المسيح يحارب الخيانة بالمحبة
يوم الأربعاء من البصخة المقدسة يجسد ايقونه حية توضح الصراع بين المحبة والخيانة (لماذا هذا الاتلاف!!) قالها يهوذا بلهفه حين راى قطرات طيب الناردين تترقرق من قاروره مريم على اقدام يسوع مخلص العالم واضطرب قلبها عسى ان ينتهرها يسوع هو ايضا على مافعلته الا ونطق فى الحال ” ان “مافعلته يكون لها تذكار”. بينما يبرهن المسيح على المحبة الحقيقة فى عفوانية المرأه وصدق مشاعرها وتبكيت تلميذه على ما قاله ، كانوا الكهنة اليهود مجتمعين فى محراب خبثهم يتشاورون كيف يقبضوا على يسوع؟ لانه كان يشكل خطرا على مراكزهم الدينة وسلتطهم بين الشعب،لانهم لم يؤمنوا به المسيا المخلص لانهم ظنوا فيه ان يخلصهم من حكم الرومان ويمنحهم الكياسة والسلطان الدنيوى ،لكن يسوع المسيح الاله المتجسد جاء ليعلن قصد الله الحقيقى للبشرية وهو الملكوت الابدى السماوى الأبقى ، فلم يقتنعوا بهذا حتى لاخر وقت كانوا معه فى الهكيل. وبعد ان انهى يسوع معركته معهم ترك الهيكل بلا عوده ، وذهب الى بيت عنيا ليجد راحة كما لو كانت بمثابة الهدنة التى بين الحروب لبدا حرب أخرى، وعندما مكث هناك جائت مريم بطيب الناردين الكثير الثمن وسكبته على ارجله لتطيبها وكأنها تطفئ لهيب اقدامه من السير فى كل اليهودية لتبشر بالخلاص وتجول تصنع الخير،ممتنه له بالعرفان والاستحاق بكل ثمين فيها ، واذا بعدوه يشن الحرب بدخوله الى قلب الذ تلاميذه يهوذا الاسخريوطى ، بان غرس فيه الغيرة والطمع متخفيه فى صورة التدبير، فاشتكى قائلا لو كان بيع هذا الطيب لربحنا ثلثمائة من الفضة واعطينا الفقراء. هوذا الذى يدين المسيح التلميذ المبارك الذى كان يخرج الشياطين ويشفى الامراض بقوه السلطان المعطى له من يسوع مثل باقى التلاميذ ، بل بالاكثر ميزه حين كلفه مسؤلية امانة صندوق الاموال فقد حسبها خساره ثمن الطيب فى سيده ومعلمه لكى يشبع اذنيه بصوت الفضة تطن فى الصندوق،وهو الامر الذى سهل على الشيطان استخدام يهوذا لمحاربة يسوع، اذ وجد فى قلبه التربة الخصبة لزرع بذرة الخيانة ، حتى انه ارتضى ان يتنحى عن بنوته وتلمذته بقطع الفضة التى فى ايدى الكهنة برقت فى عينه كما لو كام رآها فى ايدىهم من قبل وهو مارا على نافذة مسكنهم يشاهدهم يدبرون المكيده ليسوع ليكون هو اول من يحصل على ثمن المسيح ، ترى انه ايضا فى تلك المرة ثمن المسيح رزقا للفقراء؟! فما هذا الحب العظيم الذى قدمته مريم ساكبة الطيب امام خيانة يهوذا اذا اشتهى المال فى ستار البر، فمن انا اذا اكون؟!
27 - 04 - 2016, 04:51 PM
رد: المسيح يحارب الخيانة بالمحبة
العرض العادي
