تجسد المسيح
نعني بالتجسد أخذ جسد بشري. إن ابن الله الأزلي جاء إلى العالم وأخذ جسداً بشرياً. "والكلمة صار جسداً وحل بيننا" (يوحنا 1: 14). وبولس يورد هذه الحقيقة هكذا "الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس" (فيلبي 2: 6 – 7). هذا ما حدث عندما ولد الطفل يسوع في بيت لحم.
هناك حقيقتان يحويهما تجسد المسيح.
1. إنسان حق
إن الاسم الذي أطلقه المسيح على ذاته أكثر من غيره من الأسماء هو "ابن الإنسان" وكل ما رواه لنا عنه الإنجيل يقدمه كإنسان. عاش كإنسان واتصف بكل صفات الإنسان، كبر ونما جسدياً "وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" (لوقا 2: 52). لقد تعب المسيح وجاع "فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر" (يوحنا 4: 6). "فبعدما صام أربعين نهاراً وأربعين ليلة جاع أخيراً" (متى 4: 2) كما تألم آلاماً جسدية، وبكى ونام، ومات. كل هذه الاختبارات تشهد بكون يسوع إنساناً.
2. الله حق
لم يكن يسوع ابن الإنسان فحسب ولكنه كان ابن الله. وقد ادعى الألوهية "الذي رآني فقد رأى الآب" (يوحنا 14: 9) "أنا والآب واحد" (يوحنا 10: 30) وقد مارس سلطانه كالله. فقد غفر الخطايا "فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج يا بني مغفورة لك خطاياك" (مرقس 2: 5) ثم إن أعداءه قد حكموا عليه بالموت لأنه قال أنه ابن الله "أجابه اليهود لنا ناموس وحسب ناموسنا يجب أن يموت لأنه جعل نفسه ابن الله" (يوحنا 19: 7).
وهكذا نجد أن المسيح إله – إنسان، ذو طبيعتين في شخص واحد. فقد كان إنساناً إذ جاع، وكان إلهاً عندما أطعم جموع الجياع بخمسة أرغفة الشعير والسمكتين الصغيرتين. كان إنساناً في تعبه، وكان إلهاً عندما منح الراحة للمتعبين. كان إنساناً فنام، وكان إلهاً عندما استيقظ فأخرس العاصفة. كان إنساناً في موته، وكان إلهاً في قيامته من الموت. إن كونه "الإله – الإنسان" هو الذي جعله قادراً أن يصبح مخلص العالم.
هل نستطيع فهم هذا؟ بالطبع لا. ولأن بعض الناس يعجزون عن فهمه يرفضون قبول هذا الأمر حقيقة واقعة. سئل دانيال وبستر "هل تستطيع أن تفهم يسوع المسيح؟" فأجاب "لا. وكنت أخجل بالاعتراف به مخلصاً لي إن استطعت أن أفهمه. إنني بحاجة إلى من هو فوق البشر ليخلصني. إلى عظيم مجيد إلى درجة لا أستطيع معها فهمه".