس النهاية فإذا تم وضعه إلى جوار الحطام وأشلاء الركاب ونتائج التحقيقات نستطيع أن نصل إلى السبب الحقيقي للحادث»، لافتًا إلى أن هذا الجهاز هو أحد الأدلة المهمة في الحادث ففي حالة التأكد من أن محادثات الطيار ومساعده لا تشير إلى عطل فني فيمكن استبعاد سقوط الطائرة نتيجة لعطل، وتكون فرضية سقوطها نتيجة تفجير هي الأقرب.
ما الصندوق الأسود؟
تحمل طائرات الركاب التجارية جهازين يطلق عليهما «الصندوقين الأسودين»، وهذين الجهازين لهما دور مهم أثناء الرحلات اليومية الروتينية، لكنهما في غاية الأهمية للمحققين بعد حوادث الطيران المختلفة.


المسجل الصوتي لقمرة القيادة "Cockpit voice recorder"
(الأول) مسجل صوتي لقمرة القيادة: ويسجل 25 ساعة من البيانات، ويحتوي على عازل حراري يوفر حماية ضد حرارة تصل إلى 1100 درجة مئوية، ويتواجد بداخله ذاكرة «فلاش»، ومرسل إشارات تحديد الموقع، الذي يرسل إشارة كل ثانية تدل على موقع الصندوق من عمق 6 آلاف متر تحت سطح البحر لمدة 30 يومًا.



المسجل الرقمي للبيانات الفنية للرحلة Flight data recorder
(الثاي) مسجل رقمي للبيانات الفنية للرحلة: وهو صندوق أسود مزود بوحدة ذاكرة محمية ضد التحطيم، ووحدة ذاكرة من الفولاذ المقاوم للصدأ أو من التيتانيوم تستطيع تحمل ارتطام يعادل 2400 ضعف قوة الجاذبية الأرضية، وبه لوحة تحكم تقوم بالتحكم والعرض بتسجيل أكثر من 2000 من البيانات المتغيرة بالرحلة مثل السرعة، الارتفاع، الموقع الجغرافي، أداء المحركات، مواضع مفتاح الأنظمة المختلفة، حالة الطيار الآلي، وحالة مزود الطاقة الآلي، وضع أسطح التحكم ، القلابات، وغيرها من البيانات الحيوية.
أمريكا في التحقيقات
ووافقت لجنة التحقيق على الطلب الوارد من مجلس سلامة النقل الأمريكي NTSB لتعيين ممثل معتمد للاشتراك في التحقيقات، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الصانعة للمحركات، وكذلك انضمام أحد الخبراء المتخصصين من الشركة صانعة أجهزة مسجلات الطائرة.
وترسل الهيئة الأمريكية خبير تحقيقات وخبير تسجيلات، ويملك هذا الأخير خبرة عالية في تفكيك وتحميل وتحليل بيانات الصناديق السوداء الخاصة بالطائرات، وتعمل الهيئة على إعداد تأشيرتي وكافة الأمور المتعلقة بسفر الخبيرين إلى مصر، وفقًا لما قالته شبكة سي إن إن الإخبارية.
كان فريق التحقيق جمع معلومات من مصادر مختلفة كوثائق الطائرة وطاقمها ومراقبة الحركة الجوية والأنظمة الأخرى لإدارة البيانات بما في ذلك نظام الـAirman وهو نظام لتحليل بيانات الصيانة، ونظام الـACARS الخاص باتصالات وتقارير الطائرة، ورافق المحققون المصريون رجال القوات البحرية المصرية في عملية البحث عن الحطام بالبحر الأبيض المتوسط.


انحراف قبل السقوط
لجنة التحقيق بدورها أكدت أن الصور الرادارية التي وردت إليها من القوات المسلحة المصرية والخاصة بمسار الطائرة قبل وقوع الحادث أشارت إلى حدوث انحراف للطائرة يسارًا عن مسارها وقيامها بالدوران يمينا لدورة كاملة متفقا مع ما جاء بصور الرادارات اليونانية والإنجليزية مع الأخذ في الاعتبار بأنه لا يمكن الاعتماد على تلك المعلومات بمعزل عن السياق العام للتحقيق.
«كونسلتو» متخصصين للتحقيق
شارك في التحقيق عدد من المتخصصين الذين يمثلون سلطات التحقيق في حوادث الطائرات للدول المشاركة، ويحكم إجراءات التحقيق قانون الطيران المدني المصري وتشريعات منظمة الطيران المدني (الإيكاو) الملحق رقم 13 لاتفاقية شيكاجو 1944.


لقطات تكثيف جهود القوات المسلحة للبحث عن حطام الطائرة المفقودة
وتم الاستعانة بأحدث الأجهزة في هذا المجال كان أولها من شركة السيمار (Alseamar)، وتم استقدامها على متن السفينة التابعة للبحرية الفرنسية (la Place)، وكذلك الاستعانة بأجهزة أخرى ذات قدرة عالية على التقاط الإشارات والمسح السوناري.
وشاركت السفينة JHON LETHBRIDGE التي كانت تحمل المعدات في عملية البحث وذلك لتنويع طرق البحث وإنجازها في أقصر وقت ممكن.


النيابة تتسلم الصندوقين
وبالفعل، تم إخطار النيابة العامة بالعثور على الصندوقين الأسودين، وأصدرت بدورها قرارًا بتسليمهما إلى لجنة التحقيق الفني في الحادث لاتخاذ إجراءات فحص وتفريغ البيانات والمحادثات.
ويجرى حاليًا ترتيبات عملية نقل الصندوقين من السفينة إلى الإسكندرية وسيكون في استقبالهما مسئولي النيابة العامة وأعضاء لجنة التحقيق.

اخبار اليوم
<H2>
<H2> <H2>



</H2>
</H2>
</H2>