رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
حقيقة سفر الخروج - الحلقة الخامسة رأينا سابقاَ موت هرون والنبي موسى من دون أن يسمح الله لهم دخول ارض الميعاد الرمزية, بالرغم من كل تعبهم وجهودم لتوصيل الشعب اليها, وبوصول بني يعقوب نهر الاردن إنتهت رمزيا مرحلة الصحراء التي رمزت لمرحلة الناموس, وهنا ستبدأ مرحلة جديدة لم يعرفها بني يعقوب من أمس فما قبل, أي مرحلة جديدة لم يكونوا يعرفوها سابقاَ, أي تبدأ مرحلة الفداء كما سنرى ونوضح الامر. يشوع(3 - 2): وكان بعد ثلاثة أيام أن جاز العرفاء في وسط المحلة (3) وأمروا الشعب قائلين إذا رأيتم تابوت عهد الرب الهكم والكهنة اللاويون يحملونه فأرحلوا من مكانكم واتبعوه (4) ولكن ليكن بينكم وبينه نحو الفي ذراع من المسافة لا تدنوا منه وذلك لتعرفوا الطريق التي تسيرون فيها لأنكم لم تسلكوها من أمس فما قبل. ..........(8) وأنت فمر الكهنة حاملي تابوت العهد قائلاَ إذا شرعتم في حاشية مياه الاردن فقفوا في الاردن (15) فلما شرع حاملوا التابوت في الاردن وإنغمست أقدام الكهنة حاملي التابوت في حاشية المياه والاردن طافح من جميع شطوطه كل أيام الحصاد (16) وقف الماء المنحدر من فوق وقام نداَ واحداَ ممتداَ جداَ من لدن مدينة أدم التي بجانب صرتان والماء المنحدر الى بحر الملح إنقطع تماماَ وعبر الشعب قبالة أريحا (17) فوقف الكهنة حاملوا تابوت عهد الرب على اليبس في وسط الاردن راسخين وكل إسرائيل عابرون على اليبس حتى فرغ الشعب كله من عبور الاردن. والان لكي نفهم ما حصل, يجب أن نسال: لماذا قيل للشعب لتكن المسافة بينهم وبين تابوت عهد الرب نحو من الفي ذراع؟ وعن أي طريقِ قيل لهم: لتعرفوا الطريق التي تسيرون فيها لأنكم لم تسلكوها من أمس فما قبل؟ فلقد كان الطريق واضحاَ للعيان, الا وهو عبور نهر الاردن الذي سيتم شقه لهم بإعجوبةِ الالهية لتسمح لشعب الله المختار الرمز بالعبور على اليبس؟ إن المسافة التي هي نحو من الفي ذراع ليست الا الفترة التي يسبق السيد المسيح شعبه المختار الحقيقي دخول الامجاد السماوية. أي الفترة التي تبدأ بميلاده وموته وظهور تابوت عهده في هيكله السماوي أي وقت دخول شعبه الى الامجاد السماوية بعده, أي وقت نهاية العالم. أما الطريق الجديدة التي لم يسلكها الاسرائليون من أمس فما قبل فهي طريق الخلاص بألعماذ والايمان. وهذه رسمت لهم رمزياَ في وسط نهر الاردن, وإن كانوا لا يعلمون ما هم عاملون؟ وما مغزى ذلك ؟ حيث كان محجوباَ عنهم فهم كانوا يعملون الاشياء التي يطلبها الرب, ولم يسأل أحدُ منهم لماذا هكذا؟ فإنهم كانوا منشغلون يريدون إمتلاك الارض الرمز التي وهبها الله لهم. وأما الطريق التي كانوا يعرفوها من أمس فما قبل, فكانت طريق الخلاص بأعمال الناموس وذبائح الخطيئة, ولم يكمل هذا الطريق الى أرض الميعاد الرمز أياَ من ال (0 5 5 , 3 0 6 ) المتجرد للحرب من ابن عشرين سنة فصاعداَ من جميع الذين خرجوا من ارض مصر على يد النبي موسى. والان في نهر الاردن, رسمت لهم طريق جديدة للخلاًص, طريق العماذ والايمان. طريق جديدة يقول عنها حزقيال النبي: حزقيال(47 - 1): ورجع بي الى مدخل البيت فإذا بمياهِ تخرج من تحت عتبة البيت نحو الشرق لأن وجه البيت نحو الشرق والمياه تنزل من تحت من جانب البيت الايمن عن جنوب المذبح (2) وخرج بي من طريق باب الشمال ودار بي في الطريق الخارجي الى الباب الخارجي عند الطريق المتجه نحو الشرق فإذا بالمياه تجري من الجانب الايمن (3) ولما خرج الرجل نحو الشرق كان بيده خيط فقاس الف ذراعِ وإجتاز بي في المياه والمياه الى الكعبين (4) ثم قاس الفاَ وإجتاز بي في المياه والمياه الى الركبتين (5) ثم قاس الفاَ وإجتاز بي والمياه الى الحقوين. ثم قاس الفاَ فإذا بنهرِ لم أقدر على الاجتياز فيه لأن المياه صارت طأغيةَ مياه سباحةِ نهراَ لا يعبر (6) فقال لي إن هذه المياه تخرج نحو البقعة الشرقية وتنزل الى الغور وتدخل البحر. إنها تنصرف الى البحر فتشفى المياه (9) وكل نفسِ حيةِ تزحف حيث يبلغ النهر تحيا ويكون السمك كثيراَ جداَ لأن هذه المياه قد بلغت الى هناك فكل ما يبلِغ اليه النهر يشفى ويحيا. نعم إنه طريق جديد للخلاص, طريق الايمان, طريق النعمة التي وهبها الله لكل من يؤمن ويعتمد. وكل من عبر النهر يشفى ويحيا لأنه رمز للنهر الخارج من عرش الله والحمل وبهذه الطريق الجديدة عبروا جميعاَ الى ارض الميعاد الرمز, وهم غير مختونيين جسدياَ. هذه الطريق قال عنها السيد المسيح الفادي في: يوحنا(14 - 6): أنا الطريق والحق والحياة, لا يأتي أحدُ الى الاب الا بي. أي بالفداء ودم المسيح المراق على الصليب. والان نقول: عند صلب السيد المسيح كان وجهه وهو على الصليب نحو الشرق ولهذا طلب الرب من موسى أن يكون باب البيت نحو الشرق. ولهذا أيضاَ قال الفادي للفريسيين أنا هو الباب. إن دخل بي أحدُ يخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى (يوحنا 10 - 9). ولما كان المسيح على الصليب طعن جنبه الايمن وسالت منه الدماء والماء. بالضبط كما ورد في حزقيال ألفصل السابع والاربعين: إن المياه تنزل من تحت من جانب البيت الايمن عن جنوب المذبح أي من جنب المسيح الايمن وكما قال الفادي إنقظوا هذا البيت وأنا أقيمه في ثلاثة أيام. والان نسال: لماذا عبر تابوت عهد الرب أمام شعب الله المختار الرمز وبينهم مسافة نحو الفي ذراع ؟ ثم لماذا وقف الكهنة حاملي التابوت في وسط الاردن الى أن فرغ الشعب كله من العبور؟ لماذا لم يعبر تابوت عهد الرب أمام الشعب من أول نهر الاردن الى آخره؟؟ ولماذا لم يتم العبور أمام الشعب, ثم يعبر الشعب بأجمعه؟ خاصةَ وإن الله نفسه طلب أن تكون المسافة بين الشعب الرمز وتابوت العهد نحو الفي ذراع؟ فلماذا لم يبقي الله هذه المسافة بين الاثنين حتى يكمل العبور؟؟ فنلاحظ: عند عبور البحر الاحمر إنتقل ملاك الله السائر أمام عسكر إسرائيل فصار وراءهم وإنتقل عمود الغمام من أمامهم فوقف وراءهم وفصل بينهم وبين عسكر فرعون رمزاَ لعسكر إبليس. وكان عمود الغمام وملاك الله السائر أمامهم يمثل حضور الله معهم, ولم يقف ملاك الله ولا عمود الغمام في وسط البحر الاحمر الى أن عبر الشعب كله. ولكن هنا في نهر الاردن رسم الله نهر الاردن رمزاَ لنهر ماء الحياة الصافي كالبلور الخارج من عرش الله والحمل في أورشليم السماوية. ولما كان تابوت العهد رمزاَ لتابوت العهد الذي في الهيكل السماوي, وقف تابوت العهد المحمول على أكتاف الكهنة في وسط الاردن رمزاَ لعرش الله والحمل, وليس كالمرة الاولى في البحر الاحمر حيث لم يدخل الله في البحر مع الاسرائليين ولكنه خلصهم من المصريين, أي من دار العبودية الرمز والتي بعدها لم يدخلهم أرض الميعاد الرمز إيماءَ الى الجنة بل أدخلهم الى برية سيناء. وهي مرحلة قبل أرض الميعاد التي تدر لبناَ وعسلاَ, بالضبط كما كان الناموس الذي أعطي لموسى والشعب المختار الرمز مرحلةَ صعبة كصحراء سيناء ومشقاتها, مرحلة قبل مرحلة العماد وختان الايمان بالمسيح, ختان القلب بالايمان, ومرحلة سهلة جديدة, مرحلة الارض التي تدر لبناَ وعسلاَ. ولأن يهود موسى لم يستطيعوا أن يتخلصوا من التمسك بالصحراء ورفضوا دخول أرض الميعاد بعد أن كانوا قد وصلوا اليها. أي إنهم تمسكوا بالناموس ناموس الاعمال, ولم يستطيعوا أن يؤمنوا إن الله قادرُ أن يدخلهم أرض الميعاد (اي الجنة) لأنهم خافوا من سكان الارض ولم يستطيعوا أن يتموا الطريق بناموس الايمان. ولعدم إيمانهم أتاههم الله اربعين سنة في صحراء سيناء, في صحراء ناموس الاعمال الصعب. وسقط جيل عدم الايمان ولم يخلص منهم أحد, أي لم يدخل منهم ارض الميعاد الرمز الا يشوع بن نون وكالب بن يفنا المؤمنان, وأما جيل الايمان, أولاد جيل عدم الايمان الذين إستطاعوا أن يتعظوا من السخط الاول بعد التوهان في البرية أربعين سنة, أمنوا بالله فعبروا الاردن ووصلوا ارض الميعاد. أي قبلوا العماد وختان الايمان وفازوا بارض الميعاد الرمز. وعند بداية نهاية مرحلة الصحراء وإقتراب مرحلة دخول ارض الميعاد مات هرون على جبل هور. وعندما ضجرت نفوس الشعب في الطريق عندما رحلوا ليدوروا من حول ارض أدوم وتكلموا على الله وعلى موسى وقالوا لماذا أصعدتنا من مصر لنموت في البرية؟ أرسل الرب على الشعب حياتِ ناريةَ فلدغت الشعب ومات منهم قوم كثيرون. كذلك الان قبل بداية نهاية العالم ولايمانهم بالخلاص بناموس الاعمال وقبل رجوعهم الى أرض فلسطين ثانيةَ لدغتهم حيات هتلر في أوربا وقتلت منهم قوماَ كثيرين. والان وبعد نحو من الفي سنة عادوا ثانية يطلبون الارض ولم يفهموا إنهم إنما يعودون لكي يقبلوا الايمان بالمسيح المصلوب كفارة عن الخطايا, قبل النهاية, نهاية هذا العالم. ولهذا السبب عينه صنع الاسرائليون الفصح في الجلجال بعد عبور نهر الاردن في الرابع عشر من الشهر الاول إيماءَ لفصح المسيح بعد أن كانوا قد تاهوا أربعين سنة في الصحراء. والان عادوا بعد أن تاهوا في صحراء الناموس في برية العالم نحو من الفي سنة ولم يفهموا إنهم إنما يعودون لكي يقبلوا الايمان بالمسيح المصلوب لكي يدخلوا أورشليم السماوية وليس الارضية فراحوا يستوطنون الارض التي سوف تفنى غير عالمين إن رفضهم كان لمصالحة العالم والان جاء دورهم هم أخيراَ قبل النهاية. وهذا ما قاله القديس بولس: رومية(11 - 15): لانه إن كان رفضهم هو مصالحة العالم فماذا يكون قبولهم الا حياة من بين الاموات (16) وإن كانت الباكورة مقدسةَ فكذلك العجين. وإن كان الاصل مقدساَ فكذلك الفروع. والان دعنا نرى ماذا يقول يشوع عن نهر الاردن عند عبور الاسرائليين: يشوع (3 - 15): ولما شرع حاملوا التابوت في الاردن وإنغمست أقدام الكهنة حاملي التابوت في حاشية المياه والاردن طافحُ من جميع شطوطه كل أيام الحصاد. فنرى إن الرمز أي نهر الاردن حمل نفس صفة نهر الجنة في أورشليم السماوية حيث المياه طاغية, مياه سباحةِ نهرُ لا يعبر. ولهذا السبب عينه كان يوحنا المعمدان يعمد الناس في نهر الاردن إيماءَ لنهر ماء الحياة, أي إن يوحنا كان يعمد الناس في نهر الاردن لانه سبق ورسم النهر رمزاَ لنهر ماء الحياة في الجنة وقت العبور. وكان هذا العماد تأكيداَ لما جاء في نبؤة حزقيال في الفصل السابع والاربعين: من أن كل نفس حيةِ تزحف حيث يبلغ النهر تحيا, وكل ما بلغ اليه النهر يشفى ويحيا. أي تغفر خطاياها لانها تغسل بالماء الخارج من جنب السيد المسيح المصلوب ودمه الطاهر. هذا هو الماء الخارج من عرش الله والحمل. وأما لماذا نحو من الفي خطوة بين الاسرائليين وتابوت العهد؟؟ فذلك لأن السيد المسيح قد سبق شعب الله المختار الحقيقي, ودخل العرش السماوي قبل نحو الفي سنة فتقول الرؤيا: الرؤيا(12 - 4): ووقف التنين قبالة المرأة المشرفة على الولادة ليبتلع ولدها عندما تلده (5) فولدت ولداَ ذكراَ هو مزمع أن يرعى جميع الامم بعصا من حديد فأختطف ولدها الى الله والى عرشه. أي إن الفادي المصلوب على الصليب كان الباكورة, باكورة الراقدين وأول من قام من بين الاموات, وصعد الى السماء, وجلس عن يمين القدرة. ويقول القديس بولس في: كورنتس الاولى(15 - 20): لكن الحال إن المسيح قد قام من بين الاموات وهو باكورة الراقدين (21) لأنه بما أن الموت بإنسان فبإنسان أيضاَ قيامة الاموات (22) فكما في آدم يموت الجميع كذلك في المسيح سيحيا الجميع ( 23 ) كل واحد في رتبته المسيح على أنه باكورة ثم الذين للمسيح عند مجيئه (24) وبعد ذلك المنتهى متى سلم الملك لله الاب, متى أبطل كل رئاسة وكل سلطان وكل قوة. (25) لأنه لابد أن يملك حتى يضع جميع أعدائه تحت قدميه..... . فالسيد المسيح أختطف الى الله والى عرشه وكان هو الباكورة, وأما من هم للمسيح وإعتمدوا وبيضوا حللهم بدمه فعند مجيء المسيح في نهاية العالم (قبل المنتهى) يدخلون الى هيكله السماوي ويكون بينهم وبين المسيح نحو من الفي سنة أو الفي خطوة. وفي: يشوع(4 - 1): وكان لما فرغ الشعب كله من عبور الاردن , أن الرب كلم يشوع قائلاَ (2) خذوا لكم من الشعب اثنى عشر رجلاَ من كل سبطِ رجلاَ (3) ومروهم قائلين إرفعوا من ههنا من وسط الاردن من موقف أرجل الكهنة, اثني عشر حجراَ واعبروا بها وضعوها في المبيت الذي تبيتون فيه الليلة ........... (7) .....فتكون هذه الحجارة تذكرة لبني إسرائيل الى الابد (8) فصنع كذلك بنو إسرائيل على حسب ما أمرهم يشوع وأخذوا اثني عشر حجراَ من وسط الاردن كما قال الرب ليشوع على عدد أسباط إسرائيل وعبروا بها الى المبيت ووضعوها هناك (9) ونصب يشوع إثني عشر حجراَ في وسط الاردن في موقف أرجل الكهنة حاملي تابوت العهد وهي هناك الى يومنا هذا (10) ولم يزل الكهنة حاملوا التابوت واقفين في وسط الاردن الى أن تم كل ما أمر الرب يشوع أن يقوله للشعب, مثلما أمر موسى يشوع وأسرع الشعب وعبروا ........ (15) وكلم الرب يشوع قائلاَ (16) مر الكهنة حاملي تابوت الشهادة بأن يصعدوا من الاردن ....... (18) فكان عندما صعد الكهنة حاملوا تابوت عهد الرب من وسط الاردن ونقلوا أخامص أقدامهم الى اليبس أن مياه الاردن رجعت الى موضعها وجرت كما كانت تجري من أمس فما قبل على جميع شطوطه ........ (20) والاثني عشر حجراَ التي أخذوها من الاردن نصبها يشوع في الجلجال (21) ثم كلم بني إسرائيل قائلاَ: إذا سال بنوكم غداَ آباءهم وقالوا ما هذه الحجارة؟ (22) تخبرون بنيكم قائلين على اليبس عبر إسرائيل هذا الاردن (23) والرب الهكم جفف مياه الاردن قدامكم حتى عبرتم (24) كما صنع الرب الهكم ببحر القزم الذي جففه قدامنا حتى عبرنا (25) ولكي تعلم جميع شعوب الارض أن يد الرب قديرة ولكي تتقوا الرب الهكم كل الايام. والان نسال لماذا رفع إثني عشر رجلاَ, من كل سبطِ رجل إثني عشر حجراَ من تحت أرجل الكهنة حاملي التابوت من وسط الاردن, واخرجوهم ووضعوهم عبر النهر في الجلجال في مكان المبيت؟ وما معناه؟ ثم لماذا أخذ يشوع إثني عشر حجراَ أخرى ووضعها في وسط النهر في موقف أرجل الكهنة حاملي التابوت؟ ويقول الكتاب إنها هناك الى يومنا هذا. وما معناه؟؟ هل علم يشوع نفسه بمعنى هذه الامور التي عملها؟ وما هي رموزها؟ هل كان حريصاَ أن لا تنقص أحجار النهر مثلاَ؟ وقبل أن نجيب على هذه الاسئلة دعنا نرى ما يقوله القديس يوحنا في رؤياه: الرؤيا(21 - 10): وذهب بي في الروح الى جبلِ عظيمِ عالِ وأراني المدينة المقدسة أورشليم نازلة من السماء من عند الله (11) ولها مجد الله ونيرها يشبه أكرم حجرِ كحجر يشب صافِ كالبلور (12) ولها سور عظيم عالِ وإثنا عشر باباَ وعلى الابواب إثنا عشر ملاكاَ وعليها أسماءُ مكتوبةُ وهي أسباط بني إسرائيل الاثنا عشر. (13) الى الشرق ثلاثة أبواب والى الشمال ثلاثة أبوابِ والى الجنوب ثلاثة أبوابِ والى الغرب ثلاثة أبوابِ (14) ولسور المدينة اثنا عشر أساساَ فيها أسماء رسل الحمل الاثني عشر (15) ...... (18) وبناء سورها من حجر اليشب والمدينة من ذهب نقي يشبه الزجاج الصافي (19) وأسس سور المدينة مزينةُ بكل حجرِ ثمينِ .فالأساس الاول يشبُ والثاني لازوردُ والثالث عقيقُ يمانِ والرابع زمردُ (20) والخامس ماسُ والسادس ياقوتُ أحمر والسابع حجر ذهبِ والثامن جزعُ والتاسع ياقوتُ أصفر والعاشر عقيقُ أخضر والحادي عشر إسمنجونيُ والثاني عشر جمشتُ (21) والابواب الاثناعشر إثنتا عشر لؤلؤةَ كل واحدِ من الابواب لؤلؤة .............(27) ولا يدخلها شيءُ نجسُ ولا فاعل الرجس والكذب الا الذين كتبوا في سفر الحياة للحمل. فالان نعلم إن الاثنا عشر حجراَ التي أخذت من وسط الاردن من موقف أرجل الكهنة وعبر بها الاثناعشر رجلاَ من كل سبط رجلاَ لم تكن الا رمزاَ لإثنا عشر لؤلؤة. إثنا عشر باباَ من أبواب أورشليم السماوية. أخذت رمزاَ من وسط الاردن من تحت ارجل الكهنة حاملي التابوت, حيث ان أبواب أورشليم السماوية مكتوبُ عليها أسماء أسباط إسرائيل الاثناعشر, وهذه نصبها يشوع في الجلجال تذكاراَ لبني إسرائيل. ولكي تعلم شعوب الارض ما دبره الله من خطةِ لخلاص البشر. وهنا أكرر ولكي تعلم شعوب الارض ما دبره الله من خطةِ لخلاص البشر. وما أعده للمخلصين: مدينة سماوية يسكنها الله مع شعبه المخلصين المختارين. وأما الاثناعشر حجراَ التي نصبها يشوع في وسط الاردن في موقف أرجل الكهنة حاملي التابوت, لم تكن الا رمزاَ للإثناعشر أساساَ لسور المدينة السماوية, التي سميت بأسماء رسل الحمل الاثني عشر. وتصف الرؤيا هذه الحجارة السماوية التي رمز اليها بالحجارة التي وضعها يشوع في الارض في وسط النهر باحجارِ كريمة من اليشب واللازورد والعقيق والزمرد والماس والذهب وهكذا. ونذكر هنا بما قاله له المجد الفادي في: متى(16 - 15): قال لهم يسوع وأنتم من تقولون إني هو (16) أجاب بطرس قائلاَ أنت المسيح ابن الله الحي (17) فاجاب يسوع وقال طوبى لك يا سمعان بن يونا فإنه ليس لحمُ ولا دمُ كشف لك هذا لكن أبي الذي في السماوات (18) وأنا أقول لك أنت الصفاة وعلى هذه الصفاة سأبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. نعم الصفاة أي الصخرة أي الحجر, فقد كان سمعان هو أول من علم بأن يسوع هو المسيح ابن الله الحي, فكان هو أول حجر أساس وضع في سور المدينة السماوية, أورشليم السماوية, والرمز لها كنيسة المسيح وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. ونرى ما يقوله القديس بولس في: كورنتس الاولى(3 - 10): أنا بحسب نعمة الله التي أوتيتها كبناءِ حكيمِ وضعت الاساس وآخر يبني عليه (11) إذ لا يستطع أحدُ أن يضع أساساَ غير الموضوع وهو يسوع المسيح (12) فإن كان أحد يبني على هذا الاساس ذهباَ أو فضة أو حجارة ثمينة أو خشباَ او حشيشاَ أو تبناَ (13) فإن عمل كل واحد سيكون بيناَ لأن يوم الرب سيظهره إذ يعلن بالنار وستمتحن النار عمل كل واحدِ ما هو (14) فمن بقي عمله الذي بناه على الاساس فسينال أجره (15) ومن إحترق عمله فسيخسر الا أنه سيخلص ولكن كما يخلص من يمر في النار (16) أمأ تعلمون إنكم هيكل الله وان روح الله مستقرُ فيكم (17) من يفسد هيكل الله يفسده الله لأن هيكل الله مقدسُ وهو أنتم. فنرى إن القديس بولس يقول: إن حجارة الاساسات هي تلاميذ المسيح, والاساس كله هو المسيح. ومن أتى بعد المسيح وتلاميذ المسيح فهو يبني على الاساس. على أساس عملهم وستمتحن النار بناءه. لا تنسوا لا تبنوا عملاَ يحترق. إنتبهوا وتصوروا منظر من قد نجا من الموت بعد أن يكون قد مرّ في لهيب النار! والان وقد عبر الاسرائيليون الاردن ونصب يشوع لهم تذكاراَ في الجلجال فيقول: يشوع (5 - 2 ): في ذلك الوقت قال الرب ليشوع اصنع لك سكاكين من صوانِ وأختن بني إسرائيل مرةَ أخرى. (3) فصنع يشوع سكاكين من صوانِ وختن بني إسرائيل عند تل القلف. ....... (10) ونزل بنو إسرائيل بالجلجال وصنعوا الفصح في اليوم الرابع عشر من الشهر عشاءَ في صحراء أريحا. وهنا نسأل: لماذا لم يختن أبناء اليهود في البرية لمدة أربعين سنة؟ ألم يكون ذلك أحد الشروط التي وضعها الله؟ عندما قال لإبراهيم في: تك(17 - 10): هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم , وبين نسلك من بعدك يختتن كل ذكرِ منكم (11) فتختنون القلفة من أبدانكم ويكون ذلك علامة عهدِ بيني وبينكم (12) وابن ثمانية أيام يختن كل ذكرِ منكم مدى أجيالكم المولود في منازلكم والمشترى بفضةِ من كل غريب ليس من نسلكم (13) يختن المولود في بيتك والمشترى بفضتك فيكون عهدي في أبدانكم عهداَ مؤبداَ (14) وأي أقلفِ من الذكور لم تختن القلفة من بدنه تقطع تلك النفس من شعبها إذ قد نقض عهدي. والان نسال: الم يكن عند الاسرائليين سكاكين مثلاَ؟ فكيف كانوا يقدمون الذبائح إذاَ؟ وإن لم يكن عندهم سكاكين, ألم يكن ممكناَ لله الذي أتم مئات المعجزات مع شعبه أن يعطيهم سكيناَ أو سكاكين بطريقةِ أو أخرى؟ لكي يقطعوا قلف أجساد أبنائهم ليحفظوا علامة العهد, ولكي لا تقطع هذه الانفس من شعبها؟ فلماذا لم يذكرهم الله بذلك طيلة أربعين سنة؟ بالحقيقة ان الله لم يذكر الاسرائليين أن يختنوا أبناءهم لأنه كان يريد أن يعطي لهم مثلاَ جديداَ, طريقاَ جديد لم يعرفه الاسرائليون من أمس فما قبل. يعلمهم أن وصول ارض الميعاد الرمز لا يكون الا بالإيمان والعماد الرمز, أي دخول نهر الاردن الذي لم يكن الا رمزاَ فقط للنهر الجاري من العرش السماوي في أورشليم السماوية, اي رمزاَ للماء الحي الخارج من العرش الذي إذا بلغته أي نفس تحيا. فكل الذين عبروا البحر الاحمر كانوا مختونين الا أنهم ماتوا جميعاَ في صحراء سيناء المحرقة, ماتوا في صحراء الناموس, حيث غضب الله عليهم وأقسم إنهم لقساوة قلوبهم لن يدخلوا أرض الميعاد الرمز, وذلك لعدم إيمانهم بأن الله قادرُ أن يخلصهم ويدخلهم أرض الميعاد. أما اولادهم الذين ولدوا في البرية, أجازهم الله في الاردن, أي عمدهم, أي أجازهم في رمز الماء الحي لتحيا نفوسهم. ثم بعد ذلك طلب أن يختنوا, ختاناَ جديداَ. لكي يكونوا أهلاَ لدخول أرض الميعاد الرمز إيماءَ الى الجنة أي أورشليم السماوية. والختان الجديد يقول عنه الرب: أختنهم مرةَ أخرى لان الختان الاول كان ظاهراَ في الجسد فقط أما الختان الاخر فهم ختان القلب بالايمان, فلقد كان ختان الجسد رمزاَ له فقط. فكل الذين عبروا البحر الاحمر, إتبعوا تعاليم الناموس التي أبلغهم بها موسى ولكن لأنهم بشرُ مبيتون تحت الخطيئة لم بستطيعوا أن يكملوا الطريق, حيث أن ناموس الخطيئة الداخلة في أجسادهم عمل لغير صالحهم. فإستحقوا الغضب بان لا يدخلوا ارض الميعاد الرمز وقد كانوا جميعاَ مختونون جسدياَ. أما أبناءهم الغير مختونين أجازهم الله في نهر الاردن إيماءَ للعماد وهم بعد قلف جسديا, ثم بعد ذلك طلب ختانهم. رمزاَ بختان الايمان لكي يستطيعوا البقاء في ارض الميعاد حيث إنهم جازوا في نهر الاردن على اليبس وليس في الماء, حيث إن المسيح إبن الله وقت العبور لم يكن قد صلب بعد ليتوفر لهم ماء الخلاص بنعمة دمه الكريم. والان نسال: لماذا طلب الله ختان بني إسرائيل بعد عبور نهر الاردن؟؟ ولماذا لم يطلب الرب ختانهم قبل العبور؟ وبينهم وبين أعدائهم نهر الاردن الطافح؟ ولماذا طلب ختانهم بعد العبور وهم متالمون جسدياَ وتحت رحمة أعدائهم؟ فكيف كانوا سيحاربون لو داهمهم أعداءهم بعد الختان وهم متألمون؟ هنا نرى إن العبور كان مشروطاَ بالايمان والعماد وليس الختان الجسدي, ولهذا السبب الغي الختان من قبل تلاميذ المسيح حيث إن الله قد بين ذلك في وقت العبور. فلو طلب الله ختان بني إسرائيل قبل عبور نهر الاردن لكان الختان شرطُ واجب لدخول ارض الميعاد الرمز ومن ثم السماوية أيضاَ. ولكان معناه أيضاَ ان الخلاص ممكن أن يتم بناموس الاعمال وعلامة العهد الاول وليس بالايمان والنعمة فقط. والحال بأن الله قد قال ليس فيكم صالح ولا واحد. أي لن يخلص بناموس الاعمال والذبائح أحدُ (ولا واحد). وإلا لسمح الله للنبي موسى بالعبور الى أرض الميعاد الرمز. ولكان صلب المسيح لا حاجة له. ولكان الله قد أدخل الاسرائليين ارض الميعاد الرمز من الجنوب مباشرةَ, أي من جهة غزة أو بئر سبع أو غيرها, ولقد كان بإمكان الله أن يعمل ملايين العجائب إذا إقتضى الامر ويدخلهم من الجنوب, ولعني ذلك إن الخلاص ممكن بناموس الاعمال وعلامة العهد العتيقة, وحيث لا يوجد صالح ولا واحد. لذا أدار الله بني أسرائيل حول البحر الميت بإتجاه ارض موآب وبني عمون, ليعطي لهم طريقاَ جديداَ للعبور الى ارض الميعاد الا وهي عبور نهر الاردن الذي شقه لهم باعجوبةِ ليكون رمزاَ للخلاص بالعماد والايمان وبدون الختان الجسدي, وهنا نقول بدم إبن الله يسوع المسيح الفادي وبالنعمة أنتم مخلصون. وهذا هو أيضاَ ما قاله القديس بولس في: غلاطية (3 - 1): أيها الغلاطيون الاغبياء من الذي سحركم حتى لا تطيعوا الحق وقد رٍُسم أمام عيونكم يسوع المسيح مصلوباَ (2) أريد أن أعرف منكم هذا فقط أبأعمال الناموس نلتم الروح أم بسماع الايمان (3) أهكذا أنتم أغبياء أبعدما إبتدأتم بالروح تتمون الان بالجسد ...... (7) فإعلموا ان الذين من الايمان أولئك هم أبناء أبراهيم (8) والكتاب إذ سبق فرأى إن الله بالايمان يبرر الامم سبق فبشر إبراهيم أن تتبارك بك جميع الامم.......... (14) لتكون على الامم بركة إبراهيم في المسيح يسوع لننال بالايمان موعد الروح.......... (21) فهل يخالف الناموس مواعد الله. حاشى لأنه لو أعطي ناموس يقدر أن يحي لكان البر في الحقيقة بالناموس (22) لكن الكتاب أغلق على الجميع تحت الخطيئة ليعطي الموعد بالايمان بيسوع المسيح للذين يؤمنون. ويؤكد القديس بولس في: غلاطية(5 - 3): وأشهد أيضاَ لكل من إختتن أنه ملتزمُ بأن يعمل بالناموس كله (4) لقد أبطل المسيح من جهتكم أيها المبررون بالناموس وسقطم من النعمة. في الحلقة القادمة سنتكلم عن ضربات أريحا وسقوط أسوارها وعلاقة ذلك بنهاية العالم!! نوري كريم داؤد |
23 - 05 - 2016, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حقيقة سفر الخروج - الحلقة الخامسة
ربنا يبارك حياتك
|
||||
04 - 09 - 2016, 09:58 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: حقيقة سفر الخروج - الحلقة الخامسة
ربنا يبارك تعب محبتك
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|