رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طبيعة الخطية في العالم آراء عديدة مختلفة فيما يتعلق بالخيطة. فهناك من ينكر وجودها، ولكن هذا الإنكار لا يبطل وجودها. فالله له تأكيدات مشددة يقولها بصدد هذا الموقف "إن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا" (1 يوحنا 1: 8). "إن قلنا أننا لم نخطئ نجعله كاذباًَ وكلمته ليست فينا" (1 يوحنا 1: 10). والبعض يستهزئ بالخطية ولكن الله يصف هذا البعض بأنهم حمقى "الجهال يستهزئون بالإثم" (أمثال 14: 9) والحق يقال أن الاستخفاف بالخطية غباوة ما بعدها غباوة. هناك آخرون يفاخرون بخطاياهم. وفي وصف خطايا أورشليم ويهوذا يقول أشعيا النبي "نظر وجوههم يشهد عليهم وهم يخبرون بخطيتهم كسدوم لا يخفونها" (أشعيا 3: 9). وفي الإنكليزية مثل قديم يقول "الساقط في الخطية إنسان، والنادم عليها قديس، أما المفتخر بها فشيطان" لكن أخطر موقف إزاء الخطية هو ذلك الموقف المقلل من أهميتها حتى لا تظهر في بشاعتها. فيطلقون عليها أسماء مختلفة مثل "سوء تكييف الإنسان لمحيطه" أو "هفوة أدبية" أو قد يذهبون إلى القول أنها مرض والإنسان غير مسؤول عنه. ولكن تغيير اسم الأشياء لا يغير شيئاً من جوهرها. اعتاد الدكتور شابمان أن يذكر قصة عن قسيس ألقى عظة بليغة عن الخطية. وبعد الخدمة ذهب إليه أحد العاملين في الكنيسة وقال "إننا لا نرغب أن تتكلم عن الخطية بمثل هذه الصراحة، لأن أبناءنا وبناتنا إذا ما سمعوك تتكلم عنها يصبحون خطاة بسهولة. سمها غلطة، إذا شئت، ولكن لا تتكلم بمثل هذه الصراحة عن الخطية". فما كان من القسيس إلا أن أخذ زجاجة "ستركنين" وقد ألصق عليها بطاقة تقول إن ما تحويه علاج سام ثم رفعها أمام نظر الزائر قائلاَ "لقد فهمت مرادك إن ما تريده هو أن أغير البطاقة. لنفترض أنني نـزعت هذه البطاقة وألصقت مكانها بطاقة أخرى كتب عليها "روح النعناع" ألا ترى ما الذي سيحدث؟ أنك كل ما حاولت أن تلطف ما كتب على البطاقة كل ما جعلت ما بداخل الزجاجة أشد خطراً". فمهما حاولنا تغيير اسم الخطية فإنها ستظل شيئاً شنيعاً يكرهه الله. اعتدنا أيضاً أن نصف الخطية كشيء أسود. فنقول إن جرائم سوداء قد ارتكبت مثلاً. ولكن هذا التعبير هو غير الذي استعمله الله في وصفه للخطية؟ إنه يدعوها "حمراء" أو "قرمزية" "هلم نتحاجج يقول الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيضّ كالثلج. إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف" (أشعيا 1: 18). شهد أحد خبراء الأصبغة بقوله إن باستطاعة الناس تغيير القماش من لون إلى لون آخر دون كبير جهد إلا في حالة القماش الأحمر اللون. فالأسود يمكن تغييره إلى أي لون آخر بسهولة. إلا أن الحالة ليست بمثل هذه السهولة في اللون الأحمر. قد يستطيعون تغيير الأحمر إلى لون آخر ولكن لفترة وجيزة إذ أن الخيوط القرمزية لا تلبث أن تظهر لونها ثانية. والله يصف الخطية بأنها حمراء لا سوداء. إن صباغها ثابت جداً ويصعب تغييره. وليس في العالم ما يستطيع غسلها إلا دم المسيح. "ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1 يوحنا 1: 7). ويظهر أن بولس لم يستطع أن يجد الكلمة التي يصف بها فظاعة الخطية وصفاً قوياً. فبعد أن نقّب عن كلمة تفي بهذا الغرض وجد أن اللفظ الوحيد الذي يستطيع أن يقوله عن الخطية هو أن الخطية "خاطئة جداً" وفي قوله هذا لم يكن يصف خطية معينة، فهو لم يشر إلى جريمة فظيعة ليقول عنها "هذه خاطئة جداً". كل خطية، أية خطية، هي خاطئة جداً. هذا لا يعني أن ليس هناك خطايا أعظم من غيرها. فبالتأكيد هناك خطايا أعظم وأفظع من غيرها. ولكن ما أراد بولس أن يؤكده هو حقيقة كون كل الخطايا فظيعة في طبيعتها. 1. إنها ثورة ضد الله نقول إننا أخطأنا ضد إخواننا البشر، ونحن فعلاً نخطئ ولكن كل خطية هي ضد الله. ويوحنا يقول "الخطية هي التعدي" (1 يوحنا 3: 4) أي مخالفة الناموس. وأي ناموس نعني؟ إنه ليس ناموس البشر إذ أننا لا ندعو مخالفة القانون المدني خطية. ولكننا ننعتها بنعوت أخرى مثل ذنب أو مخالفة أو جناية، أو جريمة إلى آخر ما هنالك من مثل هذه النعوت. ولكن كلمة "خطية" مقصورة على مخالفة ناموس الله. وهذا ما يجعل الخطية شيئاً فظيعاً للغاية. إذ أنها ضد إله قدوس ومحب. وإدراك هذا الأمر هو الذي كسر قلب داود عندما وقع تحت التبكيت من جراء خطيته العظيمة ولذلك صرخ "قد أخطأت إلى الرب" (2 صموئيل 12: 13). مع أنه بالواقع قد أخطأ إلى أوريا الحثي وإلى زوجته ولكنه ما جعله يرتعب هو أنه أخطأ إلى الله. لقد كانت هذه الحقيقة تستعر في قلب داود، حتى أنه صلى نادماً فقال: "إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صنعت" (مزمور 51: 4). اقتاد الشيطان الرجل والمرأة الأولين إلى الخطية ليس لأنه مهتم بخلاصهما أو عدمه ولكن لأن همه الأول كان مقصوراً على أنه بواسطة خطيتهما يستطيع أن يطعن الله. وهذا هو قصده الأول من وراء كل خطية. لا يهم الشيطان مبدئياً أن نخلص أو نهلك، ولكن همه الأعظم والأوحد أن يقودنا إلى الخطية فيستطيع من جراء ذلك أن يستخدمنا في حرية ضد الله. وهذا ما تعنيه الخطية – إننا بها نضع أنفسنا في يد الشيطان فيستعملنا واسطة لطعنه يوجهها إلى قلب الله. ولكي نفهم طبيعة الخطية حقاً يجب أن نمضي إلى صليب الجلجثة. الخطية شيء أدى إلى صلب ابن الله. وهي التي رفعت السوط وجلدت ظهره حتى سالت دماه. وهي التي ضفرت إكليل الشوك وكللت به جبينه وهي أيضاً التي أهوت بالمطرقة لتسمِّر بالمسامير يديه ورجليه. فإن الشيء الذي ندعوه خطية هو الذي سمّر ابن الله على الصليب. خطية من هي التي صلبت يسوع المسيح؟ قد يقول البعض "إنها خطية يهوذا الإسخريوطي الذي أسلمه إلى أيدي أعدائه" أو "إنها خطية رؤساء اليهود الذين حكموا عليه بالموت" أو "إنها خطية بيلاطس البنطي الذي أسلمه إلى أيدي الجنود الرومانيين" أو "إنها خطية الجنود الرومانيين الذين سمروه على الصليب." صحيح أن خطايا هؤلاء جميعاً لها ضلع في صلب ابن الله ولكنهم لم يكونوا وحدهم في جريمتهم. خطية العالم هي التي صلبت المسيح. وخطيتك وخطيتي اشتركنا في هذا الأمر. وبالنسبة لنا فالصليب حادث تاريخي ولكن بالنسبة لله فالصليب عملية أبدية. إن الكتاب المقدس يتكلم عن صلب المسيح ثانية "إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه" (عبرانيين: 6: 6). وهذا ما يفعله البشر عندما يبتعدون عن محبة الله بالمسيح، ويسلمون أنفسهم للخطية. إنهم يقولون بأفعالهم وإن لم يقولوا بأفواههم "لآخذ السوط وأجلد ظهره ولآخذ إكليل الشوك وأغرزه في هامته، ثم لآخذ المطرقة وأسمِّر المسامير عميقة في يديه ورجليه." 2. عالمية في مداها إن شهادة الأسفار المقدسة في العهدين القديم والجديد هي أن الخطية عامة. سليمان يقول "لأنه ليس إنسان لا يخطئ" (ملوك الأول 8: 46) ومرنم المزامير يعلن أنه "ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد" (مزمور 53: 3). أما يوحنا فقد قالها بعبارة قوية "إن قلنا أننا لم نخطئ نجعله كاذباً وكلمته ليست فينا" (1 يوحنا 1: 10) وبولس يلخصها بهذه الكلمات: "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رومية 3: 23). إن لفظة "كل" لفظة صغيرة ولكنها تشمل مجموعة الناس فهي ترجع بمعناها إلى بداية الخليقة وتشمل جميع الأجيال التي عاشت على الأرض. إنها تصل إلى ما وراء البحار والقارات كما تحوي كل إنسان كائن في الأرض اليوم. وتمتد إلى منتهى الزمن وتشمل جميع الأجيال المقبلة. وهذه ليست شهادة الكتاب المقدس فقط. ولكنها شهادة الاختبار البشري. إنه لم يوجد قط رجل أو امرأة كاملان تماماً. وحتى هؤلاء الذين توصلوا إلى قمة الأعالي في الاختبارات المسيحية هم على أتم الاستعداد للإقرار بإخفاقهم وقصورهم. فليست خطايا جميع الناس متشابهة فالبعض قد تعمقوا في الخطية أكثر من غيرهم، ولكن ليس هناك من لم يخطئ. بعض الناس لا يعدون ذواتهم خطاة لأنهم لم يرتكبوا الخطايا الجسيمة المعروفة في المجتمع. فهم ليسوا سكيرين ولا لصوصاً أو زناة أو مجرمين. ولكنهم قد يكونون مذنبين بخطايا أخرى هي في نظر الرب في نفس المرتبة. هذا هو الخطأ الذي وقع فيه الفريسي في الهيكل حينما صلى قائلاً: "اللهم أنا أشكرك إني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين" (لوقا 18: 11). اعتقد الفريسي أنه ما دام لم يقترف أياً من تلك الخطايا الجسيمة فهو ليس خاطئاً. ولكن خطيته كانت الرياء. والرياء من أفظع الخطايا في نظر الرب. إن يسوع لم يظهر غيظه أكثر مما كان يظهره في حديثه للمرائين "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون" (متى 23: 15). يعتبر عدم الإيمان في الكتاب المقدس أكبر الخطايا. فعندما كان يسوع يتكلم عن مجيء الروح القدس قال "ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة. أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي" (يوحنا 16: 8 – 9). وكاتب الرسالة إلى العبرانيين ينذرنا بقوله "انظروا أيها الإخوة أن لا يكون في أحدكم قلب شرير بعدم إيمان (عبرانيين 3: 12). لم يقل يسوع أنه سيبكت العالم على خطية لأنهم سكيرون وقتلة وزناة الخ .. ولكن "لأنهم لا يؤمنون بي" وكاتب الرسالة إلى العبرانيين لا يقول "لئلا يكون في أحدكم قلب شرير في القتل والزنى أو في خطايا أخرى" ولكن "قلب شرير بعدم إيمان". منذ عدة سنين ذكرت مجلة Sunday School Times إن الدكتور يوجين ليمان فسك الطبيب قد صرح بما يلي: "هناك خلل صحي فينا جميعاً. إن الكمال الصحي هو أندر شيء في العالم. لقد تركنا كل أمل في العثوؤ على كمال صحي، ويمكنني أن أصرح بما هو أكثر فأقول إن الوصول إليه لم يعد ممكناً. إنني لم أعثر بين الرجال الذين قمت بفحصهم على رجل من الدرجة الأولى صحياً، وحتى رجل الدرجة الثانية نادر جداً. وأكثر من هذا فمن المستحيل أن تجد نموذجاً كاملاً حتى ولا عند الولادة". وإذا كان هذا الوصف صادقاً على كيان الإنسان الصحي فكم هو أصدق بكثير على طبيعته الأدبية. ليس هناك عينات بشرية كاملة. الله، الطبيب الأعظم، "من السماء أشرف على بني البشر لينظر هل من فاهم طالب الله" فكان الحكم "كلهم قد ارتدوا معاً فسدوا ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد" (مزمور 53: 2 – 3). 3. الخطية التي لا تغتفر هناك خطية يصفها الكتاب المقدس بأنها لا تغتفر. لقد قال يسوع "لذلك أقول لكم كل خطية وتجديف يغفر للناس وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس. ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي" (متى 12: 31 – 32). وفي الرسالة إلى العبرانيين 10: 26 تجد هذه العبارة "فإنه إن أخطأنا باختيارنا بعد ما أخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا". وفي رسالة يوحنا الأولى 5: 16 نقرأ "إن رأى أحد أخاه يخطئ خطية ليست للموت يطلب فيعطيه حياة للذين يخطئون ليس للموت. توجد خطية للموت ليس لأجل هذه أقول أن يطلب". وحيث يقول يسوع إن هنالك خطية واحدة لا تغتفر فلا بد وأن تكون إشارة هذه الفصول موجهة إليها. إن الخطية المذكورة في هذه الأعداد خطية لا تغتفر ليس لأن الله لا يريد أن يغفرها، ولكن لأن مرتكب هذه الخطية قد قسى قلبه ضد الله حتى لم تعد هناك فيه أية استجابة للتأثير الإلهي. والخوف الذي يشعر به البعض لظنهم أنهم ارتكبوا مثل هذه الخطية لدليل على أنهم لم يرتكبوها. إن أخطأ أحد بمثل هذه الخطية ينعدم الشعور عنده بها. إنه كترابة الإسمنت التي تقسو تدريجياً حتى تصبح حجراً. فما هي الخطية التي لا تغتفر؟ إن الأسفار المقدسة لم تكشف الشيء الكثير عنها. الخطية التي أدان بها يسوع الفريسيين كانت أنهم نسبوا العجائب التي أجراها المسيح بقوة الروح القدس إلى الشيطان. ولكن هذا كان أبعد حد في مدى قسوة قلوبهم ضد المسيح. وأخيراً فقد رفضوه عن إدراك وقصد وتصميم وإصرار وحقد. ولذلك يظهر من هنا ومن فصول أخرى في الأسفار المقدسة إن الخطية التي لا تغتفر هي نتيجة برهة طويلة لتصلب القلوب ضد التأثير الإلهي تنتهي بعمل حاسم عن قصد وتصميم نهائيين. قال الدكتور ا.هـ سترونغ نقلاً عن الدكتور جـ. ب. طمس معرّفاً الخطية التي لا تغتفر: "هي رفض الحق والنعمة الإلهيين عن سابق معرفة وتصميم ثابت وكره وتحقير، بعد إعلانهما للنفس بقوة الروح القدس المبكتة والمنيرة." |
14 - 10 - 2015, 11:13 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: طبيعة الخطية
ميرسى على الموضوع ربنا يبارك خدمتك |
||||
14 - 10 - 2015, 11:18 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: طبيعة الخطية
ميرسى على الموضوع مارى
|
||||
14 - 10 - 2015, 01:55 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: طبيعة الخطية
شكرا على المرور
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من أين أتت طبيعة الخطية؟ |
طبيعة الخطية | الخبث |
طبيعة الخطية | الشهوة |
طبيعة الخطية | التمرد |
طبيعة الخطية | الفجور |