حقيقة القمة الثلاثية المرتقبة بين السيسي وسلمان والأسد فى القاهرة
نشرت صحيفة "الديار" اللبنانية، أنه خلال أشهر قليلة سوف يعقد إجتماع قمة ثلاثية، يضم العاهل السعودى الملك سلمان مع الرئيس السوري بشار الأسد، تستضيفه القاهرة بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وأضافت الصحيفة أن هذه الخطوة ستأتى برعاية كلا من موسكو وواشنطن عبر تفاهم بين لافروف وزير خارجية روسيا وجون كيري وزير خارجية أمريكا، اللذان سيلعبان دوراً كبيراً في التحضير لهذه القمة، ومن ثم يتابع كلا من الوزيرين اتصالاتهما بنظيرهما المصرى سامح شكري.
وتابعت الصحيفة: هكذا يكون المثلث العربي قد عاد بين محور دمشق-الرياض - القاهرة وتشعر السعودية أن سوريا عادت إلى العلاقات العربية مع بقاء علاقاتها مع إيران ولكن بشكل متوازن.
فى البداية قال الكاتب الصحفى والمفكر السياسى حلمى النمنم رئيس دار الكتب والوثائق القومية، أستبعد حدوث هذه القمة بهذا الشكل، مشيرا إلى أنه بعد توقيع صفقة الأسلحة الروسية التى حصلت عليها السعودية، قال عادل الجبير وزير الخارجية السعودى، إن الاجتماع كان جيدا، لكنهم إختلفوا مع الجانب الروسى حول مصير بشار الأسد.
وأستبعد الكاتب والمفكر السياسى أن توافق القاهرة ولا الرياض على مثل هذه القمة؛ لأنها ستعطى شرعية جديدة لنظام بشار الأسد، موضحا أن الأسد نفسه لا يجرؤ على ركوب الطائرة ومغادرة بلاده، خوفا من تعرض طائرته للضرب، خاصة حال مرورها على المناطق التى يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي.
وأشار النمنم إلى أنه من الممكن أن تأتى شخصيات أخرى ممثلة للنظام السورى، موضحا أن مسئول الأمن القومى السورى الذى يعادل رئيس المخابرات العامة فى النظام المصرى، زار جدة مؤخرا والتقى بالأمير محمد بن سلمان، كما زار عماد الأسد القاهرة، لافتا إلى أنه بالفعل يمكن أن يحدث تقارب مصرى سعودى سورى، لكن بدون ظهور بشار الأسد فى الصورة.
وأكد رئيس دار الكتب والوثائق على أن صحيفة الديار اللبنانية من الصحف المقربة من حزب الله وإيران، ومن ثم من الممكن أن تروج لهذه المزاعم، لتصدر إنطباع للرأى العام العالمى أن الرئيس السيسى بما له من شعبية عالمية تصاعدت بقوة بعد افتتاح قناة السويس، سوف يستقبل الأسد فى القاهرة.
وأضاف النمنم أن الربط الإعلامى بين إسم السيسى اللامع دوليا وبين إسم الأسد يمنح الأخير شرعية جديدة، وهو ما تريده وسائل الإعلام المقربة من إيران وحزب الله اللبنانى، اللذان يدعمان بشار الأسد باعترافه.
وأشار المؤرخ السياسى إلى أن علاقات الدولة المصرية بنظام بشار متوترة منذ أواخر عهد مبارك؛ بسبب إرتماء الأسد فى أحضان إيران وحزب الله، مؤكدا على أن الرئيس السيسى يسير وفقا للإستراتيجية المصرية التى تحرص على عدم تقسيم سوريا، حتى مع رحيل الأسد ونظامه، فلا ينبغى أن يتكرر السيناريو العراقى أو الليبى على الأراضى السورية.
ومن هذه النقطة تحدث الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية ورئيس وحدة الدراسات الإستراتيجية والاسرائيلية بمركز الشرق الأوسط، موضحا أن الإدارة الأمريكية تسعى الآن إلى إعادة رسم خريطة سوريا، وتقسيمها بالإتفاق مع تركيا، لافتا إلى أن تلك الترتيبات تمت فى جهاز المخابرات الأمريكية؛ لإجراء عمليات "فك وتركيب" لبعض الدول من بينها سوريا.
وأكد أستاذ السياسة الدولية بالجامعة الأمريكية أن الولايات المتحدة لاتمانع فى أن يذهب بشار الأسد إلى مناطق العلويين ليقيم فيها إمارة يحكمها، كما لا تمانع أيضا فى أن تعلن جيوش "القطاع الخاص"، على غرار داعش وغيرها عن إمارات خاصة بها.
وأوضح فهمى أن إدارة أوباما الآن تخوض حرب مقايضات لإقناع روسيا وإيران بهذا الطرح، الذى قد تقبل به كلا من موسكو وطهران مقابل الحصول على بعض المكاسب والتنازلات، من قبل أمريكا والمجتمع الدولى، فيما يتعلق بالحصار المفروض على روسيا، والبرنامج النووى الإيرانى.
مشددا على أن مصر لن تقبل بأى حل يتضمن تقسيم سوريا؛ لخطورة ذلك على الأمن القومى المصرى، وإمتداده فى إتجاه الساحل الشرقى لحوض البحر المتوسط، متوقعا أن تعقد مثل هذه الاجتماعات، فى الفترة القادمة لكن ليس فى القاهرة، و بدون مشاركة مصر، على غرار إجتماع الدوحة الذى حضره ممثلون من روسيا وأمريكا والسعودية .
نقلا عن الفجر