منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 01 - 2016, 08:40 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 43,336

يأتي الليل بهدوئه النقي، ونسمات منعشة توقظ في النفس السعادة والشجن معا، كثيرا ما اجدني ما بين الاستمتاع بهبوبها و ما بين قلق غامض لا اعلم مصدره، ربما لأنها تتشابه مع الحياة من حيث كونها متعة قصيرة الأمد يليها فراق و اختناقات تطول، وكأن تلك النسائم تحمل معها ذكريات بعضها لا يحضرني و لكن احاسيسها ما زالت في القلب و ان نسيتها الذاكرة، تلك التي تقلقني لأني لا اعرف ما هي لا يمكن لعقلي اصطيادها و ترويضها بتحليلاته و تحايلاته. العتمة وراحتها لعينّي اللتين ضاقتا ذرعا بالوجوه و التلفت و الاستدارات السريعة، عيناي اللتان تمنعهما الشمس من الامعان في عمق السماء و تجبرني احيانا على العبوس و ما اقبح عبوسي. و خلوة تقربني من روحي تجعلني اسمع اصواتا خافتة داخلي ضاعت وسط الضجيج النهاري و الروتين اليومي. انه الليل، خير من يشعرني بالحرية و يضعني في اجمل حالات التأمل، تنير ظلمته ما في قلبي من مصابيح مخبأة خلف ستائراصطناع المشاعر و الثرثرات الخاوية.
الا انني محرومة من المشي تحت مظلته الكبيرة ، لا استطيع الخروج للقياه، ارى حالي اشبه بحال حبيبة ينتظرها حبيبها كل يوم تحت نافذتها و لا يبلغ منها سوى اطلالة قصيرة الأمد و نظرة خاطفة، نعم هي تراه، لكنها لا تستطيع الخروج اليه.
و احيانا اكتفي بهذا و ارضى بالقليل من محبوبي الأسود، كأن اقف في الشرفة في اهدأ اوقاته لا يصاحبني سوى فنجان قهوة و ربما بعض انغام مقطوعاتي الموسيقية المفضلة و اغان اغار عليها كثيرا و لا اُسمعهن لأحد. اقف هنالك انتظر تلك النسائم التي ترغمني على الابتسام و اغماض عينّي، و اذا ما اشتدت وددت لو فتحت لها ذراعيي و تناسيت اين انا، حبذا لو كان القمر امامي، و لا اقول البدر بل القمر، فأنا اعشقه في جميع اطواره، و اي عشق ذاك الذي لا يكون للمعشوق في كل حالاته، انظر اليه بتعجب في كل مرة، و كأنني اراه لأول مرة، و اتبع انعكاس نوره، و اود لو تنطفئ كل انوار المدينة ليبرز لي اكثر دون أن تزاحمة تلك الأضواء الفظة. مرات اعاتبه على المسافات البعيدة بيني و بينه خاصة اني لا استطيع أن امشي اليه، و اعاتبه على سرعة سيره غير المدركة مبتعدا عن ناظريّ للتواري خلف تلك البنايات، لا ادرى لما يبنونها بهذا العلو!.
و احيانا لا اكتفي بل اجن من الحرمان من الخروج الى محبوبي. عندما ينكمش الناس الى منازلهم و ارى فراغ الطرقات يستفزني لأفرض عليها خطواتي، سواء كانت متثاقلة و انا مطرقة او سريعة و انا متشوقة الى مكان فسيح ينتشلني من ضيق الامكنة او ربما ضيق نفسي. الشتاء قادم، هل سأحتمل أن تمطر السماء ليلا و ابقى حيث أنا؟ ماذا عن رغبتي في الركض كالاطفال تحت المطر، او في رقص الفلامنكو و ضرب قدميّ في الماء و الوحل؟ و ماذا لو اردت الوقوف بثبات تحت زخاته العنيفة لأصرخ بغضب و توعد لهذا العالم؟. بيني و بينك ايها الليل آلاف البشر، لكني يوما سأهزمهم.
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
"الخد الإيمن" و"الميل الثاني" و"الرداء الآخر"
استجابة لـ"السيسى"..وزير الكهرباء يطلق مبادرة "ابدأ بنفسك" وغير لمبتك بـ"الليد"
وزير الداخلية: إنهاء اعتصامي "رابعة" و"النهضة" قريبا في إطار قانوني.. و"مرسي" لم يصل "طرة"
مفاجأة..طلاق "أحمد عز" و"شاهيناز النجار" بسجن طرة
تدعو لانتخاب "مرسى" نصير المسلمين وعدم انتخاب "صباحى" نصير المسيحيين سيارة بميكروفون للأخوان


الساعة الآن 11:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025