18 - 06 - 2012, 10:22 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
جلس بعدما صنع
بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي (عب1: 3)
أيهما أعجب يا ترى .. ابن الله في مذود بيت لحم كطفل صغير، أم ابن الإنسان عن يمين الآب في الأعالي؟ وأيهما أعجب وأروع: أن ترى المُشير العجيب الإله القدير رئيس السلام الآب الأبدي، طفلاً يولد لنا وابناً يُعطانا، أم ابن الإنسان، وفيه الناس المصنوعون من تراب الأرض جالساً عن يمين الله؟ لقد صعد يسوع، ابن الإنسان، إلى الأعالي، وبما له من سلطان خاص وحق شخصي مُضافاً إلى تعيين الآب وقضائه الأزلي، تبوأ العرش مُكللاً بالمجد والكرامة. فهو بأجنحة المحبة المطلقة القدرة انحدر من السماء، ولكن لكي يرجع إلى السماء ويجلس في يمين العظمة - كرئيس الخلاص - لم تكن القدرة المطلقة والمحبة بكافيتين. لقد كان من السهل نسبياً على ابن الله أن يخلي نفسه وينزل إلى أرضنا ولكنه لكي يرجع إلى السماء - كمن أكمل العمل الذي لأجله نزل من السماء - كان لزاماً عليه أن يصطبغ بصبغة الآلام وأن يموت موت الصليب على خشبة العار واللعنة. فليس كالنزول كان الصعود، لأن الذي قبل بالنعمة المطلقة أن ينوب منابنا، كان لزاماً عليه أن يحمل حملنا ويرفع جُرمنا ويهزم عدونا، ولذلك انحصرت نفسه أن يصطبغ بصبغته، ومن اللحظة التي ظهر فيها في أورشليم، كان يعلم أن هيكل جسده المقدس سيُنقض، وكان يتطلع إلى الموت الذي سيموته على جبل الجلجثة.
وليس كما نزل صعد لأنه جاء كابن الله، ولكنه رجع ليس فقط كابن الله بل كابن الله المتجسد، ابن داود، والبكر بين إخوة كثيرين. وليس كما نزل صعد لأنه جاء وحده كالراعي الصالح مدفوعاً بدافع الحب والعطف الذي لا حد له نحو الخروف الضال الهالك في البرية، ولكنه رجع حاملاً الخروف الخالص على منكبيه فرحاً متهللاً باستحضاره إلى البيت السماوي الأبدي، رجع ليس فقط منتصراً، بل كمن خرج باكياً حاملاً البذار الثمينة (وهو نفسه الذي زُرع إذ وضع حياته إلى التراب والموت)، رجع بالترنم حاملاً حزمه. فبقيامته قد أُعطيت له العروس، الكنيسة، التي أُقيمت معه لتجلس فيه في السماويات. فهو لم يجلس عن يمين الله إلا بعد أن صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، وبقوة دمه دخل إلى قدس الأقداس، وكالحمل المذبوح رفعه الله وأعطاه اسماً فوق كل اسم.
|