الابتهاج
الابتهاج
فتبتهجون بفرحٍ لا يُنطق به ومجيد
( بطرس الاولي 1: 8 )
الابتهاج اختبار شخصي. فنحن قد نفرح مع الفرحين لكننا لا نفرح نيابة عنهم. وقديمًا قال صاحب الأمثال: «القلب يعرف مرارة نفسه، وبفرحه لا يشاركه غريب» ( أم 14: 10 ). ونحن لا يقدر أحد أن ينزع منا الفرح الذي يمنحه لنا المسيح. ومن الخير أن نذكر أنه من الممكن ـ ونحن نجتاز عالمًا من الضيق كالذي نعيش فيه ـ أن يتحول حزننا إلى فرح بواسطة الكيمياء الإلهية. فبإشارة من الرب يسوع الذي لا يعرفه العالم تصبح دموع آلامنا خمرًا جيدة تُفرح قلوبنا.
إن ثمر وجود الروح داخلنا: فرح. ونتعلَّم من هذا أن الروح القدس بنشاطه الصامت في قلوبنا يولِّد فيها إحساسًا غامرًا بالفرح الصحيح الذي لا يستمد مقوماته من أسباب عالمية أو طبيعية. وشكرًا لله فإن هذه العطية ممنوحة لنا في كيل فائض. ولذلك فإن كؤوسنا ريَّا بواسطة الروح القدس. ومن هنا قيل عن التلاميذ في بكور تاريخ الكنيسة إنهم امتلأوا من الفرح والروح القدس
( أع 13: 52 ).
إن المسيح المرتفع ممسوح الآن بزيت الابتهاج أكثر من رفقائه ( مز 23: 5 ). لقد صُلب مرة، لكن الله، بالقيامة والصعود، عرَّفه سبيل الحياة، وملأه سرورًا مع وجهه (مز16: 11؛ أع2: 28). ومن هنا فإن ثمر الروح القدس الذي انسكب يوم الخمسين هو فرح. وهذا الفرح هو سماوي طبيعةً ونشأة. وعمل الروح القدس فينا هو أن يملأ القلب بفرح الرب. ومن حقنا أن نخصص لأنفسنا لغة المرنم: «مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّا» (مز23: 5).
فهل هذه الوفرة من الفرح اختبارنا جميعًا؟ وإلا، فما السبب؟ هل أعمال الجسد تعطل فينا ثمر الروح؟ هوذا الرسول يصلي من أجل القديسين في رومية أن «يملأهم إله الرجاء كل سرور وسلام في الإيمان، ليزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس» ( يو 15: 11 ) وقال الرب يسوع: «كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم، ويكمل فرحكم»
(يو15: 11).
إن المسيح نفسه هو مصدر هذا الفرح، والروح يهدينا إليه فنبتهج بفرح لا يُنطق به ومجيد، فإن الرب يمنحنا من فرحه. وعطيته الموعودة يصفها بفمه الكريم «يثبت فرحي فيكم»
( يو 15: 11 ).
سرورْ سرورْ نصيبي في الحياهْ
سلامْ سلامْ فقسمتـي الإلهْ