رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل الصلاة تغير فكر الله ؟ هل الصلاة تغير فكر الله ؟ فصار قول الرب .. لحزقيا .. قد سمعت صلاتك. قد رأيت دموعك. هأنذا أضيف إلى أيامك خمس عشرة سنة ( إش 38: 4 ،5) الصلاة لا تغير مشيئة الله، فمشيئة الله صالحة وكاملة ومرضية ( رو 12: 2 )، وخير لنا أنها لا تتغير. لكن الصلاة تتمم مشيئة الله. هذا ما فهمه دانيال عندما صلى لأجل الشعب بعد السبعين عاماً التي تنبأ عنها إرميا (دا 9). عرف دانيال من الكلمة النبوية أن مشيئة الله المُعلنة هي أن يرجع الشعب إلى أورشليم، فماذا فعل؟ لقد صلى لكي يتمم الله ذلك. نعم، إن الصلاة لا تغير مشيئة الله بل تتممها، لكن من الجانب الآخر هي تغيرنا نحن كي نتوافق مع هذه المشيئة الصالحة. المشكلة تنبع من عدم التمييز بين فكر الله ومعاملاته مع الإنسان. ففكر الله من جهة أي إنسان، بل ومن جهة أي شيء، ثابت لا يتغير، ومن مصلحة الإنسان أنه لا يتغير، لأن الله لا يفكر إلا بالسلام والخير للإنسان ( إر 29: 11 ). أما معاملات الله مع الإنسان، فهي تستلزم التغيير. وفي قضية حزقيا، مثلاً، الله لم يغيِّر فكره من جهة عمر حزقيا، لسبب بسيط: أن حزقيا أنجب بعد أن مدّ الله عمره، ومن هذا الذي أنجبه أتى المسيح. لكنها كانت معاملات الله التي بها علم الرب عبده الصلاة. كذلك لم تغيّر صلاة حنة فكر الله من جهة عقمها، حيث كان لا بد أن يرسل الرب صموئيل لشعبه، لكنها كانت معاملات الله مع حنة لكي يعلمها الصلاة والثقة في الله. إذاً ففكر الله من نحونا ثابت كثباته، لا يمكن أن يتغير، إلا أن معاملاته معنا تتغير طبقاً لحالتنا. فإذا كنا أمناء فهو يحبنا، وإن كنا غير أمناء فهو أيضاً يحبنا؟ هذا هو فكره من نحونا. إلا أن معاملاته معنا ونحن غير أمناء ستخلتف عنها عندما نكون أمناء، وإذ يقودنا إلى الصلاة من خلال تلك المعاملات نكتشف عدم أمانتنا فنتوب، وبالتالي نتغير، ويتبع هذا بالضرورة تغيير في معاملاته هو. هنا لا تغيّر الصلاة فكر الله، بل الصلاة المقرونة بالتوبة تغيرنا، فتتغير معاملات الله معنا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|