ولد القديس يوحنا المعمدان من والدين تقيين وهما الكاهن زكريا وأليصابات وبينما زكريا يصلي في الهيكل ويبخر ظهر له ملاك الرب قائلا ً لاتخاف يا زكريا لأن طلبك قد تحقق وستلد زوجتك أليصابات إبنا ً وتسميه يوحنا ويكون لك فرح وإبتهاج وسوف يكون عظيما ً أمام الرب وخمرا ً ومسكرا ً لايشرب فقال له زكريا كيف يتم هذا وأنا شيخ وزوجتي متقدمة في العمر فأجاب الملاك قائلا ً ستكون صامتا ً ولاتقدر أن تتكلم لأنك لم تصدق كلامي .
وبعد تلك الأيام حبلت أليصابات وأخفت نفسها خمسة أشهر وفي الشهر السادس حبلت السيدة العذراء وذهبت لزيارة نسيبتها أليصابات ومكثت عندها ثلاث أشهر ولما تم ولادة أليصابات فرح الجميع وفي اليوم الثامن جاء ليختنو الصبي ويسموه بإسم زكريا فأجابت أمه لا بل يسمى يوحنا ثم طلب من أبيه فطلب لوح وكتب عليه اسم يوحنا فتعجب الجميع وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله .
لقد نمى الصبي بتقوى من الروح القدس وكان في البراري إلى يوم ظهوره لإسرائيل وكان يقول : توبوا وأصلحوا حياتكم وأعتمدوا في الأردن لمغفرة الخطايا كل ذلك ليتحقق قول النبي أشعيا : صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب .
فلما كان الجموع يأتون إلى يوحنا ليعتمدوا وكانوا يظنون أنه المسيح صرخ وقال : أنا أعمدكم بالماء ولكن يأتي من بعدي من هو أقوى مني أنا لا أستحق أن أحل سيور حذائه فهو يعمدكم بالروح القدس.
ولما بلغ السيد المسيح سن الثلاثين ذهب لنهر الأردن وإعتمد من يوحنا المعمدان وللحين انحدر عليه الروح القدس في صورة جسمية مثل حمامة وجاء صوت من السماء يقول : أنت ابني الحبيب بك سررت .
وفي تلك الأيام تزوج الملك هيرودس من هيروديا زوجت أخيه وكان هيرودس يخاف يوحنا وقد قال له يوحنا لايجوز الزواج بزوجت أخيك فهذا لايحل لك لذلك سجن هيرودس يوحنا وكانت هيروديا حاقدة على يوحنا من ذلك وفي عيد ميلاد المك هيرودس دعا العظماء والقواد لعشاء فاخر ودخلت ابنة هيروديا لترقص فسر هيرودس الملك والمتكئين معه وقال الملك لها أطلبي ما تشائين وسوف يتحقق حتى ولو نصف مملكتي وأقسم على هذا أما الجمع فخرجت الصبية لعند أمها وتشاورت معها وطلبت رأس يوحنا المعمدان على طبق فحزن الملك جدا ً لأجل القسم فللوقت أرسل الملك سيافا ً وأمره أن يؤتى برأسه وأتي برأسه للصبية والصبية أعطته لأمها .
بعد ذلك أتى تلاميذه ورفعوا جثته ووضعوه في القبر وقبره الأن في الجامع الأموي في مدينة دمشق .
المجد للثالوث الأقدس