مصر تقرر وقف تبادل المعلومات مع أمريكا وبريطانيا

[Mary Naeem]

مصر تقرر وقف تبادل المعلومات مع أمريكا وبريطانيا


مصادر: مصر تقرر وقف تبادل المعلومات مع أمريكا وبريطانيا خبراء أمن قومي وقانونيون دوليون يتحدثون لـ "صدى البلد": امتلاك بريطانيا لمعلومات قبل سقوط الطائرة الروسية يدينها دولياً عدم تبادل بريطانيا للمعلومات عن الطائرة الروسية يجعلها شريكة في الواقعة في هذه الحالة يحق لمصر مقاضاة "كاميرون" أمام مجلس الأمن قطع التعاون المعلوماتي مع أمريكا غير ضروري في المرحلة الحالية مقاطعة المنتجات الأمريكية أبلغ رد على حجب معلومات الطائرة الروسية

لم تتوقف بريطانيا وأمريكا عن محاولات تشويه سمعة مصر، واستغلت حادث سقوط الطائرة الروسية مطلع الأسبوع الماضي، وروجت بأن سبب سقوطها يرجع إلى زرع قنبلة بالطائرة، دون أن تقدم أدلة على تلك الادعاءات، بالاضافة إلى رفضها تقديم تلك الادلة إلى مصر وروسيا لمساعدة لجنة التحقيقات للوصول إلى حقيقة سبب سقوط الطائرة.

رفض بريطانيا تقديم معلومات اعلنت امتلاكها عن الطائرة الروسية يضعها امام قضايا دولية حسبما أشار متخصصون بأن التستر على تلك المعلومات يجعلها شريكة بالواقعة، ويدينها أمام مجلس الامن خاصة اذا كانت المعلومات تتعلق بأعمال ارهابية، كذلك الأمر بالنسبة لأمريكا، ولكن هل ينبغي على مصر في هذه اللحظات الفارقة وقف تبادل المعلومات مع كل من بريطانيا وأمريكا عملا بالمبدأ الدولي "المعاملة بالمثل"، خاصة أن مصادر أكدت إقدام مصر بالفعل على هذه الخطوة.
"موقف مائع"
في هذا الإطار، قال اللواء نبيل فؤاد نائب وزير الدفاع الأسبق، ان بريطانيا أصبحت مدانة دوليا لحجمها معلومات عن الطائرة الروسية قبل حادث سقوطها، دون أن تعمل بمبدأ تبادل تلك المعلومات مع روسيا أو مصر لتفادي الحادث حتى لا يتم إزهاق أرواح مواطنين، وفي حال امتلاكها معلومات بعد سقوطها كان يجب أن تتقدم بها إلى لجنة التحقيقات، مشيرا إلى أن موقف بريطانيا من توضيحها للمعلومات التي تدعي امتلاكها "مائع" لأنها لا تريد تأكيدها بالافصاح عنها.

وأضاف "فؤاد"، في تصريح لـ"صدى البلد"، أن التعاون بين أجهزة المخابرات حول تبادل المعلومات في حال أن تلك المعلومات قد تسبب أضرارا على دول أخرى، يأتي لطبيعة العلاقات بينها، لافتا إلى أن التعاون يكون بين دول معينة على قدر مستوى معين.

وأوضح أن أزمة الطائرة الروسية سياسية بالدرجة الاولى ويجب على وزارة الخارجية أن تعمل بكافة قواها لدحض هذه المزاعم حتى تبين حقيقتها، مشيرا إلى أننا لن نشن حربا على تلك الدول التي تتعمد تشويه مصر، واننا بحاجة إلى حل دبلوماسي للازمة، وأن وقف تبادل المعلومات لن يحل الازمة بل يزيدها تعقيدا.
"مجلس الأمن"
أكد اللواء بهاء الحريشي، خبير الأمن القومي، أن ادعاء بريطانيا امتلاك معلومات عن أسباب سقوط الطائرة الروسية في سيناء، وعدم تبادلها تلك المعلومات مع مصر أو روسيا، يعد إدانة لها، وبذلك تكون مشاركة في الواقعة.

وقال الحريشي، إن تبادل المعلومات لا يوجد فيه ما يسمى التعامل بالمثل والندية، وذلك في حال وجود أزمات بين الدول، خصوصا في حال امتلاك دولة معلومات تضر بدولة أخرى، أو إذا كانت متعلقة بعمل إرهابي.

وفي تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" رفض "الحريشي" وقف تبادل المعلومات بين مصر وهذه الدول، والحل المتاح هو رفع شكوى إلى مجلس الأمن، لامتناع هذه الدول عن تبادل المعلومات، مؤكدا أن هناك اتفاقات دولية تلزم الدول بتبادل المعلومات خاصة في حالات الإرهاب، وفي حال امتلاك دولة ما لمعلومة عن حادث إرهابي ولم تتبادلها مع الدول الأخرى، يضع تلك الدولة تحت طائلة العقوبات الدولية.

وأوضح أن هناك ملاحظتين في حادث سقوط الطائرة إذا كان الأمر كما يتم ادعاؤه من بريطانيا وأمريكا بوجود قنبلة، الأولى أن تكون الطائرة جاءت وعليها تلك القنبلة، أو أن تكون هناك حالة متقدمة جدا من القنابل لم يتم اكتشافها بعد، كالقنابل البلاستيكية التي لاتظهر على شاشات المسح، وفي تلك الحالة يكون ذلك الفعل مخابراتيا، وليس من أعمال "داعش".

وأضاف أن من قام بذلك الفعل إذا ثبت أنه عمل إرهابي، يهدف لضرب الاقتصاد والسياحة المصرية، مؤكدا أن مصر لم تبخل بمعلومات على أي دولة خاصة إذا كانت متعلقة بأعمال إرهابية، وفي حال وصول معلومات عن حادث إرهابي يؤدي لإزهاق أرواح لا نبخل بتلك المعلومات ونتبادلها على الفور.

وفي نفس السياق قال الدكتور أبو العلا النمر، رئيس قسم القانون الدولي بكلية الحقوق جامعة عين شمس ووكيل الكلية، إن " إعلان الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا امتلاكهما معلومات استخباراتية عن حادث الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء وحجبها عن مصر، يعد مؤشرا عن عدم التعاون الدولي الذي يجب أن يكون بين الدول، مشيراً الى أن القانون الدولي يفرض على الدول مبدأ التعاون والتضامن في مكافحة الارهاب، وأن الاتفاقيات تنص على المساعدة القضائية وتسليم المجرمين.

وأوضح "النمر" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أنه من حق مصر التقدم بشكوى رسمية أمام مجلس الأمن، لحجب هذه الدول معلوماتها حول الطائرة الروسية في حالة واحدة فقط، هي أن تنتهي التحقيقات بالفعل إلى أن سببا إرهابيا وراء سقوط الطائرة، وإذا لم تصل التحقيقات للنتيجة يصبح ما ارتكبته كل من أمريكا وبريطانيا ليس مخالفة بالمعنى الدقيق، وإنما مخالفة في الاتيكيت الدولي، وبالتالي مصر لا يحق لها اتخاذ أي اجراء قاوني ضد الدولتين، لأن القانون الدولي لا يحاسب على المزاعم المغلوطة.

وأكد أن تصريحات بريطانيا وأمريكا هدفها الاضراب بالاقتصاد المصري نتيجة فشلهم في مخططاتهم الأخرى ضد مصر.

وأشار أستاذ القانون الدولي الى أن تصريحات أمريكا وبريطانيا تعد مزاعم مغلوطة على غير أساس، خاصة أنه لا يوجد دليل على أن سقوط الطائرة كان نتيجة عمل ارهابي حتى الآن، لافتاً الى أن كلاً من الدولتين سعت الى تكدير العلاقات بين مصر وروسيا ولكن أفشلتها حكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
"نستطيع حجب بعض المعلومات"
ومن جانبه علق اللواء علاء عز الدين المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية، على إعلان أمريكا وبريطانيا امتلاكهما معلومات استخباراتية عن حادث الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء وامتناعهما عن إطلاع الجانب المصري عليها، بأنها لا تستدعي قطع معاهدة تبادل المعلومات بيننا وبين أمريكا.

وقال "عز الدين" في تصريح لـ"صدى البلد": لا يجب المجاهرة بقطع التعامل الاستخباراتي بين البلدين ولكن من الممكن أن تحجب مصر جزءا من المعلومات المهمة في أي مجال للتعاون عن أمريكا، فكون هناك اتفاقية في هذا المجال يعبر عن أهمية مصر لأمريكا في تبادل المعلومات.

وعن أبرز الحوادث التي أمدت مصر فيها أمريكا بالمعلومات الاستخباراتية، أوضح المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية، أنه ليس هناك حوادث معلنة، ولكن كون هناك اتفاقية مستمرة فهذا يعني أهمية مصر بالنسبة لأمريكا وأن هذا التعاون مازال مستمرا، وتتنوع هذه المعلومات غير المعلنة لأنها قد تصل إلى بيانات عن تتبع أشخاص بعينهم.
11 سبتمبر والمعلومات المصرية
أكد اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا امتلاكهما معلومات استخباراتية عن حادث الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء، يعد وسيلة انتقامية يتبعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي في شخص مصر نتيجة ثورة 30 يونيه، مدللاً على ذلك بخطاب الرئيس الأمريكي الذي أفرد فقرة كاملة فيه للحديث عن الطائرة الروسية دون الاشارة الى أي من حوادث الطائرات التي تحدث في الولايات المتحدة.

وأوضح "سالم" في تصريح لـ"صدى البلد" أن التوقف عن تبادل المعلومات الاستخباراتية لا يعد رداً مناسباً للموقف الأمريكي بشأن الطائرة الروسية، مطالباً بحملة شعبية لمقاطعة المنتجات الأمريكية حيث أن هناك قرارات قد تسبب حرجا للحكومات مع الدول.

وأكد رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق أن هناك تبادل معلومات استخباراتية بين مصر وأمريكا، مشيراً الى أن مصر أفادت الولايات المتحدة في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وذلك من خلال المشاركة في التحقيقات وامدادهم بالمعلومات اللازمة.

وأضاف اللواء نصر سالم: لدينا ما نعطيه ولدينا ما نمنعه، لافتا إلى أن هناك الكثير من مجالات تبادل المعلومات الاستخباراتية بين مصر وأمريكا ولكن غير معلن عنها.

نقلا عن صدى البلد