في سفر اعمال الرسل الاصحاح الخامس حدثت قضية في زمن الرسل بعد أن حل الروح القدس عليهم . بداية ناشئت الكنيسة أحتاجة الى كثير من الاموال للتبشير برسالة يسوع خاصةً في اليهودية .
الناس المؤمنين كانوا يبيعون قدر أمكانهم من بيوت وأراضي وجلب المال ووضعه أمام أقدام التلاميذ والتبرع به للمحتاجين والفقراء . الوحدة كانت موجودة بفعل الروح القدس المكرس في حياة المؤمنين .
الناس المؤمنين فرحين جداً لانهم تمكنوا من هذه الاموال مساعدة الاخ والاخت الفقيرين والعوائل الفقيرة . هذه هي الروح المسيحية الحقيقية روح المعزي الذي أعطاه يسوع لتلاميذه المبشرين باسمه .
نحن يجب علينا الشعور بنفس شعورالمسيحيين الاولين بالاخرين ومساعدة المحتاجين لا ناخذ أرزاقهم وموائدهم الغذائية ونحن في الاساس لا حاجة لهذه المواد بسبب أنه لسنا بحاجة لها وعندنا ما يكفينا في بيوتنا . هذه المساعدات يوجد ناس يستحقون وهم بحاجة ماسة اليها .
علينا كذلك التبرع ولو بقليل من أموالنا الزائدة والفائضة للكنيسة وللفقراء والمساكين كما فعل التلاميذ في بداية ميلاد وناشئت الكنيسة . الكنائس والناس المحتاجين هم بحاجة ماسة الى مساعدتنا وحتى ولو بقليل مما عندنا .
التلاميذ كثروا والمؤمنين زادوا بعد صعود يسوع الى السماء فمن بين هؤلاء الذين باعوا حقلهم زوجة أٍسمه حنانيا وأمراته سفيرة . الزوجان كانا مثلاً سيئاً لبرنابا هذا باع حقله وجاء بثمنه والقاه أمام أقدام الرسل . عمل بيع الاملاك هو عمل حر وليس واجباً على أحداً . الزوجان لا نلومهم كان من حقهم عدم بيع الحقل ومن ناحية أخرى نشكرهم لتعاونهم ولرغبتهم مساعدة الفقراء . فقام وباع الحقل هذا شيء جيد . المشكلة أين هي الان ؟ حنانيا باع الحقل وجاء مع ثمن الحقل أمام الرسل لكن ماذا فعل أن ثمن الحقل لم ياتي به كله بل أبقى قسم منه في البيت بعلم زوجته سفيرة التي لم تاتي مع زوجها .
حنانيا وضع ثمن الحقل أمام أقدام الرسل . هنا توقع حنانيا من أن الرسل سوف لا يعرفون حقيقة كم هو ثمن الحقل الذي باعه لكنه نسى من أن التلاميذ قبل أيام حل عليهم الروح القدوس فلهم القدرة معرفة كل شيء ما يجري في اليهودية في الظاهر أم كان في الباطن . حنانيا أكيد كان خائفاً لما أتى ووقف أمام الرسل ويرتجف من شدة لئلا يكتشف أمره أمام الله والرسل والناس .
بطرس في الحال أمتلا من الروح القدس وسأل حنانيا عن ثمن بيع الحقل هنا بطرس ليس معناه أنه لا يعرف مبلغ بيع الحقل بل أراد أن يمتحن حنانيا هل يتكلم الحقيقة أم يكذب .
بطرس يعلم ما هو جواب حنانيا لكنه أراد أن يسمع الرد الحقيقي من الزوج . حنانيا لم يكن له الجواب الصحيح ولم يرفع راسه لينظر وجه بطرس والتلاميذ ظل واقفاً مثل الحجر خجلان من الله والتلاميذ .
بطرس أجابه يا حنانيا لماذا كذبت على الروح القدس وأبقيت قسماً من المبلغ في الدار . أنت كذبت على الله وعلى الروح القدس وعلى التلاميذ وعلى الناس الاخرين الواقفين امامك . حنانيا لم يكذب فقط بل سرقة قسم من المال وأستهان بعمل وفاعلية الروح القدس . الكذب هو معناه خداعنا على الله وعلى الناس المؤمنين وهدم علاقتنا مع الله والمسيح . بعد أن أنتهى بطرس من كلامه للزوج فوراً وقع على الارض ومات ففي الحال حملوه عدد من الشبان الى المقبرة ودفنوه فخطئية الكذب هي التي قتلت حنانيا . العقوبة كانت قاسية جداً ولم يكن أحداً التوقع من أنه سوف يحدث هذا الشيء الكل خاف وأرتعب من هذه الحادثة الاليمة .
الزوجة كانت تنتظر زوجها ليرجع اليها فطال الانتظار فحملت نفسها بعد ثلاثة ساعات بحسب ذكر أعمال الرسل الاصحاح 5 تسال وتبحث عن زوجها أين هو وهل أحد شاهده هنا وهي ليس لها أي علم بما حدث لزوجها من أنه مات وهو مدفون في المقبرات . وهل من المعقول أن زوجة حنانيا لا تعرف ماذا حدث لزوجها بعد مرور ثلاثة ساعات ؟ الجواب هو أن حنانيا بكذبه على الله والروح القدس الحي بين جماعة المؤمنين مات بسبب خطيئته وألا كيف يدفن زوجها ولم يصلها الخبر . هنا أعمال الرسل يذكر أن سفيرة لا تعلم بموت زوجها بسبب حتى تكون شاهدة على كلام حنانيا وكذبه على الروح القدس وعليه وجب أن تاتي الى المجمع وتقف أمام الرسل لتوكد كلام زوجها وكذبه وخطيئته .
بطرس أكيد عند دخول سفيرة القاعة علم أنها زوجة المرحوم حنانيا ففي الحال سألها وأراد أن تقول الحقيقة بالضبط عن ثمن بيع الحقل . الزوجة لم تتاخر عن الرد لسؤال بطرس في الحال أجابته وهي لا تعلم أن زوجها وقع في الفخ نعم هذا هو سعر المبلغ الذي بيع به الحقل .
بطرس هنا لم يدينها ولم يتكلم بسؤء ضدها بل وبخها من أنها أتفقت مع زوجها على أن يكذبأ على الله والروح القدس والتلاميذ كما أتفقا أدم وحواء لما عصى أمر الله ووقعهم في الفخ من قبل الشيطان . في هذا الاثناء الشبان الذين دفنوا رجعوا من المقبرة وحتى لم يستريحوا بعض الوقت المراة وقعت على الارض بعد أن قال لها بطرس الشبان الذين دفنوأ زوجك يحملون جثتك أنت أيضا الى القبر فحملوها الشبان وهي ميتة ذاهبين بها الى المقبرة . العبرة لنا هي الزوجان اللذان لم يكذبأ على ناس عاديين بل كذبأ على الله ويسوع وروحه القدوس وتلاميذه . الكذب حبله قصير فعلينا قدر أمكاننا عدم الكذب والتكلم بالصدق مع الاخرين . قال له المجد لليهود في انجيل يوحنا 8 أنتم أبوكم أبليس الذي كان في البدء كذاب وأبو الكذب . بمعنى الذي يستعمل الكذب يصبح شيطاناً لا محال له .
الروح القدس يملا الكنيسة والرسل وباقي المؤمنين بقوة الله ويسوع مخلصنا . وعليه كل من يعمل ويتكلم بكلام غير لائق على الله ويسوع والكنيسة والرسل والتلاميذ والناس المؤمنين مصيره كمصير حنانيا وسفيرة العقاب الشديد .
كل أنسان يريد الشهرة والاكرام والتعظيم من الناس لا من الله مصيره الهلاك الابدي .
قال له المجد لا يمكن أحداً أن يحب الله والمال سوية بمعنى حنانيا وسفيرة أحبأ الله والمال معاً وهذا لا يجوز أبداً الشيطان دخل في قلبهم فوقعا في الخطيئة .
الحياة مع الرب يسوع ليست أستهتار بل هي فرح وسلام ومحبة وسعادة وعليه هو أما الثبات بالمسيح فادينا أو الموت الابدي