تعرفى على أحدث الألوان في الديكور لموسم الصيف 2016
في عالم الديزاين المتسع تبدو المهارة في التعامل مع الالوان والحساسية اتجاهها أمرا بالغ التعقيد اذا ما اخذنا في الاعتبار الجمهور العريض الذي تستمر العلاقة معه من خلال منتجات متنوعة، يتوقف نجاحها واستمراريتها على تقبله لها وإقباله على اقتنائها.
وفي عصرنا الحالي خرجت الالوان من إطار تدرجاتها المحدودة، ومفهوم الحار والبارد، حيث نشهد انفتاحاً على 16 مليون نغمة جديدة و أكثر من الألوان المبتكرة، مما يمنح المبدعين قدرات عجيبة على اضافة الثراء في صياغات الديزاين والمناخات الزخرفية، من خلال ما تقدمه مجموعاتها من إيقاعات خفيفة أو كثيفة مشبعة..و بكل ما تحمله بقاموسها الغني وتعابيرها الثمينة ومفرداتها الثرية
وكان للتكنولوجيا أبلغ الاثر في الوصول الى مرحلة الانفجار اللوني وفتح ابواب وآفاق غير محدودة أمام الألوان في مجال التصميم..
واصبح بعضنا يضع اهتمامه بالألوان في كل ما يتعامل معه في الحياة اليومية، بحثا عن الانسجام للوصول الى الراحة والرفاهية، وأيضاً التوازن.
ان استخدام الألوان في تصاميم الديكور من أثاث وأكسسوارات وعناصر زخرفية هو استجابة تلقائية، ليس لأهداف التصميم العملية ووظائفه الجمالية فحسب، بل أيضاً للمؤثرات المتعددة التي تسمح للمنتج بأن يشارك في المشهد اليومي بحيوية غير مسبوقة..فالألوان بنغماتها الحارة والباردة وكذلك الألوان الحيادية أو المتصادمة، تلعب أدوارها الخفية في شحن عواطفنا، إثارةً أو تهدئة، مبالغة أو تلطيفاً.
ومن هنا تصبح المعرفة المعمقة بالألوان وتأثيراتها وعلاقتها ببعضها، ضرورة أساسية عند اختيار الألوان.
فالألوان الحارة، تتميز بحيوية مدهشة، مشبعة بالدفء والبهجة والإثارة..لذا فإن التعامل معها يتطلّب معرفة بطبيعتها، وأيضاً بتراتب علاقتها مع الألوان الأخرى حارة كان أم باردة.
وتأتي بين المجموعات اللونية نغمات أخرى تتسم بمواصفات محددة ودقيقة مثل البيج، الرمادي، الأشقر، والألوان المائية، ولون الخشب والحجر والرمل، ألوان ترسم بأجوائها البسيطة ملامح جميلة لمناخات المنزل وتطبعها بأجواء لا زمنية.
أما الأبيض والأسود فهما ملكان متنازعان على عرش الألوان، وهما الأكثر تصادما وتناغما في مجالات الديكور، ويضفي تزاوجهما أو تواجهما أجواء متنوعة من الأناقة.
ووفقا لاتجاهات الديزاين، فنحن بصدد المزيد من الألوان، بعدة انماط.. نمط مثير بأجوائه الدافئة المصاغة بألوان ساطعة حية، وآخر باروكي الطابع، يحمل مثيرة، ولا نرى امتزاج الأسود مع اللون الأبيض فقط، بل نفاجأ بروعة الألوان الصاخبة أيضاً من الزهري الساطع، والأزرق النيلي والأحمر الفاقع، إضافة الى الإيقاعات المعدنية والذهبية والغريبة ممتزجة مع مواد لامعة مثل البلكسي غلاس والكريستال وبتأثيرات مسرحية مذهلة.
وفي عمق النوستالجيا التي طغت على التصميم فنحن بصدد الكشف عن الحنين الى سحر الرومانسية من سنوات الخمسينات والتي حملت الى داخل المنزل ألواناً من الزهري الأرجواني، التفاح الأخضر، الأزرق التركواز، البرتقالي والقمحي.
كما نشاهد عودة الى الأجواء الاثنية فتحملنا بتصاميمها وإيقاعاتها الى بوابات الحضارات والثقافات، من خلال تصاميم مرصعة بالألوان التي يبرز منها الرملي، البيج الزهري، العسلي، والأبيض اللامع، ألوان طبيعية صافية تتناسق مع ألوان أكثر كثافة وحرارة وبعض من النغمات المعدنية من الذهبي، البرونز والفضي المزخرف بايقاعات ونقوش شرقية.
كما يطغى النمط الزخرفي الطبيعي من اناشيد الطبيعة الساحرة ومكنوناتها، ليستقر بنغماته الناعمة داخل المنزل حاملا اليه فيضا من ألوان أزهار الحقول والثمار بصياغات وتوزيعات رشيقة بارعة، يتصدرها البرتقالي، العسلي، الخشب الخام، الأصفر، البنفسجي، مع ظلال من اللون الأخضر الزمردي والخمري، ألوان مشبعة بنكهة البراري، ومطعمة بروح الارض وأصل الحياة.
نحن نعيش عصر الألوان بلا منازع، فانفتحي على ومضات مختلفة، وانغمسي في مغامرات جريئة من عالم الديزاين، ملؤها الفن والعواطف، فلا تخشي الخوض فيها بروحك، عند تصميم منزلك.