رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذه عبارة نسمعها كثيرا وخاصة من الحبيب أو الأبناء أو الزوجة .. ونسمع ردا عليها من أم هادئة أو زوج عاقل أو صديق محب .. الأحباء بيقسوا "بالأمل" .. وماذا تعني هذه الكلمة ؟ أول ما نسمع هيدي الكلمة منتسائل .. ما هو الأمل الذي يتوقعونه منّا ؟؟ ولماذا تستخدم هيدي الكلمة بالذات؟ لنقف هنا قليلا ونحلل ببساطة هذا المشهد ... وبعدها نعود للكلمة عندما يعود الرجل من العمل متعب منهك ومر عليه الكثير .. يمر بجاره أمام المدخل فيسأله ما بالك تبدو شاحب ومرهق .. وقبل أن يستمع الى أي رد يقول له .. على فكرة فاتورة الكهرباء عالية جدا هيدا الشهر .. مش لازم نسكت على التسريب اللي بيحصل أو السرقة .. طبعا يدخل ويمر بوالدته التي تعيش معهم ويراها تمسح دموعها .. يقبلها ويسألها مالك يا أمي .. وهي تبدأ "أنا تعبت من العيشة .. جسمي بيوجعني وراسي .. وما فيش أي شيء زي أيام زمان ... بس انت ليه اتأخرت اليوم يعني ناسي ان خالك جاي يزورنا" !! .. يتمتم بضع كلمات وهو يدخل المطبخ وتسمعه زوجته فتستدير وتقول له انت جيت خير يا حبيبي مالك اتأخرت ليه وشكل تعبان ... ويبدأ بالصراخ في وجهها .. اتأخرت اتأخرت .. تعبان .. آه تعبان .. هو انتوا ما بترحموا ولا بتخلوا رحمة ربنا تنزل ... وتقف هي في ذهول .. أنا قلت أي شيء نرفزك ... ((وهو حتى لم ينتبه أنها قالت له حبيبي!!)) قد ينتهي الموقف بأن يحضنها في نفس اللحظة ويقول لها معلش يا حبيبتي أنا كنت بس متضايق ويللا اجت فيكي ما انت مراتي حبيبتي اللي بتتحملني .. وقد ينتهي ان تجري هي الى غرفتها وتغلق الباب وتبدأ بالبكاء من القهر لأنها هي أيضا ملّت من تذمر والدته ولكنها لا تستطيع أن تفتح فمها أو تصرخ مثله لأنها خرجت من بيت عرف تربيتها جيدا ... وقد ينتهي بأن يدخل هو غرفته ويغلق الباب بقوة صارخا .. شو هالعيشة اللي تقرف نكد برة ونكد جوة البيت ... ربنا ياخدني ويريحني ويريحكم مني !! وقد ينتهي بأن يبدأ الطرفان بالصراخ وتتدخل الأم ويصبح المشهد دموي هذا مشهد وموقف منزلي – زوجي – عائلي .. وهو صورة مصغرة أو مكبرة لبعض المواقف الأخرى .. فالزوج يصرخ في وجه زوجته بالأمل أنها تتفهمه وتتحمله لأنها هي الوحيدة التي تقف في نهاية اليوم جانبه وتحضنه وتزيل همه ... والأم حين تفرغ غضبها بأحد أبنائها فهي بالأمل أن تبقى مشاعر المحبة موجودة ويأتي الابن أو الابنة ويسألوها مالك يا أحلى ماما .. مين زعل القمر قوليلي انت وأنا أموّته عشانك والصديق .. حين يخطيء في حق صديقه أو لا يهاتفه يوم عيد ميلاده مثلا .. هل هذا دليل على أنه نسيه أو سبب للجفاء ؟؟ بل نحن بالأمل نعاتب هذا الصديق "هيك نسيت يوم عيد ميلادي ما بقي حدا الا اتصل وانت ولا عبرتني !!" ونستمع ... قد يكون مريض أو في ضيق وهو اللي كان بحاجة أن تصل به ونسأل عنه وليس العكس ولكننا لا نغضب ولا نعاتب الا بقلوب صادقة صدوقة ومُحبة .... بالأمل ! :: الأمل هو ما يعيش الانسان عليه .. هو ما يدفعنا للنهوض في صباح كل يوم لمتابعة حياتنا .. أملنا بأن رحمة الله دوما ستحل علينا وعلى كل مُحِبينا ... تفاؤلنا يأتي من ايماننا ... وايماننا يدفعه ويغذيه أملنا ... لنكن دوما من يتحمل أحبائنا في ضيقهم ومرضهم وكربهم حتى نجد من يتحملنا .. ولنكن دوما القدوة للقلوب المعطاءة كي تتحملنا قلوب قد تكون قاسية ولكن بأملنا بهم .. ترق وتصبح أعذب من الماء العليل واذا ما هجرنا من قسونا عليهم .. فهذا دليل بأننا لم نبذل جهدا كافيا ليعرفوا بأنهم أعزاء أو أننا أخطأنا التقدير منذ البداية ... وكانت علاقاتنا مجردة من الصدق وما هي الا بعض سراب ووهم . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|