*
ســـؤال
كثيراً ما أجد فكرى مشتتا أثناء حضورى لصلاة القداس ، حتى أننى أخرج بدون فائدة . بل قد امتنع عن حضور القداس ، خوفا من السرحان أثناءه و الوقوع فى دينونة أنا متحيرة . ما أسباب ذلك ؟ ارجو أن تخبرنى ماذا افعل
*
جواب
*المفروض أن تحضرى القداس بقلبك ، وليس بجسدك فقط .
فلو حضرت إلى القداس بفرح ، وأنت مشتاقة عليه ، على اعتبار أنه أقدس الصلوات فى الكنيسة كلها .. لكنت تتقبلين صلواته باستجابة و تسعدين بها ..
لهذا كان لابد من تمهيد روحى يسبق القداس .
و الكنيسة تمهد لذلك برفع بخور عشية ، ورفع بخور باكر ، بكل ما فيهما من قراءات مقدسة ، وتأملات ، ورفع العقل إلى الله ، مع تحليل للمؤمنين . و كذلك تمهد الكنيسة بصلاة نصف الليل ، و التسبحة قبل بخور باكر .
تمهد لقداس القديسين الذى يتم فيه التناول ، بقداس للموعوظين ، وفيه قراءات من البولس و الكاثوليكون وسفر أعمال الرسل ، مع مزمور وجزء من الإنجيل ، وذكر قديسى اليوم من السنكسار ، ورفع بخور ، و عظة ، كل ذلك لتمهيد العقل و القلب لحضور القداس ، مع تحليل .. فهل تمهدين ذهنك بكل هذا ؟!
أيضاً مهدى فكرك روحيا ، وأنت فى الطريق إلى الكنيسة .
ولا تشغلى فكرك أثناء الطريق بأحاديث عالمية أو مادية مع بعض القارب و الصديقات ، حتى لا تظل هذه الأمور فى ذهنك اثناء القداس .
قديما كانوا يرتلون المزامير و هم يصعدون إلى الهيكل ، كانت تسمى مزامير المصاعد ، فهل ترتلين هذه المزامير أو غيرها فى طريقك إلى الكنيسة .. مثل " فرحت بالقائلين لى إلى بيت الرب نذهب " .. " طوبى لكل السكان فى بيتك يباركونك على الأبد " أو " أما أنا فكثرة رحمتك أدخل بيتك ، واسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك .. " أو اية صلوات أخرى .
احذرى من أن تدخلى إلى بيت الله ، وذهنك مملؤ بعالميات لم يتخلص منها بعد ، فيفكر فيها أثناء القداس
*من الجائز أن الشيطان يخاف من استفادتك الروحية اثناء القداس ن فيحاربك فلأفكار ..
فلا تستسلمى لأفكاره ، و لا تستمرى فيها . بل كما يقول الرسول " قاوموه راسخين فى الإيمان ، عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على أخوتكم الذين فى العالم " ( 1بط 5 : 9 ) . المفروض أن تنتصرى على حروب الشيطان ، ولا تفتحى له أبواب ذهنك ، بل توقفى السرحان
*ثقى أنك لو حضرت لمجرد التناول ، فهذه بركة عظيمة .
فلا تمتنعى عن الذهاب على الكنيسة خوفا من السرحان ، لأن إمتناعك عنها معناه الإمتناع أيضاً عن بركة التناول و السر المقدس الذى يعطى عنا خلاصا و غفرانا للخطايا ، و حياة أبدية لمن يتناول منه " ( يو 6 : 54 ) .
*لذلك ننصحك بالآتى :
1-اجعلى جزءاً من صلوات القداس الإلهى مجالا لتأملاتك كل أسبوع ، حتى يصحبك هذا التأمل أثناء حضورك القداس
2-إن كان السرحان من طبيعتك حوليه على سرحان ( مقدس ) أى إلى شئ من التأمل فى ما تسمعينه من صلوات .
3- حاولى أن تسمعى الصلوات بعمق ، وأن تركزى فيها .
4-إن ضغط عليك السرحان ، استبدليه بصلوات خاصة ، وبالذات أثناء القطع التى لا تفهمينها . فيكون عقلك مرتبطا بالله ، ولو فى إتجاه آخر .
إذن حاولى أن تفهمى ، وأن تتأملى ، وأن تركزى ، وأن تصلى .
وإن بدأت فى فهم القداس و الشركة مع الآب الكاهن اتركى صلواتك الخاصة و عودى إلى الشركة فى القداس ، التى من أجلها وضعت الكنيسة مردات للشعب أثناءه .