استبدال الشرور الوقتية بالأبديات
الأب لاكتانتيوس
"إن بقي عمل واحد قد بناه عليه فسيأخذ أجرة." (1 كو 3: 14).
الخير والشر موضوعان أمامنا، ويلزمنا أن نتذكر أنه من الأفضل لنا أن نستبدل الشرور الوقتية بالأبديات بدلاً من أن نعاني من الشر الأبدي من أجل الأشياء الفانية.
ونحن في هذه الحياة كمن في نزاعٍ، فإن العدو يقف أمامك. ولابد أن تعمل بجدٍ أولاً حتى يمكنك أن تستريح وتنعم بعد ذلك. لابد أن تعاني من الجوع والعطش وتتوسد الأرض وتسهر وتُجرب بأخطار، حتى يُحفظ أولادك وبيتك وأملاكك وتنعم ببركات السلام والانتصار.
إن اخترت الطريق الوقتي السهل بدلاً من الطريق الصعب تضر نفسك أعظم ضرر. فإن العدو سوف يدهش إذ يجدك لا تقاوم، ولذلك فإن أرضك سوف تخرب، وبيتك يُسلب، وأولادك وزوجتك يُسبون، وأنت تُذبح أو تُسجن.
لكي تتجنب كل هذا يجب أن تهجر مباهج الوقت الحاضر، وتنظر إلى ما هو أعظم وأبدي.
أعطانا الله ما نقاوم به حتى نقتني الفضيلة. لذلك يجب أن نطرح المسرات الوقتية جانبًا حتى لا يقوى عدونا علينا. وباختصار يجب أن نقبل بصبرٍ كل ما هو مؤلم وغير مريح بالأكثر، لأن الله قائدنا عيَّن لنا المكافأة الأبدية لجهودنا. ويبذل الإنسان الأرضي كثير من الجهد حتى يقتني الأشياء الفانية. وكذلك نحن لابد ألا نرفض أي عمل سوف ننال عنه مكافأة أبدية لا تفنى.
صلاة
طريقك ضيّق، لكنّه يتّسع ليحملني إلى السماء.
أمجادك فائقة البهاء، أمامها تبهت كل أمجاد العالم.
ارفعني بالروح القدس، فازدري بكل لذّة أرضيّة، ويلتهب قلبي بحب الأبديّات.