من قلب لقلب لا تحزن يا يسوع

nasser · رقم المشاركة : ( 1 ) 13 - 12 - 2015, 03:16 PM

قصة الميلاد...من قلب لقلب

الوالد ميسور للغاية مترف الحال صاحب شركة سيارات أحد أغنى مائة ثرى فى العالم له إبن وحيد مدلل لا يسمع نصيحة ولا يقبل مشورة يحصل على كل ما يشتهيه ويطلبه يقضى أمتع الأوقات مع أصدقائه المنتفعين من صحبته...نعم يدعى مسيحى بالأسم فقط.لا يعرف طريقاً لكنيسة ولا ممارسة أسرار ولا لعمل خير..
هدفه الوحيد من الحياة هو المتعة وقضاء أوقات الفراغ وليس أكثر.
فى ليلة عيد الميلاد المجيد بدلاً من التوجه للكنيسة لحضور الإحتفالات الدينية قضى الشاب سهرته مع أصدقائه فى اللهو والمرح وبعد السهرة الماجنة حدث للشاب حادث إصطدام بينما كان مع أصدقائه فى سيارته الفاخرة مات كل أصدقائه أما الشاب المدلل فلم يمت ولكن قلبه تمزق من الداخل وتهرأ..تحول عيد الميلاد من ليلة عيد إلى ليلة حزن وكآبة.
قرر الأطباء بأن هذا الشاب يمكنه أن يعيش فقط إذا وجدوا له قلباً آخر يمكن زرعه لأن الإشعات أثبتت أن قلبه تهرأ وتمزق...أصدقائه ماتوا جميعاً وتوقفت قلوبهم فلا يمكن أن نأخذ قلب أحدهم لم ينفعوه حتى فى مماتهم...
كان قرار الأطباء قاسياً إن هذا الشاب يمكنه أن يعيش فقط لمدة 48 ساعة بقلبه الممزق ولابد من زرع قلب سليم وإلا فسيموت الشاب بالفعل.
قام الوالد الثرى المكلوم على الفور بعمل نشرة فى الإذاعة والتليفزيون والجرائد المحلية ونشر هذا النداء:"مَن يتبرع لإبنى بقلبه فى خلال 48 ساعة سأمنحه مليار دولار"
قرأ الناس الإعلان بإستهزاء مخلوط بعطف ميئوس منه وعلق كل منهم بطريقته:ماذا ينتفع الإنسان لو ربح مليار دولار وخسر نفسه..وآخر قال:المليار يمكن الحصول عليه ولكن الحياة مَن يعطيها لى..وآخر علق قائلاً:فليجنى هذا الغنى ثمرة تربيته الفاشلة..وآخر قال بسخرية:ياللعجب مليار دولار فى خلال 48 ساعة.وأنا دخلى فى ال48 ساعة 10 دولارات فقط وأشكر ربى وأحمده..لا يا عم الله الغنى...
وقعت الجريدة أيضاً بيد رهبان دير ما..وعلق الرهبان على هذا النداء وأخذتهم العاطفة والشفقة ولكن مَن يمكنه أن يقوم بهذا العمل الجنونى.
أحد الرهبان أخذ يتجول فقط بعينيه ولم ينبث بكلمة وعلم بالطبع أنه لا يمكن لأحد أن يقوم بهذا التبرع...
قام على الفور ودخل الكنيسة وعمل قداساً فردياً وتناول وجثا أمام المغارة وطلب معونة المخلص الفادى المنقذ الذى ولد لإنقاذ البشرية الذى أحب العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك أحد طلب من طفل المغارة أن يعطيه نعمة وقوة وإرادة حتى ينقذ حياة هذا الشاب..وترك خطاباً بالدير يشرح فيه كل شىء وأنه يرجع عن قراره.
وخرج من الدير متوجهاً إلى حيث مقر المستشفى وسأل عن حجرة العناية المركزة التى يرقد بها الشاب وجد أمامه الأب المسكين الباكى جالس على كرسى بجوار سرير إبنه المغمض العينين والتى تخرج الأسلاك والخراطيم من كل مكان فى جسمه.
حاول الأب الراهب أن يهدأ من روع الوالد وفاتحه بصراحة أنه جاء ليتبرع وليس ليصلى نعم هو الشخص المتبرع وإشترط على الوالد أن يقد قيمة التبرع المتفق عليه للمساكين والفقراء وليس للدير أو الكنيسة وقد جاء يقدم قلبه طواعية كما قدم يسوع حياته مطيعاً حتى الموت موت الصليب
وأنه لا خوف عليه لأنه لا زوجة له ولا أولاد يحزنون عليه من بعده.تعجب الوالد ولم يجد ما يقوله ولكنه حاول أن يتمنع ويتثنى الراهب عن عزمه ولكن إصرار الراهب كان أقوى..وقام الأطباء بعمل الإجراءات القانونية ثم قاموا بإجراء العملية..وأقامت الكنيسة جنازاً عظيماً مهيباً للراهب حضره الوالد والإبن وصاحب القلب الجديد بعد أن تعافى وقام على رجليه.
العجيب فى الموضوع أن الشاب بدأ يشعر بأحاسيس غريبة حتى أنه بدأ يقوم بأعمال خير بل أكثر من ذلك بدأ يتردد على زيارة الأديرة وبدأ يواظب على حضور القداسات وأخيراً شعر بأنه لابد أن يدخل ويترهبن بذات الدير الذى كان به الراهب المتبرع الذى أعطاه حياته وأصر على أن يسكن حجرته بل ويأخذ نفس إسمه..
كتب الراهب الشاب ذو القلب الجديد على باب حجرته التى كانت حجرة الراهب المتبرع

"من قلب لقلب لا تحزن يا يسوع"