نحن نحتفل بذكرى ولادة المخلص يسوع المسيح - ذكرى ولادته في بيت لحم.
الميلاد هو الحقيقة بأن الله لم ينسانا، ولن يتخلى عنا، وهو دائما معنا. إنّه سيقف إلى جانبنا في جميع ظروف حياتنا وصروفها. لأن رسالة الميلاد هي بشرى الخلاص والسلام والإستقرار والمحبة للعالم بأسره. ففي مولود المذود كل كنوز الحياة والغفران، وذلك على أساس فدائه. هذه الحقيقة يُؤكدها الكتاب المقدس. لذلك، من الأهميّة بمكان أن نتمسك بالكتاب المقدس وتعاليم الرب يسوع المسيح، عن المحبة والفداء والعطاء. فهو أفضل تجسيد للمحبة الباذلة والمُخلِّصة.
نعم، كل عام والجميع بخير، على أن الخير يبتدئ بميلاد الروح بقبول صاحب العيد فادياً وملكاً لحياتنا. ثم نجسد فكره بمعرفة الكلمة المكتوبة والعمل بها. ونُظهر محبّة المسيح إذ نعيشها حين لا نُحب باللسان فقط، بل بالعمل والحق أيضًا. كذلك أيضاً فإنّ الميلاد هو ميلاد السلام - السلام الحقيقى؛ السلام بين الله والناس. لقد كانت صلاة القديس فرنسيس الأسيزي بخصوص السّلام هكذا: "يا رب اجعلني أداة لسلامك". وقال أيضاً أن السلام الحقيقي هو سلام نابع من المحبة، وهو عكس السلام المعروف في العالم، والذي يكون عادة نابعًا من مصالح ذاتية حيث هدفه ما أكسبه أنا، وليس ما أقدمه للأخر.
دعونا نظهر رأفه المسيح لمن هم حولنا، ما دام المسيح فينا؟ هل نحن، بإيماننا وباحتفالنا بالميلاد، حقيقيون أم مجرد مدّعين في زينة ميلادية وبثياب برّاقة؟ هل نحمل هدايا شكلية أم كنوزاً حقيقية لنقدمها للمسيح من خلال إهدائها للآخرين؟
قال أحدهم عن المجوس: "انهم لم يكونوا مجوس زينة موضوعة حول طفل في مغارة تحت شجرة، بل مجوساً حقيقيين يقدمون السجود والإكرام للرب يسوع".
أخي وأختي العزيزين، أما حان الوقت الذي فيه نصنع مغارة لرب المجد في قلوبنا، فينمو طفل المغارة في حياتنا، ألم يأت الزمن الذي فيه يتحوّل يسوع إلى مقيم دائم في حياتنا وليس مجرد زائر عابر؟ فبدون ذلك لن ننال التبني والميراث وسنبقى قاصرين تحت أركان العالم والخطية.
وأخيراً، أقول لا فقط كل عام وأنت بألف خير، مع الطفل الحبيب يسوع، بل كل لحظة وثانية ودقيقة وساعة ويوم وشهر وسنة وقرن وألفيّة وأبدية، يجعلنا فيها الرب نتنفس ونحيا لنعظمه أكثر فأكثر. وكل عام وأنتم بألف خير مع يسوع الحبيب.