قصف إخوانى لمبادرة عمرو حمزاوى ومستشار أوباما
تسببت المبادرة التى طرحها عمرو حمزاوى، أستاذ العلوم السياسية بالمشاركة مع مايكل مكفول مستشار الرئيس الأمريكى أوباما لعلاج ماسماه بـ"انسداد الأفق السياسى فى مصر" فى إثارة حالة من الجدل العنيف داخل الهيئات المتحالفة مع جماعة الإخوان ففى الوقت الذى أعلن فيه قيادات التنظيم وبعض أعضاء المجلس الإخوانى فى اسطنبول أنهم يرفضون أى مبادرات تطرح عليهم، اتهمت قيادات الجماعة الإسلامية، الإخوان بالتناقض وطالبتهم بالصمت. وتضاربت مواقف ما يسمى بـ"المجلس الثورى" المعروف بتبعيته لجماعة الإخوان خلال عدة ساعات تجاه المبادرة وتراوحت بين الترحيب والدراسة والرفض ففى البداية رحب خالد الشريف، المتحدث باسم "المجلس الثورى"، بالمبادرة التى جاءت تحت عنوان "روشتة للإصلاح السياسى فى مصر". وبعدها بساعات صدر بيانا رسميا عن المجلس قال نصا: "إن مبادرة الدكتور عمرو حمزاوى لا تزال قيد البحث، ولم تعرض بعد على المكتب التنفيذى، ولم يتم بلورة موقف رسمى منها"، داعيا وسائل الإعلام إلى تحرى الدقة فى نقل مواقف المجلس الرسمية من أشخاص غير مخول لهم الحديث باسم المجلس فى إشارة إلى تصريحات خالد الشريف. واستمر تضارب المواقف فى التصريحات الصادر عن مها عزام، رئيسة المجلس، حيث قالت فى بيان مقتضب عبر حسابها على موقع المدونات المصغرة "تويتر" إن المجلس لا يعترف بأى مبادرة أو دعوة تخرج من أى فرد أو مجموعة مع النظام الحاكم فى مصر. فى المقابل تمسك خالد الشريف ومعه الجماعة الإسلامية بالترحيب بالمبادرة حيث قال فى بيان صادر عنه ووزعه على الصحفيين من مقر إقامته فى تركيا: "من حقنا أن نشجع أى تصورات تسعى لإيجاد حلول، موضحا فى بيان له أنه تلقى هجوم غير مبرر من قيادات المجلس فى تركيا على تأكيده بضرورة إيجاد حل سياسى للأزمة. وقال أحمد الإسكندرانى، المتحدث الرسمى باسم حزب البناء والتنمية "الذراع السياسية للجماعة الإسلامية" إن الحزب يرحب بأى رؤية أو أطروحات تسعى إلى الخروج من الأزمة السياسية التى تعيشها البلاد، مؤكدا على رؤية الحزب التى طرحها مرارا، التى تؤكد على أن الأزمة المصرية لا يمكن حلها بطريقة صفرية وأن الحل السياسى هو صمام الأمان للخروج من هذه الأزمة بحسب قوله. وتعليقا على التناقض فى موقف المجلس اتهم عاصم عبد الماجد، القيادى بالجماعة الإسلامية، رئيسة مجلس الإخوان بتركيا "مها عزام" بالتناقض، وطالبها بالصمت وقال عبد الماجد، فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "الأستاذة مها عزام رئيس المجلس الثورى التى كانت من أوائل الذين رفضوا رفضا قاطعا وحاسما وباتا وصريحا وفوريا مبادرة عمرو حمزاوى هى بعينها التى قالت منذ قليل إن مبادرة عمرو حمزاوى قيد البحث والدراسة"، مشيرا إلى أن هناك ما أسماه بفضيلة عظيمة اسمها فضيلة الصمت. من ناحيته قال ممدوح اسماعيل محامى الجماعات الإسلامية المؤيد للإخوان والمتواجد فى تركيا - عبر منشور له على "فيس بوك"- "حمزواى أقوى من أيمن نور ألف مرة عند الأميركان، ليس عنده تليفونات عربية، لكنه ابن الغرب.. فكر كارنيجى، هلموا أسرعوا إليه اصطفوا مع الحمزواى، أحسن من الباطنية.. انتظروا بيان 39 مع حمزواى - وفى السياق ذاته قال أسامة الرافعى، القيادى الإخوانى، إن التنظيم لديه رؤية مستقلة، وأن الحديث حول دخول الإخوان للعملية السياسية فى الوقت الحالى صعب لأنها لن تقبل تنازلات، على حد قوله، وأضاف الرافعى أن الحديث حول الانتهاء من ظاهرة التطرف فى المنطقة العربية خلال المستقبل القريب لن يحدث، موضحا أن المنطقة لن تقدر على مواجهة الإرهاب، على حد قوله. تجدر الإشارة إلى أن المبادرة التى نشرت عبر مقال مشترك بين حمزاوى ومكفول فى جريدة الواشنطن بوست قبل أيام تضمنت 4 نقاط هم: أولا: إطلاق سراح من أسماهم بـ"المسجونين السياسيين" وثانيا: وضع إطار عمل للعدالة الانتقالية بما فى ذلك إنشاء لجنة الحقيقة والمصالحة وثالثا: السماح لكل الأطراف بالدخول فى العملية السياسية شريطة الخضوع بمصداقية لحكم القانون، ونبذ العنف والتوقف عن خطاب الكراهية ورابعا إجراء انتخابات برلمانية بسبب ارتفاع معدل شراء الأصوات وانخفاض المشاركة فى العملية الانتخابية التى أفرزت برلمان 2015 . من جانبه قال خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن الدعوات التى بدأت تخرج مؤخرا من قيادات بالتيارات الإسلامية، بشأن الهجوم على الإخوان يؤكد أن هناك تطورات تشهدها حركات الإسلام السياسى خلال الفترة الحالية. وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن بعض الحركات التابعة للتيار الإسلامى ستتطور للتصالح والاندماج فى المجتمع بصورة سريعة، خاصة فى ظل الأخطاء المتتالية لجماعة الإخوان.
هذا الخبر منقول من : اليوم السابع