كارثة جديدة تنتظر «توت عنخ آمون»

[Mary Naeem]

كارثة جديدة تنتظر «توت عنخ آمون»


حذر أثريون من كارثة جديدة تنتظر مومياء «توت عنخ آمون» بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار على نقل المومياء إلى غرفة صغيرة بمقبرة الفرعون الشهير فى الأقصر، الخميس المقبل، لأخذ عينات منها برعاية معهد «بول جيتى» الأمريكى الذى يعمل فى ترميم المقبرة منذ عدة أعوام، من أجل إثبات أن الفرعون الأشهر فى العالم من أصل «عبرانى» وليس مصرياً.
وقال الأثريون إن المومياء أصلاً فى حالة سيئة منذ قيام مكتشفها بتحطيمها إلى 17 قطعة لنزع القناع الذهبى عنها، مشيرين إلى أن حجم الغرفة الصغير يعوق دخول المومياء بصندوقها الزجاجى، ما يعنى ضرورة إخراجها من الصندوق، وهو ما يعرضها لخطر التفتت، كما أن الهدف من أخذ العينات هو إثبات نظريات أمريكية مفادها أن توت عنخ آمون لا ينتمى لأصول مصرية، بل هو حسب المزاعم اليهودية من أصل «عبرانى».
وكشفت القرارات الصادرة عن «المجلس الأعلى للثقافة» واللجنة الدائمة للآثار، التى حصلت «الوطن» على نسخة منها، أن العقد المبرم بين المجلس والمعهد الأمريكى لترميم المقبرة انتهى منذ عامين ولم يجدد، وعلى الرغم من ذلك لا يزال المعهد يعمل فى واحدة من أهم المقابر المصرية على الإطلاق.
من جانبه، قال الباحث الأثرى عمر الحضرى لـ«الوطن» إن «اختصاص المعهد وفق العقد المبرم بينه وبين وزارة الآثار يقتصر على فحص ومسح حوائط المقبرة، ومن الغريب أن يتم إسناد مهمة وضع أرضيات خشبية فى المقبرة للمعهد، مع أن ذلك ليس من تخصصه كما هو معلوم لجميع الأثريين».
من جهته، قال أسامة كرار، المنسق العام لـ«حركة الدفاع عن الآثار» إن «الغرفة المقترح نقل مومياء الفرعون لها صغيرة جداً، ومن المستحيل نقل المومياء إليها دون فك الشمع الأحمر المحيط بها وإخراجها فى غرفة مظلمة، وإلا تعرضت للتدمير، وهو ما سيتيح لأى من كان العبث بالمومياء»، موضحاً أن «هناك محاولات عدة رصدت فى السابق لأخذ عينات من المومياء من أجل إجراء فحوصات لها لإثبات نظريات مفادها أن توت عنخ آمون من أصل عبرانى يهودى، كما أن إصرار مسئولى الآثار على إسناد مهام متعددة لمعهد أمريكى على الرغم من عدم اختصاصه، أمر غريب يثير مزيداً من الريبة والتساؤلات حول الهدف من ذلك».

المومياء مهددة بالتدمير بسبب نقلها إلى غرفة بالمقبرة



فى المقابل، أشار محمود عفيفى، رئيس قطاع الآثار المصرية بالوزارة، إلى أن هناك قراراً بنقل مومياء «توت عنخ آمون» لإتاحة الفرصة أمام الشركة المنفذة لوضع الأرضيات الخشبية فى المقبرة، لافتاً إلى أن «الفترة الماضية شهدت العديد من القرارات من اللجنة الدائمة للآثار بعضها متضارب وبعضها يثير اللغط، لذا سأتقدم بطلب جديد إلى الجنة الدائمة لإعادة النظر فى قرار النقل الأخير».
ويذكر أن هذه لم تكن المرة الأولى التى يصدر فيها قرار مماثل حيث سبق وصدر قرار فى نهاية العام الماضى بنقل المومياء إلى القاهرة بدعوى إخضاعها لفحوصات علمية، وهو القرار الذى رفضه كثير من علماء المصريات بسبب انفصال جمجمة المومياء عن الجذع، وانفصال الجذع عن الساقين، الأمر الذى يؤكد استحالة نقل المومياء من مكانها دون تعرضها للتلف.
وظهرت تحذيرات دولية من قرار نقل المومياء من الأقصر إلى القاهرة، ما دفع الأثريين المصريين إلى تجديد تحذيراتهم من تآكل مومياء الملك الفرعونى وتحولها إلى رماد خلال أقل من 30 عاماً.
ورضخ المسئولون فى المجلس الأعلى للآثار آنذاك لرأى الأثريين وعلماء المصريات والقوى الشعبية والوطنية بإلغاء قرار نقل مومياء «توت عنخ آمون» إلى القاهرة، وجرى فحص المومياء باستخدام الأشعة السينية داخل منطقة وادى الملوك الأثرية فى غرب الأقصر، حيث ترقد المومياء داخل مقبرة الملك المثير للجدل دائماً.



نقلا عن الوطن