ينبوع الحب
القدِّيس مار اسحق السرياني
"لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا" (رو 5: 5).
بالسكون يمكن للإنسان أن يقتني الثلاثة أسباب للدموع: محبة الله، الدهش المملوء رهبة من أسراره، وتواضع القلب. بدون هذه لا يمكن لأحدٍ أن يستحق تذوق ينبوع الندم المشتعل النابع من حب الله.
لا يوجد حب متقد كحب الله. احسبني يا رب مستحقًا أن أذوق هذا الينبوع.
لذلك إذا لم يكن لدى الإنسان سكون لن يتعرف ولا على واحدة من تلك، بالرغم من قيامه بكثير من الأعمال الفاضلة.
لا يمكنه أن يعرف ما هو حب الله ولا المعرفة الروحية ولا يمكن أن يملك التواضع الحقيقي للقلب، ولن يعرف هذه الفضائل الثلاث أو بالحري هذه العطايا المجيدة.
الحب الذي تصده الأشياء المخلوقة يشبه سراجًا صغيرًا يعتمد على زيت الزيتون (متى أُستهلك ينطفئ السراج).
مرة أخرى يشبه نهرًا تغذيه الأمطار. ما أن تتوقف الأمطار، حتى أن أمواج فيضه تتوقف.
أما الحب الذي مصدره الله فيشبه ينبوعًا تصدر مياهه من الأعماق، فيضه لن يجف، لأن الله وحده هو ينبوع الحب الذي لا ينضب.
صلاة
اسكب حيك فيّ، فأدرك في رهبة السكون أسرارك.
تعمل نعمتك فيّ، ويمتلئ قلبي بتواضعك!