13 - 09 - 2015, 04:34 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
العظة علي الجبل .. الخطوة الأولي إلي الخطية
بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر المتنيح : البابا شنودة الثاث ١٢ سبتمبر ٢٠١٥
هكذا تعلمنا العظة علي الجبل,أن نبعد عن هذه الخطوة الأولي والأمثلة التي ذكرها الرب عن ذلك كثيرة. فقد قال:سمعتم أنه قيل للقدماء لاتقتل ..أما أنا فأقول لكم إن كل من يغضب علي أخيه باطلا,يكون مستوجب الحكم…سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن,وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلي امراة ليشتهيها,فقد زني بها في قلبه..سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن وأما أنا فأقول لكم لاتقاوموا الشر,مت5:21-39.
وفي كل هذا يحذرنا من الخطوة الأولي إلي الخطية.
واضح طبعا أن الغضب هو الخطوة الأولي إلي القتل فالذي يبعد عن الغضب الباطل مستحيل أن يتدرج لكي يصل إلي القتل وهنا يأمرنا الرب أن نبعد عن نقطة البدء.
وبنفس المنطق يتكلم عن وصيته لاتزن.. فيحذرنا من نظرة الشهوة ومن الشهوة التي في القلب.
النظرة والشهوة:
يقول الرب:من نظر إلي امرأة ليشتهيها فقد زني بها في قلبهمت5:28وبهذا نتعلم أن الخطية تبدأ أولا في القلب كشهوة ثم تتحول منه إلي العين كنظرة وما أسهل أن تتحول من النظر إلي العمل فالشهوة إذن هي الأصل وهي الدافع.
وهذا الأمر واضح أيضا في العهد القديم.
ففي الوصية العاشرة أمر الرب بالابتعاد عن الشهوة الخاطئة فقال:لاتشته امرآة قريبك,ولاعبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولاشيئا مما لقريبكخر20:17تث5:21.
فالشهوة هنا هي الخطوة الأولي في سرقة مقتنياته وفي الزنا بالنسبة إلي امرأة قريبك,أما عن النظرة الشهوانية فقد قال أيوب الصديق.
عهدا قطعت لعيني فكيف أتطلع إلي عذراء؟!أي31:1.
والنظرة الشهوانية كبداية للزني تنطبق علي المرأة كما تنطبق علي الرجل وهذا هو الذي حدث مع امرأة فوطيفار بالنسبة إلي يوسف فقد قيل عنها إنها رفعت عينيها إلي يوسف وقالت:اضطجع معيتك39:7.
إن النظرة والشهوة كانتا بداية الخطية بالنسبة إلي الإنسان.
كانت النظرة والشهوة سابقتين لقطف الثمرة المحرمة وفي ذلك يقول الكتاب عن أمنا حواء:فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون,وأن الشجرة شهية للنظر,فأخذت من ثمرها وأكلت,وأعطت رجلها أيضا معها فأكلتك3:6وواضح في هذه الآية الشهوة والنظر علي أن هناك خطوة أولي سبقت كل ذلك في خطية حواء.وهي تغير قلبها وفكرها بعد أن سمعت إغراء الحية فبذلك السماع دخلت الشهوة إلي القلب,وبالشهوة نظرت إلي الشجرة فإذا بها شهية للنظر وبهجة للعيون وجيدة للأكل فقطفت منها وأكلت …
الخطوة الأولي بطبيعتها تجر إلي خطوات أخري…
فالذي يريد أن ينجو من تلك الخطوات وخطورتها عليه أن يبعد عن نقطة البدء عن الشهوة والنظر وعن تغير الفكر والقلب حتي لاينحدر فيصل إلي السقوط بالفعل…
ندرك ذلك من خطية داود الملك وكيف تدرجت:
معروف أن داود وصل به الأمر إلي ارتكاب كل من خطية الزنا والقتل والغدر. فهل بدأ في سقوطه هكذا؟كلا بل بدأ بالنظرة والشهوة وفي ذلك يقول الكتاب:وكان في المساء أن داود قام عن سريره وتمشي علي سطح بيت الملك فرأي علي السطح امرأة تستحم وكانت المرأة جميلة المنظر جدا2صم11:2 وكانت هذه هي البداية التي جرته إلي الزني,والتحايل علي الاخفاء ثم إلي القتل هل نتطور فنستنتج خطوة سبقت كل هذا وهي التراخي كانم داود قبلا يخرج إلي الحرب بنفسه ويقاتل أما الآن فهو يرسل الجيش ليحارب ويجلس هو في بيته ثم يتمشي علي السطح ويري جارته تستحم فينظر ويشتهي ويسقط فيزني لاشك أيضا أنه كان بعيدا عن مزاميره في ذلك الوقت…وبهذا كله تدرج ذلك الجبار فسقط في سلسلة من الخطايا بدأت بالفعل بالنظرة الخاطئة والشهوة.
نلاحظ أن السيد المسيح له المجد لم يقل إن كل من نظر إلي امرأة فقد أخطأ!وإنما من نظر إليها ليشتهيها.
لأنه من المستحيل أن يغمض كل الرجال عيونهم عن نظر النساء إنما الخطأ هو في النظرة المختلطة بالشهوة.
ومن أين تأتي الشهوة؟تأتي من القلب غير الطاهر إذن علي الإنسان أن يهتم بطهارة قلبه ونقاوته.
القلب والفكر:
إن تنقي القلب لايشتهي الزني ولا ينظر إلي امرأة ليشتهيها وإن تنقي القلب,لا يغضب باطلا ولايقول لأخيه رقا ولايقول له يا أحمق لأنهمن فضلة القلب يتكلم الفممت12:34.
فإن كان القلب نقيا لايتنرفز ولايشتم وهنا أعجب من بعض الناس يبررون خطأ إنسان غضوب فيقولون :حقا إنه يغضب ويشتم ولكن قلبه أبيض!!وأنا أرد دائما علي أمثال هؤلاء وأقول القلب الأبيض لاتخرج منه إلا ألفاظ بيضاء.لأن الرب يقول:الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يخرج الصالحاتمت12:35.
فإن كانت الخطوة الأولي للخطية تصدر من القلب والفكر فإن الخطوة الأولي إلي التوبة تصدر أيضا من القلب والفكر.
وهكذا يقول معلمنا القديس بولس الرسول تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكمرو12:2أي بتغيير نظرتكم إلي الأمور أي من جهة النجاة من الزني تغير نظرته إلي المرأة فلا تنظر إليها كمجرد أداة إلي إشباع الشهوة إنما انظر إليها كإنسانة بارة تعمل في ملكوت الله ويهمك خلاصها وأبديتها..
هذا هو تجديد الذهن وهذا هو القلب الصالح الذي لاتخرج منه إلا الصالحات وبهذا لا تنظر إلي المرأة لتشتهيها.
وبهذا القلب الطاهر والذهن الطاهر لاتعثرك المرأة لأنكل شيء طاهر للطاهرينتي1:15ويكمل الرسول فيقول:وأما للنجسين وغير المؤمنين فليس شيء طاهرا بل قد تنجس فكرهم أيضا وضميرهمتي1:16.
ومن هذا المنطلق نناقش موضوع العثرة.
العثرة:
يقول السيد الرب:فإن كانت عينك اليمني تعثرك فاقلعها وألقها عنك وإن كانت يدك اليمني تعثرك فاقطعها وألقها عنكمت5:30,29فما معني ذلك.
|