رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مسيحيون بين الإمام والجنرال كتب : أحمد منعم "الويل لأمة كثرت فيها طوائفها.. وقلّ فيها الدين"، سطر شعري لجبران خليل جبران غنته فيروز خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي نشبت بين طوائف دينية بلبنان، بعد تنازعها على السلطة، وهو ما يخشى حدوثه كل عاقل بمصر، في ظل ما يحاول البعض القيام به خلال الدعاية لمرشحي الرئاسة الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق، خصوصا في محافظات الكثافة المسيحية المرتفعة كمحافظة المنيا خوفا من تأجج نيران الفتنة بين المواطنين المسيحيين والمسلمين في مثل هذه المحافظات. ولعل ذهاب نسبة كبيرة من أصوات المسيحيين لمصلحة الفريق شفيق هو ما دفع البعض لاستنتاج خوف المسيحيين من وصول جماعة الإخوان المسلمين لسدة الحكم، رغم وجود نسبة ثانية من المسيحيين تعتزم مقاطعة الانتخابات، ونسبة ثالثة تعتزم تأييد مرشح الإخوان نفسه. جلس المسيحي يوسف زكي مجلي، 72 سنة، أمام ورشته الخاصة يتفكر في آيات الإنجيل التي تذكر رموزا إسلامية كالنبي إسماعيل، والسيدة هاجر أم النبي إسماعيل، لينتهي في تفكيره بأن المسلمين كالمسحيين على حق لا فرق بين هؤلاء وهؤلاء فكلهم لآدم وحوا. ينوي مجلي انتخاب مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي وعن ذلك يقول "الإسلام ماله يعني؟ مااحنا عايشين مع المسلمين من زمان وبينا وبينهم معاملة طيبة مفيهاش أي شيء مشاكل وأنا نفسي بتعامل مع الشباب اللى تبع الجماعات الإسلامية وبيجيبولي أنبوبة الغاز بـ10 جنيه وأغلب ذبايني مسلمين، هل لما يجي واحد مسلم بعربيته عندي أقوله لا؟". يعلن الميكانيكى المسيحي صاحب الـ72 سنة عن عدم خوفه من رد فعل من حوله من المسيحيين أو المسلمين، لأنه يؤمن أن "كل واحد حر في رأيه، ولو حد قالي أنا هنتخب فلان هقوله أهلا وسهلا ده رأيك، وبعدين أنا راجل عندي 72 سنة هيعملولي إيه يعنى؟". حنا سلامة ترياق، 59 سنة، على دين المسيحية، وكان قد قرر انتخاب الفريق أحمد شفيق، إلا أنه يرفض أن يكون هناك دعاية للمرشحين على أساس الدين، قائلا "الكلام ده ممكن يعمل فتنة طائفية وده شيء محدش يتمناه، ولو إحنا هننتخب شفيق، فمش معنى كدة إني أقبل أنه يعاملني إني مسيحي.. أنا مصري". يناقش ترياق جيرانه من أصحاب المحلات المجاورة لكشك البقالة الذي يمتلكه في أمور الانتخابات والسياسة، وكان قد انتخب الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية، إلا أن الإخوان "مقدروش يقدموا شيئا يخليني أنتخبهم دلوقتي، المهم إني هختار شفيق لأني مقتنع بيه، وغيري لو هيختار مرسي فلازم يكون لأنه مقتنع بيه مش لأنه تبع الإخوان وهيطبق الشريعة والكلام ده". يتفق المسلمون في محافظة المنيا مع مواطنيهم في محافظة المنيا حول خطورة الشحن على أساس الدين في الانتخابات ويرى إسلام سيد كامل، بائع، أنه بالرغم من انتخابه شفيق، فإنه "مينفعش إن حملة أحمد شفيق تطلب من المسيحيين إنهم ينتخبوا الفريق علشان يخرجوا الإخوان لأنهم إسلاميين، لأن التقسيم الطائفي ده هيقلب البلد فتنة ويخلي الدنيا تولع، وده ميرضيش حد أيا كان الحد ده هينتخب شفيق أو مرسي". وكما اختار إسلام الفريق شفيق على أساس برنامجه الانتخابي لا لموقفه من إدخال الدين بالسياسة، فإن أحمد إبراهيم محمد، مساعد صيدلي، له الموقف نفسه في اختياره محمد مرسي، مؤكدًا أن "انتخاب مرسي مكانش لأنه إسلامي لكن لأن برنامجه محترم ولأنه هيخلي الثورة تحقق طلباتها، وحتى لو هنتكلم في الإسلام فالرسول قال (من آذى ذميا فأنا حجيجه يوم القيامة)، فإزاي نتوقع إننا نأذي إخوانا المسيحيين علشان انتخابات زائلة!". الوطن |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|