الكاروز ............... " 136
† نحن مدينين بالفضل لأبونا مارمرقس في ذلك لأن أبونا مارمرقس هو الوحيد في الإنجيليين الأربعة الذي رتب لنا أسبوع الآلام ترتيب زمني يوم بيوم. فالكنيسة ورثت طقس مارمرقس في خلال أسبوع الآلام وفي طقس أسبوع الآلام وسأعطيكم مثال على ذلك:
مارمرقس الوحيد في الإنجيليين الذي وضح موعد تطهير الهيكل:
† الإنجيليين الأربعة قالوا أن السيد المسيح يوم الأحد دخل أورشليم. وعندما تقرأ الأربعة أناجيل باستثناء إنجيل مارمرقس تفهم من الأحداث أن السيد المسيح يوم الأحد دخل أورشليم وفي نفس اليوم دخل وطهر الهيكل.
† القديس يوحنا لم يذكر تطهير الهيكل لأنه ذكرها في السنة الأولي لخدمة السيد المسيح "يوحنا 2" لكن القديس لوقا والقديس متى عندما تقرأ دخول السيد المسيح أورشليم تجد أن المسيح دخل أورشليم يوم الأحد وفي الحال دخل الهيكل وطهره.
† لكن في الحقيقة أن السيد المسيح طهر الهيكل يوم الاثنين وليس يوم الأحد. والوحيد الذي وضح هذه الحقيقة هو القديس مارمرقس وسأوضح لكم ذلك فيما يلي:
في إنجيل القديس مارمرقس "الإصحاح 11" يقول: " فَدَخَلَ يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ وَالْهَيْكَلَ، وَلَمَّا نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ إِذْ كَانَ الْوَقْتُ قَدْ أَمْسَى، خَرَجَ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ" (إنجيل مرقس 11: 11) أي أن السيد المسيح دخل الهيكل يوم الأحد ونظر حوله إلى كل شيء ثم خرج.
† ثم يكمل مارمرقس في الآية التالية قائلًا: "وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ، فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئًا. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إِلاَّ وَرَقًا، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ.فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُون. وَجَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ الْهَيْكَلَ ابْتَدَأَ يُخْرِجُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ، وَقَلَّبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ" (إنجيل مرقس 11: 12-15)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره. أي أن السيد المسيح في اليوم التالي (يوم الإثنين) وهو ذاهب للهيكل لعن التينة ثم دخل الهيكل وطهره.
وقد رتبت الكنيسة طقس أسبوع الآلام علي هذا الأساس.
+ من يقرأ إنجيل متى أو إنجيل لوقا يفهم أن السيد المسيح دخل الهيكل يوم الأحد وفي نفس اليوم طهر الهيكل. ولكن الواقع أن السيد المسيح دخل الهيكل يوم الأحد ونظر حوله إلى كل شيء وكان الوقت قد أمسى فخرج. ثم في يوم الاثنين عاد مرة ثانية ودخل الهيكل وطهر الهيكل في ذلك اليوم (يوم الاثنين). والفضل يرجع لمارمرقس لأنه الوحيد الذي وضح الأحداث بهذا الترتيب الدقيق.
مارمرقس الوحيد في الإنجيليين الذي رتب أحداث أسبوع الآلام ترتيب دقيق:
† ليس هذا فقط يا أحبائي بل بدأ أبونا مرقس يتابع أيام أسبوع الآلام يوم بيوم. فعندما نقرأ الإصحاحات الأخيرة في متى، وفي مرقس، وفي لوقا، وفي يوحنا، نجد الآتي:
في إنجيل القديس متى لن تستطيع ترتيب الأحداث.
بينما في إنجيل القديس مرقس "إصحاح 11" تجد كما سبق وقلنا أن أبونا مرقس تابع أيام أسبوع الآلام يوم بيوم وكما يلي:
يوم الأحد: (سبق أن تكلمنا عنه)
" فَدَخَلَ يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ وَالْهَيْكَلَ، وَلَمَّا نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ إِذْ كَانَ الْوَقْتُ قَدْ أَمْسَى، خَرَجَ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ" (إنجيل مرقس 11: 11)
أي دخل نظر حوله إلي كل شيء وإذ كان الوقت قد أمسي فخرج هو والاثنى عشر تلميذ.
يوم الاثنين:
(سبق أن تكلمنا عنه)
"وَفِي الْغَدِ........ وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ الْهَيْكَلَ ابْتَدَأَ يُخْرِجُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ، وَقَلَّبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ" (إنجيل مرقس 11: 12-15)
أي في الغد ثاني يوم (الاثنين) دخل الهيكل وطهر الهيكل.
يوم الثلاثاء:
يقول مارمرقس في إنجيله: "وَفِي الصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوْا التِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ الأُصُولِ" (إنجيل مرقس 11: 20) وكلمة "في الصباح" أي في اليوم التالي (يوم الثلاثاء) وهم ذاهبين إلي الهيكل وجدوا التينة يبست ودخل السيد المسيح الهيكل، وبدأ يعلم لذلك تجد أنجيل مارمرقس باقي "إصحاح 11" و"إصحاح 12" كله عبارة عن تعاليم وكل هذه التعاليم كانت يوم الثلاثاء في الهيكل حيث نجد مارمرقس يقول في "إصحاح 13" الآية الأولى: "وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنَ الْهَيْكَلِ، قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَا مُعَلِّمُ، انْظُرْ! مَا هذِهِ الْحِجَارَةُ! وَهذِهِ الأَبْنِيَةُ" (إنجيل مرقس 13: 1) وأكمل السيد المسيح تعاليمه يوم الثلاثاء، فيوم الثلاثاء هو يوم التعاليم، حيث تكلم عن خراب الهيكل وعن المجيء الثاني له.
يوم الأربعاء:
ويكمل لنا مارمرقس أسبوع الآلام في مرقس "إصحاح 14" ويقول: " وَكَانَ الْفِصْحُ وَأَيَّامُ الْفَطِيرِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ. وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ كَيْفَ يُمْسِكُونَهُ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُونَهُ،" (إنجيل مرقس 14: 1) أي وصلنا ليوم الأربعاء حيث دخل بيت عنيا عند سمعان الأبرص "وَفِيمَا هُوَ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ، جَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ. فَكَسَرَتِ الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ" (إنجيل مرقس 14: 3) وهذا الموضوع أثار حقد وغيرة يهوذا فبدأ يتآمر وبهذا يكمل لنا مارمرقس أحداث يوم الأربعاء.
يوم الخميس:
وفي يوم الخميس أدخلنا مارمرقس في بيته (في العلية) وأكلنا الفصح وبعد الفصح ذهب إلى البستان.
يوم الجمعة:
وفي يوم الجمعة وقفنا عند الجلجثة والصليب.
هذا الترتيب العجيب يا أحبائي كما ذكره لنا أبونا مارمرقس يوم بيوم يوضح مدى دقة أبونا مرقس في تحديد الأوقات التي علي أساسها رتبت الكنيسة طقس أسبوع الآلام. ولم نستوضح ترتيب هذه الأحداث من إنجيل متى أو من إنجيل لوقا أو من إنجيل يوحنا بل من إنجيل مارمرقس فقط. فأصبح له الفضل في الخير والبركة التي نتمتع بها في ِأسبوع الآلام في الكنيسة.
† القديس يوحنا لم يهتم بذكر أحداث الأسبوع الأخير فيما عدا ما ذكره عن الوليمة التي أقيمت في بيت مريم ومرثا ولعازر حيث قال: "ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ" (إنجيل يوحنا 12: 1). ثم بدأ يكلمنا عن خميس العهد عندما غسل المسيح أرجل تلاميذه ولكن باقي الأحداث لم تذكر.
لذلك أقول لكم أن الغنى الذي نحن فيه الآن, والعز الذي تتمتع به في طقس أسبوع الآلام بالكنيسة (علية مارمرقس الجديدة) استلمته من أبونا مارمرقس.