منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 05 - 2016, 09:11 AM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,978

عطش .. وحياة


وإذا كان الموت ينهي حياتنا ووجودنا؟ فلماذا نناضل ونسعى في سبيل كون أفضل، على الرغم من أنّه سيستمرّ من دوني؟
– لماذا نعيش؟ كيف نعيش؟ إلى أين نذهب؟
– هل السعادة هي من نفتّش عنها؟ أم السلطة؟ أم المال؟ أم الملذّات؟
لا شك في أنّ كلّ إنسان يفتّش عن السعادة. ولكن ما هو الذي يعطي السعادة؟ وكيف؟
هل السعادة هي في الشهرة، المال، السفر، تحقيق الذات، الجنس، السلطة….
يمكن القول بأنّ الهدف الأساسي الذي يفتّش عنه الإنسان هو السعادة…. ونحن نفتش عن شيء معيّن يعطينا السعادة…ولكننا لا نعرف حقيقة هذا الشيء، وكيفيّة الوصول إليه.
ما هو الشيء(x) الذي إذا زاد، ممكن يزيد السعادة، وإذا نقص ممكن ينقص السعادة؟
هل هو المال؟ كلاّ. لماذا؟ لأنه من الممكن أن يكون هنالك أغنياء سعداء، وبالعكس أغنياء تعساء…والأمر نفسه مع الجنس والسلطة والسفر…فما هو هذا الشيء إذا؟
إنّه الحب: أن تُحَب أيّها الإنسان، وأن تُحِب.
ويجب أن تُحَبّ أوّلاً، لأنّه إذا لم تحُب، لن تقدر على الحبّ…وعلى قدر ما تُحَب، تصبح قادرًا على الحب.
أمّا اليوم الذي فيه تُحِب، لكي تصبح محبوبًا، لا تعود قادرًا على الحب.
إنّ تفتيشنا عن السعادة، ليس له حدود، وهكذا الحب ليس له حدود.
ملاحظة: متى يعطيني الجُماع السعادة؟ عندما يجعلني محبوبًا، وبدوري قادرًا على الحب (إنحب1، وحب2)
عندما أُحَب بلا حدود، أُحِب بلا حدود…. ليس ضروريًا أن أُصبح محبوبًا من الشخص الذي أحبّه (مثلاً: لكي أُحِب رفيقي، لست بحاجة إلى محبّة رفيقي، بل مثلاً إلى محبّة أبي).
أن أُحَب بلا حدود، لا يعني ان أكون محبوبًا من جميع الناس (الحب اللامحدود ليس في الكميّة، بل في النوعيّة).
أين نجد الحب اللامحدود؟ وهل الإنسان قادر أن يحب بلا حدود، ولماذا؟ الإنسان هو كائن محدود، وهكذا حبّه هو محدود، ولكن ممكن فقط أن يحبّ بلا حدود إذا تعرّف على حب لامحدود من كائن لامحدود، يدخل عالم الإنسان المحدود لكي يعرّفه على حبّه اللامحدود.
فوحدها محبّة الله لا محدودة، وإذا كان الله هو الحبّ اللامحدود، كان عليه ألا يبقى بعيدًا (مجرّد فكرة) كما في سائر الديانات…بل كان عليه أن يدخل في تاريخ البشر(المحدود)، أي يصبح إنسانًا، لكي يكون هنالك خبرة حسيّة مع الإنسان (رؤية، لمس، سماع….) من هنا أهميّة التجسد: تجسد الله الكلمة: يسوع المسيح.
ما الذي يقتل قلب الإنسان؟
الذي يقتل قلب الإنسان: قلّة الحب الحب الذي هو الشعلة الوحيدة التي تملأ فراغ قلب الإنسان. والحب خبرة لأنّه كلمة وفعل: إنّه كلمة (نسمعها)، ينوّر الفعل…وفعل(نلمسه) يثبّت الكلمة.
كل فعل يبدأ بكلمة، وهذه الكلمة لا تتحقق إلاّ بالفعل…الحب هو الشعلة الوحيدة القادرة أن تشهد على الفعل.
ملاحظة: الحياة المسيحيّة هي: صمت، سماع، لمس…
ما هو الحبّ اللامحدود؟ أو كيف يكون هنالك حب لامحدود؟
يكون حب الشخص لا محدودا…. عندما يكتشف ضعفي، ونقائصي، ويبقى يحبّني.
إنّ قلب الإنسان خلق لكي يحُب، ويُحِب…. قلب الإنسان يتلقّى الدم أوّلاً ثمّ يضخّه لا يقدر أحد ما أن يُحِب، عندما يكون مجروحًا (نعرف أنّ هذا الإنسان هو محبوب، عندما يعطي علامات حب…فالإنسان الذي يُحَب، لا يقدر إلاّ على الحبّ).
يسوع عندما يرى إنسان خاطئ، يرى فيه إنسان مجروح (غير محبوب)،” ما جئت لأدين العالم، بل لأخلّصه”. يكفي الإنسان أن يلتقي بشخص يحبّه، لكي يعود قادرًا على الحبّ. يقول يوحنّا الإنجيلي: “إذا الإنسان لم يحبّ أخاه الذي يراه، كيف يحبّ الله الذي لا يراه”
فالذي يحبّ الله، يحبّ الإنسان، والعكس صحيح.
قلب الإنسان إمّا كاملاً، أو مجروحًا:
لقد أضاع الإنسان سر سعادة قلبه وكماله في ارتكابه الخطيئة. وهنا يكمن سرّ المسيحيّة. والمسيحية هي شخص يسوع المسيح، وليست دين.
من هو يسوع بالنسبة لنا؟ ماذا ننتظر من يسوع؟
البعض في الإنجيل قالوا:
1 – “يوحنا المعمدان”: ما علاقته بيسوع؟
دعا يوحنّا إلى التوبة مثل يسوع، ولكنه وبّخ الناس لكي يغيّروا حياتهم (هل جاء يسوع لكي يعطينا وصايا؟ كلاّ جاء لتحقيق الوصايا…يسوع لم يعجبه الجواب.
2- “إيليّا”: هو صاحب المعجزات…الوحيد في العهد القديم الذي عمل معجزات تقريبًا..(إقامة موتى،إنزال المطر) وأيضًا يسوع لم يعجبه الجواب.
3- “أحد الأنبياء”: عملهم توصيل كلام الله…هم لراحة الضمير، بمثابة المخدّر
لقد رفض يسوع أن يكون:1 المؤنب والمشرّع…2صاحب المعجزات…3المريّح.
من هو يسوع المسيح؟ وبماذا تميز عن غيره؟
وحده بطرس يجيب بقوله:” أنت يسوع ابن الله الحي”…فيجيبه يسوع بمعنى ما: ”هذا قد كشف لك من السماء. مش منك لأنك لا تعرف معناها.
لكي نفهم معنى ذلك، سنتناول مثل زكّا العشار: من كان زكّا؟
– إنّه رجل قصير القامة
– رئيس عشّارين
– غني وحشري
وفي نظر اليهود كان العشّارون أشخاصًا خونة، جباة للضرائب، يستغلّون الناس، يظلمون الناس، يأخذون من الضرائب، أكثر ممّا يطلبه الرومان الذين احتلّوا المنطقة. والأهم أنّهم قوم خطأة على مثال الوثنيين، أعداء لله، ذلك لأنهم تعاملوا مع العد والذي احتل الأرض المعطاة من الله لليهود. وهكذا كان زكّا مرفوضًا، ومحتقرًا من الناس، (كان مجروحًا، كان يحتاج إلى أن ينحب، ويحب).
لماذا زكّا لم يُحَب؟ لأنه كان قصير القامة (بالدارج زمك) …والجمال عند اليهود كان يقاس بطول القامة، وبالقوّة الجسديّة (الجميل هو الذي يأخذ حقّه بيده).
زكّا غير محبوب…محدا شايفه…ولذلك فكّر زكّا، أنّه عندما سيمتلك المال، سيمتلك السلطة، الغنى، سيكتسب محبة الناس.
إن قلب زكّا كان يفتّش عمن يحبّه…لقد حاول بالمال وبالسلطة أن يشتري الحب. ولكنه سيفشل، لماذا؟ لأنّه عندما سيخسر المال، سيفقد الحب.
ونفس الشيء مع السامرية التي تزوّجت خمس مرّات، لأنها كانت تفتّش عن الحب، وكذلك الأمر مع الأعمى والشاب الغني.
بالأخير، كل واحد منا هو زكّا، وزكّا هو كل إنسان مجروح…ومن منّا ليس لديه جروحات.
لقد حاول زكّا دفع الناس لكي يصل إلى الجميزة، سيعمل كل شيء كي يصل إلى غايته. زكا يمثل كل إنسان لا يقدر أن يُحِبّ ذاته والآخرين، لأنّه غير محبوب. إنه يفتش عن شخص يعطيه الحياة.
يقول أرسطو:
“حين يشعر الإنسان أنّه غير محبوب، يحتاج إلى أن يثير الإعجاب؛ إذا لم يكن محبوبًا ولا مثيرًا للإعجاب، يصبح وكأنّه يموت”. يحتاج الإنسان إلى عيون الغير، الذي يقدّرون، يحبّون يعجبون ويؤكّدون. إذا ما أخطات هذه العيون، أو ازدرت من قبل الآخر، أو خافت، أو استبعدت، او لم تُشاهِد (كما لو لم يكن الآخر موجودًا)، عندئذ نشعر بالفراغ والحصر والانهيار. نحن على استعداد لأن نبذل كل الجهود لنجد نظرة تثبّتنا وتعطينا قيمة. إذا لم يكن المرء محبوبًا ومثيرًا للاعجاب بقواه الحسنة، سعى لنيل إعجاب الآخرين بقواه الهدّامة وبالضغينة. إنّ الحاجة لأن يكون المرء الأقوى والأحسن بنظر بعض الآخرين ملحّة في قلب الإنسان! إنّها قضيّة حياة أو موت!
– يسوع لو كان يوحنّا، كان سيقول لزكّا: لازم تخاف الله، ويؤنّبه.
– يسوع لو كان إيليّا: كان أجرى معه معجزة، وجعله يطول كم سنتمتر.
– لو كان يسوع أحد الأنبياء، كان قال له لا تهتم، ويساعده على إراحة ضميره.
– فكيف كان تصرّف يسوع؟
لقد ناد يسوع زكّا من بين كلّ الناس(الزحام)، وطلب منه أن يعزمه إلى بيته، وكان يسوع محط الأنظار. وبالرغم من ذلك قال يسوع: عليّ أن أقيم في بيتك (كأن لم يعد إلاّ يسوع وحبيبه زكّا). بمعنى يقول يسوع لزكّا (مشروعي للحب إنت زكّا…. لقد تجسدت كرمالك إنت، ومحدا إنت) …فكل إنسان هو فريد في عين الله…كلّ إنسان هو تاريخ مقدّس…
بين يسوع وزكّا: يسوع هو ابن الله، وزكّا يمثّل أكبر عدو لله، وهو الذي خان مشروع الله ووصاياه، وهو عابد المال وليس الله.
يقول يسوع بقبوله زكّا:
متل ما إنت بحبّك، وليس إذا تغيّرت بحبّك.
لا يحب يسوع الكل، (لا يحب بالجملة) بل كل واحد بمفرده.
يعمل يسوع مع كل إنسان قصة حب فريدة وصداقة، كل واحد منّا هو حبيب ليسوع، مشروع حب لح ينتهي بزواج روحي. (من هنا نرى في العديد من أسفار العهد القديم أنّ علاقة الله بشعبه تُشبّه بعلاقة الزوج لزوجته، وخيانة الزوجة لزوجها، ترمز إلى خيانة الشعب الاسرائيلي لله.
ولكن حتّى لو حصلت الخيانة، حتى لو ابتعدنا بحريتنا عن يسوع، فهو يحترم حريتنا، ولكنه لا يخوننا، وذلك لأنّ يسوع لا يخون ذاته. فالله إذا تخلّى عنّا، فهو لا يبقى الله، هو أمين دائمًا.
نتيجة قبول يسوع لزكّا: عندما استقبل يسوع زكّا، دخل الفرح إلى قلبه. فالذي يعطي الفرح لقلب الإنسان هي لحظة حب.
ماذا يمثل غضب الآخرين على يسوع؟
يذكّر غضب الآخرين على يسوع بالأخ الاكبر في مثل الابن الشاطر الباحث عن الحب. لقد كان الابن الشاطر جوعان، عطشان، لا الجنس أشبعه، ولا الأصدقاء، ولا المال، لأنه كان فارغًا من الحب.
وعندما عاد إلى البيت قال لأبيه:” خطئت إلى السماء، وإليك، وأنا لا أستحقّ ان أكون ابنك. أمّا الأب فلم يدعه يستمر في الكلام. لقد قال له بمعنى ماعطش .. وحياة أنا لا أحبّك لأنّك عدت إليّ، بل لأنّك ابني…بحبّك لأنّي بحبّك، لم أكفّ عن محبتك).
لقد كان زكّا فرحًا بدخول يسوع إلى بيته…فعندما أكون حزينًا، يجب أن أسأل نفسي، أين أضعت العريس.
وفي ذلك نجد المعنى الحقيقي للصوم الذي هو التفتيش عن العريس، ولذلك لم يكن التلاميذ يصومون، لأنّ العريس كان معهم، فالصوم هو لأنّ العريس قد استُبدل بعريس آخر.
أن تلتقي بشخص مسيحي حقيقي، هو أن تلتقي بشخص قادر أن يُحبك، لمّا بتكون في كل وسخك، وخطاياك وضعفك.
مثلاً: طفل معاق في عائلة ما، هو مثل زكّا…تكتشف العائلة السعادة في وجود هذا الطفل بينها، عندما تكتشف أنّه نعمة من الله…وعندما تكتشف العائلة الحب. تصبح عندئذ قادرة على محبّته.
أخيرًا: يمكن القول بأنّه بعد التجسد، نحن لا نؤمن بالله، كبقيّة الديانات الأخرى، بل بأب يسوع المسيح أبانا.
تكمن المشكلة اليوم في تصديق هذا الحبّ اللامحدود القادر أن يحبّني في وسط ضعفي وخطاياي…. الحب الحقيقي هو أن أحب الآخر بالرغم من…
هذا الحب هو الذي سيخلق الثورة أو الدافع الذي سيجعلني أقبل ضعفي من ناحية، ومن ناحية أخرى، ان أعترف بخطاياي، وأشتغل على حالي، وأطور حالي، وأجاهد لكيلا أبقى في قاع الخطيئة.
والرب يسوع يسمّي الشيطان بالكذّاب، وأبو الكذب الذي يحاول أن يمنعنا من تصديق هذه الحقيقة التي تكلّمنا عنها سابقًا:” يسوع بيحبنى زى ما انا
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
موت ... وحياة
هو روح وحياة
نور وحياة
روح وحياة
وحيات امك


الساعة الآن 01:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024