نعم للموت جمال شأن ان لكل شئ حولنا وجه اخر ربما لا تراه اعيننا فى الوهلة الاولى ..
الا ان اغفالنا له لا يمنع وجوده .
الفكر اعتاد ان فى الموت حزن و بكاء ونحيب و و و ..
وان كان ايماننا يشير الى ما هو اسمى من هذا فى الموت ، الا ان ضعف بشريتنا يركز على الحزن و الفراق فحسب .
فى الموت جمال عظيم لا يتمتع به الا انفس الابرار اذ يرون فيه راحتهم بعد تعب مضن فى الحياة.
و لكن فيه جمال للاحياء على الارض ايضا اذ يجعلهم يعيدوا حساباتهم عن قيمة الحياة فى اعينهم ..
بل و قيمتهم هم فى الحياة .
فى صدمة الموت يتجرد المرء من الأضافات الكثيرة التى اضفناها عنوة الى حياتنا بشكل افقدنا معنى الحياة ذاتها و قيمتها و تمحورنا حول هذه الاضافات .
فى صدمة الموت يتجرد المرء من حسابات و خطط و اهتمامات حصر نفسه بينها فطردت ما تبقى من سلام و فرح على هذه الارض .
فى صدمة الموت اعلان حقيقة ان ليس له مواعيد او قواعد تنظم عمله فى البشر ، مما يعنى ان حكمتنا لا تستوعب عمله. فننتظره فى وقت محدد. بل ان كل الوقت وقته.
فى صدمة الموت فرصة لاعادة التفكير و التقييم و والاتجاهات و و و و .
فللموت جمال علينا ان نتمتع به كفرصة لن يوفرها لنا غيره
، و كمعلم لن نفهم هذا بدونه
و كمنبه يدق لييقظنا من غفوة و غفلة تأخذنا
انه الموت ...
انه جمال الموت ..
لذا نصرخ مع داؤد النبى صارخين
«عَرِّفْنِي يَا رَبُّ نِهَايَتِي وَمِقْدَارَ أَيَّامِي كَمْ هِيَ، فَأَعْلَمَ كَيْفَ أَنَا زَائِلٌ. هُوَذَا جَعَلْتَ أَيَّامِي أَشْبَارًا، وَعُمْرِي كَلَا شَيْءَ قُدَّامَكَ. إِنَّمَا نَفْخَةً كُلُّ إِنْسَانٍ قَدْ جُعِلَ. سِلَاهْ. إِنَّمَا كَخَيَالٍ يَتَمَشَّى ٱلْإِنْسَانُ. إِنَّمَا بَاطِلًا يَضِجُّونَ. يَذْخَرُ ذَخَائِرَ وَلَا يَدْرِي مَنْ يَضُمُّهَا. «وَٱلْآنَ، مَاذَا ٱنْتَظَرْتُ يَا رَبُّ؟ رَجَائِي فِيكَ هُوَ. مِنْ كُلِّ مَعَاصِيَّ نَجِّنِي. لَا تَجْعَلْنِي عَارًا عِنْدَ ٱلْجَاهِلِ.
اَلْمَزَامِيرُ 39: 4 -8