منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 10 - 2015, 05:31 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,378

«لأَنَّ لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ وَٱلْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ»

«لأَنَّ لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ وَٱلْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ»

«لأَنَّ لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ وَٱلْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ»
(فيلبي 1: 21)
في أحد فصول رواية هملت، وازن الكاتب الكبير وليم شكسبير بين آلام الحياة التي يمكن للموت ان ينقذ الإنسان منها، وبين أهوال الموت التي يعفيه منها البقاء في الحياة. ثم تساءل. أهو خير له أن يبقى في الحياة أم لا يبقى؟
فللحياة آلامها الكثيرة:
نكبات الزمن غرور الغنى، شموخ النفس، قذارة الطمع، شر محبة المال، وغير ذلك من الامور التي تأنفها النفس الكريمة. واذ يزن هذا بميزان تقديره، يعتقد بأنه من الأفضل له ان يموت لكي يتفادى هذه الآلام. ولكن ما ان يفكر في ما سوف يجرعه الموت من غصات حتى يعود الى تفضيل الحياة.
*
أما الرسول المغبوط بولس، فانه يرى في كل من الحياة والموت خيراً ولهذا لا يدري أيهما يختار. لأن كلاً منهما حلو ولذيذ. فالحياة بالنسبة له حلوة لأنها المسيح. وكذلك الموت حلو لأنه ربح، إذ ينقله الى جوار المسيح ليتمتع أكثر بالميراث الذي وهب له في المسيح. ولهذا قال:
«فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنْ الاثْنَيْنِ»
(فيلبي 1: 23).
لا أرى أيهما أفضل. ولكن يبدو ان الرسول الكريم، مر في برهة كان الموت فيها يجذبه أكثر. حتى انتزع من شفتيه ذلك التصريح المشتاق:
«لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا»
(فيلبي 1: 23).
إلا أنه مع ذلك لم يرجح فضل أي منهما على الأخر، بل راح يشرح بركات كل منهما. ففي نظرته الى الحياة، قال:
«لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيح... مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ»
(فيلبي 1: 21، غلاطية 2: 20).
ويا لها من عبارات مجيدة ترسم في خاطر المتأمل صورة للرسول وكأنه واقفاً على رصيف ميناء نيابوليس في فيلبي. ثوبه ينبئ بوعثاء السفر، ومنظره البسيط ينم على الفقر والضعة. ولهذا لم يعتد به أحد أولئك الناس الذين اكتظ بهم الرفيع من مختلف الطبقات. فهنا تاجر جاء ليسقبل بضائعه الآتية من الشرق ولسان حاله يصرخ:
لي الحياة هي الثروة. وهناك جمع من العمال يعملون بكد لتفريغ السفينة ونقل البضائع الى المخازن ولسان حالهم يصرخ:
لي الحياة هي التعب والعرق. وهنالك فيلسوف يمسك بيده درجا كتبت فيه كلمات الحكمة، واذ يتطلع الى التاجر المعتز بثروته، والى العامل المتذمر من شدة أتعابه. يفتخر لأنه يحيا لقصد أسمى ولا يلبث ان يصرخ مزهوا:
لي الحياة هي المعرفة.
وهنالك جندي تدل هيئته وسلاحه على انه خاض المعارك وبلأ فيها بلاء حسنا، ولسان حاله يصرخ بخيلاء:
لي الحياة هي الأوسمة. ولكن وسط الجميع يرن صوت الرسول قائلا:
بلهجة التأكيد:
لا، ان الحياة ليست في الثروة ولا في الكد ولا في العلم ولا في المعارك لكسب الأوسمة الحياة هي المسيح، المسيح أولاً وآخرا انه الكل في الكل.
ولو سألت الرسول المغبوط:
لماذا المسيح هو وحده الحياة؟
لأجابك فورا:
-1-
لأن المسيح هو مصدر حياتنا. فمنذ يوم الخمسين أتى الروح القدس ببذرة حياة المسيح وزرعها في تربة أرواحنا. فصارت طبيعة المسيح المجد فينا، وتبعا لذلك صار القول الرسولي:
«لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ»
(أعمال17: 28).
والواقع ان الكتاب المقدس يعلمنا بأننا حين نخلع من جهة التصرف السابق انساننا العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور، يحل المسيح بالايمان في قلوبنا فيؤسسنا ويؤهلنا في محبته. وحينئذ نستطيع ان نقول مع الرسول:
«فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ».
علق أحد الاتقياء على هذه العبارة فقال:
بالأمس كنت أنا واليوم هو. وهو غداً والى الأبد.
-2-
المسيح نموذج حياتنا، كما هو مكتوب:
«لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ»
(رومية 8: 29).
قال القديس الصيني الصاد هو سندر سنغ:
اننا حين نسلم حياتنا كلياً للمسيح، ونموت عن ذواتنا يصير كل منا مسيحاً صغيراً يمشي على الأرض بين الناس. هكذا قال الرسول بطرس:
«نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ»
(1بطرس 1: 15).
-3-
المسيح هدف حياتنا، وقد دعينا لكي نعيش كما يحق لإنجيله، لكي يعرفه الناس عبر حياتنا. يجب ان نظهر مجده بسلوكنا كأولاد لأَنَّ
«ثَمَرَ الرُّوحِ هُوَ فِي كُلِّ صَلاَحٍ وَبِرّ وَحَقّ»
(أفسس 5: 9).
يجب ان نكون رسالة المسيح المكتوبة، لا بحبر بل بروح الله الحي.
-4-
المسيح تعزيتنا، فحين تعصف بنا الآلام غمراً ينادي غمراً. وحين تحيق بنا البلايا وحين ينتابنا حزن وحين يغشانا الخوف وحين يلوح لنا شبح اليأس. يقترب منا قائلاً لا تخافوا أنا هو، لا تخف لاني معك لأني أنا الرب الهك الممسك بيمينك القائل لا تخف أنا أعينك. كل هذه الامتيازات لاحت لعيني بولس دفعة واحدة فقال لي الحياة هي المسيح.
وما أمجدها من حياة، تستأهل ان يحياها الإنسان لأنها الحياة المستترة مع المسيح في الله. انها تحقيق الوعد الذي قطعه الرب يسوع لما قال:
«وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ»
(يوحنا 10: 10).
والموت هو ربح، قال الرسول، لو سألته كيف يمكن ان يكون الموت ربحا، لأجابك الموت ربح:

أولا:
لأنه بداية الأبدية السعيدة، وقد حسبه الرسول بطرس خروجاً. ولعله أخذ التعبير من خروج بني اسرائيل من مصر حيث كانوا تحت نير فرعون. انه بالفعل خروج الروح من عقالها وانفلاتها من الربط التي تربطها بالعالم ومجيؤها الى وجودها الحقيقي الى الله باريها. انه تحرر من الخطية تحرر من حدود الفناء تحرر من التجارب والأحزان تحرر من انتظار الموت نفسه.

ثانيا:
الموت ربح لانه يتيح لنا ان نعرف ماذا سنكون في ما بعد، فكل ما نعرفه هو ان المسيح سأل من أجلنا ان نكون معه لننظر مجده. ولكن الموت سيدخل كل مؤمن عاش حياة المسيح الى داخل الحجاب. فيرى المسيح الممجد، ويتمتع به بكيفية لم تتح له هنا، ويسمع كلمته الترحيبية:
«نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِير اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ»
(متّى 25: 21).

ثالثا:
الموت ربح، لأنه ينقلنا الى مكان أفضل فقد قال الرسول:
«إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ»
(2كورنثوس 5: 1).
والواقع ان الجسد يشبه الخيمة في الوهن وسهولة النقل.
ثم قال:
فاننا في هذه نئن مشتاقين الى أن نلبس مسكننا الذي من السماء. وعلة الأنين هي انه ما دام الإنسان مستوطناً في الجسد فهو متغرب عن الله.
*
يا أخي
في البحر سفينتان الواحدة رفعت مرساتها وبدأت رحلتها،
والثانية ما زالت منتظرة في الميناء.
الأولى ...
حملت الأحباء في رحلتهم الميمونة الى السماء
والثانية ...
تنتظرك، فاحرص على ان تكون مستعدا حين تأتي اللحظة لاقلاع السفينة. واحسب أناة ربنا خلاصا. متذكرا وصية المسيح:
«لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ»
(متّى 24: 44).
«فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنْ الاثْنَيْنِ»
(فيلبي 1: 23)
الحياة المسيح والموت الربح، هذا كان قول الرسول بعد المقابلة بين الأمرين الخطيرين. إلا أنه انتهى خيراً الى القول:
«أَنْ أَبْقَى فِي الْجَسَدِ أَلْزَمُ مِنْ أَجْلِكُمْ»
(فيلبي 1: 24).
فقد علم الرسول ان الله استحسن ان يستخدمه بعد لتقوية الكنائس التي أسسها والتي ما زالت في حاجة الى رعايته. فقد يكون جميلاً ان ننطلق الى ما هو أفضل حينما يفتح لنا الباب، وانما هناك أسباب ترجح كفة البقاء في هذه الحياة. صحيح ان الذهاب يؤدي بنا الى الديار اللؤلؤية حيث يوجد المسيح الرب لنخدمه في السماء. ولكن الخدمة هنا أكثر ضرورة. فهناك لا يوجد ابن ضال لإرجاعه ولا خروف شارد للبحث عنه ولا نفس يائسة لإشاعة الرجاء فيها.
*
أما هنا فيوجد أشخاص ساقطون في استطاعتنا ان نسندهم، وضالون في استطاعتنا ان نهديهم وحزانى في استطاعتنا ان نعزيهم، ومنكسرون نستطيع ان نجبرهم، وجرحى نستطيع ان نعصب جراحهم. نعم من أجل هؤلاء لا أريد أن انطلق قبل وقتي.
*
قدمت سيدة أوتوغرافها للجنرال وليم بوث، مؤسس جمعية جيش الخلاص ليكتب كلمة. فكتب:
ان حياتي تمر سريعا ومهما طالت فبعد قليل ستكون في حكم الماضي. أفلا أكرم ربي ومخلصي في مواساة الناس، والتخفيف من آلامهم؟
كلنا نمر في لحظات يشد فيها حنيننا الى أورشليم السماوية حيث مسكننا مع الله. ولكن من الأفضل ان نبقى هنا، طالما يوجد درس آخر لنتعلمه، أو رسالة أخرى لنتممها، أو نفس أخرى عطشى لإروائها، أو ضال واحد لإرجاعه.
*
بعد يوم حافل في العمل المتواصل استسلمت سيدة تقية للنوم فحلمت انها ترتفع الى المدينة السماوية وأهل السماء يرحبون بها. ولكنها سمعت أصواتا خلفها فنظرت لترى، واذا بمئات من الرجال والنساء بمدون أيديهم مستغيثين بها لكأنهم يودون الذهاب معها. فصلت متأثرة من هذا المنظر قائلة:
أيها الآب لا تأخذني الآن من أجل هؤلاء. ولما استيقظت صممت على أن تجذب أكبر عدد من النفوس نحو السماء، والرب أعطاها سؤل قلبها فقد آمن كثيرون بواسطة شهادتها.
*
هكذا تصرف يسوع له المجد تاركاً لنا مثالاً لنتبع خطواته فلم يشأ البقاء على جبل التجلي بالرغم من ترغيبات بطرس، بل هبط الى الحضيض حيث كان آب حزين ينتظره لشفاء ابنه المعذب من الأرواح النجسة. وهكذا تصرف الرسول بولس، متمثلاً بسيده الذي لأجل خلاصنا احتمل الصليب مستهينا بالخزي. فقد كان الرسول الكريم متيقنا ان رغبته في البقاء، مقبولة لدى ربه وفاديه ومرسله. ولهذا نراه يقول:
فاذ أنا واثق بهذا اني أمكث وأبقى مع جميعكم لأجل تقدمكم وفرحكم في الإيمان. فليكن فينا فكر الرسول المغبوط من جهة الحياة والموت وليكن شعارنا بعد الآن قوله في رسالته الى أهل رومية:
«إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ»
(رومية 14: 8).
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هَذِهِ هِيَ ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ ٱلْإِلَهَ ٱلْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ
(لو 11:2 ) أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱلرَّبُّ
1 يوحنا 2: 25 وَهَذَا هُوَ ٱلْوَعْدُ ٱلَّذِي وَعَدَنَا هُوَ بِهِ: ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ.
وَهَذَا هُوَ ٱلْوَعْدُ ٱلَّذِي وَعَدَنَا هُوَ بِهِ: ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ
يوحنَّا 14: 6-7 قال الرب يسوع: "أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ


الساعة الآن 04:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024