رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بطرس غالى فى آخر حوار علاقتى بمصر لم تنقطع طوال تواجدى بالخارج
■ أمريكا وراء الهجوم المستمر على حقوق الإنسان فى مصر.. وقطر موّلت الإخوان ■ حياتى بدأت فى «الفجالة».. وتمردت فى صغرى.. وتعلمت الطيران فى شبابى هو صاحب أهم منصب فى العالم حينما شغل كرسى الأمين العام للأمم المتحدة للأعوام 1992 – 1996.. لقبه الدبلوماسيون بـ«قديس السلام»، فكان دائماً رافضاً للعنف ضد الشعوب المقهورة، داعياً للسلام فى كل لقاءته.. إنه الدكتور بطرس بطرس غالى الذى رحل عن عالمنا يوم الثلاثاء الماضى، عن عمر يناهز 94 عاماً. غالى الذى ولد فى 14 نوفمبر 1922، عمل أستاذًا للقانون الدولى والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة عام 1946، ثم مديرًا لمركز الأبحاث فى أكاديمية «لاهاى» للقانون الدولى، كما شغل منصب وزير الدولة للشئون الخارجية فى عهدى الرئيس الراحل أنور السادات والرئيس المخلوع مبارك. هو أحد المخضرمين الذين عايشوا أغلب رؤساء مصر، فهو شاهد على التاريخ، وكان لديه العديد من الأسرار، التى كشفها فى آخر حوار تليفزيونى له على قناة النهار مع الكاتب الصحفى والإعلامى «عادل حمودة» فى نوفمبر 2014، تحدث خلاله عن تفاصيل حياته فى حى «المغربلين»، ورأيه فى الإخوان، ويوسف بطرس غالى وزير المالية الأسبق، وفايزة أبوالنجا مستشارة رئيس الجمهورية. قال غالى خلال الحوار: حياتى بدأت فى حى الفجالة الذى كان فى ذلك الوقت أحد الأحياء الراقية فى مصر، وكنت طفلا متمردا فى صغرى، وتعلمت الطيران فى الشباب وتخرجت فى جامعة القاهرة بحصولى على ليسانس الحقوق، ثم دبلومة معهد العلوم السياسية فى فرنسا. وأضاف: علاقتى بمصر لم تنقطع طوال دراستى بالخارج، وكنت متابعاً لكل أخبارها، ولا أنسى أننى استقبلت خبر قيام ثورة 23 يوليو أثناء تواجدى فى هولندا، حينما كنت أتلقى سلسلة محاضرات فى القانون الجنائى، ولم أهتم بقرار الرئيس الراحل عبدالناصر بالتحفظ على أموال عائلتى، لأننى كنت مهتماً وقتها بالعلم والثقافة فقط. خلال حواره، أشاد بوصول الرئيس السيسى لسدة الحكم فى مصر، قائلاً: هذا الرجل وصل بتأييد الشعب والجيش معاً، وسيذكر له التاريخ أنه قد طالب الجيش بالتحرك لإنقاذ شعب مصر العظيم من بطش الإخوان. وأضاف غالي: أوروبا وأمريكا كانت تؤيد التيارات الأصولية والإخوانية التى استغلت حقوق الإنسان لصالحها من خلال الضغط الأمريكى على الدول الأوروبية، وخوفهم من وقوع أعمال إرهابية داخل بلادهم، بالإضافة إلى أن هناك دولا تنفق الكثير من الأموال لدعم الإخوان، فى مقدمتها قطر، متابعاً: الإخوان اعتادوا تشويه صورة مصر فى الإعلام الأوروبى والأمريكى لكن دون جدوى. حينما سأله حمودة عن علاقته بوزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالى، الهارب خارج مصر حالياً، رد قائلاً: ما زلت على اتصال به، ويوسف بطرس غالى تعرض لظلم. ورحب ضمن حواره باختيار الرئيس السيسى للدكتورة فايزة أبوالنجا ضمن مستشاريه للأمن القومى، قائلاً: فايزة تلميذتى وتتمع بخبرة دولية كبيرة، واختيارها مناسب جداً، خاصة أن قطاعات الدولة تحتاج إلى سنوات عديدة لإعادة بنائها، بسبب ما حدث لها من اضمحلال حقيقى فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى. لم يهاجم غالى خلال حواره التمويل الأجنبى للمنظمات الحقوقية، بل اعتبره أمراً مرتبطاً بالانفتاح الدولى، من شأنه تعزيز التبادل الثقافى خاصة فى ظل الانفتاح الرهيب فى التكنولوجيا». لكنه هاجم بشدة المظاهرات التى اندلعت فى مصر خلال الفترة التى أعقبت ثورة 25 يناير، قائلاً وقتها إنها تضر بالسياحة ومكانة مصر فى الأوساط المالية والدولية، بل وتضعف مجهودات الحكومة لبناء مصر. وعن الوضع الحقوقى فى مصر، شدد بطرس على ضرورة التفريق بين الدفاع عن حقوق الانسان فى حالتى الحرب والسلام، قائلاً: إننا الآن فى حالة حرب لا تختلف عن الحروب التى كانت موجودة فى أمريكا الوسطى، وبالتالى يجب أن يكون الحديث عن حقوق الإنسان متوازناً، خاصة أنها فى كثير من الدول لا تحترم، متابعاً: الهجوم على مصر يأتى بضغط من أمريكا. وعن ملف سد النهضة، قال نصاً: «السد مرتبط بالكهرباء مش هيكون ليه تأثير إلا تخزين البحيرة، والخطورة فقط فى أنه ممكن يفتح الباب لإنشاء سدود أخرى، ولا بد أن نستمر فى التفاوض على أمل إنشاء منظمة أو جهاز يتولى الإشراف على مشاكل نهر النيل. غالى لم ينس تصريحات الرئيس السادات عن نهر النيل، فقال كان دائماً ما يطلق السادات وعوداً وتصريحات كثيرة لإسرائيل بشأن إمدادهم بالمياه، وإنه لن يوفى بتلك الوعود وإنما كان يطلقها فقط من أجل استرداد سيناء، ولا ينسى كذلك حينما طلب مناحم بيجن من السادات أثناء تواجدهما فى أسوان بأن يقيل بطرس غالى من منصبه، فرد عليه السادات حينها: «أوكى بكره هيتشال.. ومفيش حاجة حصلت ..لكن كان كل ما يهمه وقتها استدراج إسرائيل بأى شكل لحين استرداد سيناء». غالى كشف عن أن هناك أشخاصاً كانوا يعرفون أن السادات سيكشف فى خطابه الذى سيلقيه أمام مجلس الشعب بأنه سوف يذهب إلى إسرائيل، هما السفير الإسرائيلى ورئيس الوزراء فى ذلك الوقت، مختتماً: طلب منى كتابة خطاب السادات الذى كان سيلقيه فى الكنيست. رحل بطرس غالى، وبقى تاريخه الطويل الحافل بالإنجازات، فقد حصل على جوائز وأوسمة من أكثر من 24 دولة حول العالم، فضلاً على المناصب التى تقلدها سواء خارج مصر أو داخلها. هذا الخبر منقول من : جريده الفجر |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|