حسن مالك.. مهندس اقتصاد الإخوان.. الصديق الاقرب لخيرت الشاطر

[Mary Naeem]

حسن مالك.. مهندس اقتصاد الإخوان.. الصديق الاقرب لخيرت الشاطر


"مهندس اقتصاد الإخوان" هكذا عرف حسن مالك، رجل الأعمال والقيادي الإخواني، بالنظر إلى دوره الكبير في دعم وتمويل أنشطة التنظيم داخل مصر، منذ أن رأت عينه النور.


57 عاما قضاها "مالك" في خدمة جماعة الإخوان منذ ميلاده في عام 1958، والذى ورث الانتماء إليها من والده، ليتخرج من كلية التجارة ويسخر أعماله لتمويل أنشطة الجماعة.

اختاره الرئيس المعزول محمد مرسي، ليكون همزة الوصل بين الحكومة المصرية ورجال الأعمال الأتراك، لتشجيعهم على ضخ استثمارات في مصر من أجل مساعدة البلاد على النهوض بالاقتصاد، كما تم ترشحيه ليرأس مجلس الأعمال المصري التركي.

وبدأت علاقته مع الإخوان في ضوء علاقة والده "عز الدين يوسف مالك"، القطب الإخواني البارز الذي عاصر الرعيل الأول من قيادات الجماعة، حيث كان عضوًا في التنظيم الخاص للجماعة في منتصف الأربعينيات.

وحين كبر "حسن مالك" كان والده واحدًا من أكبر تجار القماش في منطقة الأزهر ثم توسعت تجارته، فأسس "مالك" مصنعًا للغزل والنسيج بمنطقة 6 أكتوبر، كفل له وضعًا جيدًا داخل الجماعة.


وكان تعرفه بـ"خيرات الشاطر" داخل جامعة الإسكندرية، المحطة الأهم في علاقته بجماعة الإخوان، حيث كان هو طالبًا بكلية التجارة، لتصل ذروة العلاقة بين الرجلين حين صار أحدهما "الشاطر" الأقوى سياسيًا، والثاني "مالك" الأهم اقتصاديًا.

أسرته

ورفض الخروج عن طوع الجماعة، فتزوج من جيهان عليوة، شقيقة القيادى الإخوانى محمد عليوة، وأنجب 7 أبناء، تذوق اثنين منهم مرارة هذه العلاقة، وحكم على أحدهما بالإعدام، والآخر بالمؤبد.
واختفي القيادي الإخواني عن المشهد عقب ثورة 30 يونيو، والإطاحة بجماعة الإخوان، غير أنه ظهر لأول مرة في إبريل 2015، عقب قرار محكمة جنايات القاهرة، بإحالة أوراق نجله عمر، ضمن 14 من قيادات جماعة الإخوان إلى المفتى.

وكتب "مالك" علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر:" عسى الله أن يأتينى بهم جميعًا إنه هو العليم الحكيم"، وكتب علي "الفيسبوك": "فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به"، وأضاف: "ربح البيع عمر".

القبض عليه
ولم يكن القبض على "مالك" مساء أمس الخميس، المرة الأولي التي يدخل فيها السجن، حيث دخل السجن أول مرة فى 1992، في القضية المعروفة إعلاميًا باسم قضية"سلسبيل"، وظل بالسجن لمدة عام.

وتعرض للسجن للمرة الثانية فى 2006، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"ميليشيات الأزهر" حيث صدر ضده حكم من المحكمة العسكرية بالسجن لمدة 7 سنوات، قضى 4 سنوات منها في السجن، وأفرج عنه عقب ثورة يناير عام 2011 بعفو من المجلس العسكري.

علاقته بخيرت الشاطر

تداول الكثير من الروايات حول علاقة مالك والشاطر، لكن كشف حقيقة العلاقة أثناء التحقيقات معه في القضية العسكرية عام 2007.

ذكر في التحقيقات أنه تربطه بخيرت الشاطر علاقة زمالة دراسية، بسبب دراستهما بجامعة الإسكندرية سويًا، واستمرت هذه العلاقة إلى ما بعد زواجهما، وأصبح بينهما علاقة أسرية وترابط اجتماعي.


وعن تفاصيل علاقتهما التجارية، قال مالك:" إنهما كانا شريكين بشركة سلسبيل للاستثمار العقاري منذ إنشائها عام 1985، وتم إنهاء عمر هذه الشركة عام 1992 بعد حبس خيرت في القضية التي عرفت وقتها بقضية سلسبيل، وبعد خروجه من السجن أسس شركة بمفرده تحت اسم "السلسبيل".

وأسس "مالك" شركة أخرى مع بهاء الشاطر شقيق خيرت الشاطر تحت اسم شركة "المستقبل".


وفى عام 2000 اشترك حسن مالك وأولاده والشاطر وأولاده في تأسيس شركة "رواج" برأس مال تراوح بين 6 إلى 7 ملايين جنيه، كما أسسا في نفس العام شركة مالك للملابس الجاهزة برأس مال قدره 6 ملايين جنيه.

وأسس مالك مجموعة أخرى من الشركات بعيدًا عن الشاطر منها شركة "الأنوار" للأدوات الكهربائية، وحصل على الوكالة الحصرية لشركة استقبال التركية لبيع الأثاث، ووكالة أخرى حصرية لشركة سرار التركية لتجارة الملابس الجاهزة وشركة العباءة الفريدة، بالإضافة إلى أنه كان شريكًا بعدة أسهم في دار للطباعة والنشر تبين لاحقًا أنها تابعة لجماعة الإخوان.

وتولى مالك رئاسة جمعية رجال الأعمال الأتراك بمصر، وترأس جمعية تنمية الأعمال "ابدأ"، ورئيس لجنة "تواصل" المنوط بها تحقيق الاتصال بين رجال الأعمال ومؤسسة الرئاسة في عهد المعزول محمد مرسي قبل الإطاحة به.

وتشير تقديرات لخبراء اقتصاديين، إلى أن ثروة مالك تقترب من 9 مليارات دولار داخل مصر وخارجها، موزعة في مجالات الأثاث والملابس وصناعة الإلكترونيات.

التحفظ على أمواله

وفي سبتمبر 2013، صدر حكم من محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بالتحفظ علي جميع ممتلكات قيادات الإخوان، وكان على رأسها رجل الأعمال حسن مالك.

وتحفظت لجنة حصر وإدارة أموال الإخوان، المشكلة من قبل وزير العدل على أموال وشركات قيادات الجماعة البالغ عددها 66 شركة بفروعها.

وبدأت اللجنة في جرد المحال المملوكة لعدد من رجل الأعمال المنتمين لجماعة الإخوان، وعلى رأسهم حسن مالك، وبلغ عدد الممتلكات 28 محلًا، من بينها 9 فروع لشركة استقبال للأثاث، و6 فروع لشركة أسرار للبدل الجاهزة، و15 فرعًا موزعة على شركات صالون للأثاث، والفريدة للملابس الجاهزة، والعز للتجارة ومالك للتجارة والملابس.



الدستور