آمنوا بها
من المؤكد ان الذين يسيرون وراء الشيطان ستكون أبديتهم البائسة في الجحيم ، واولئك الذين يسيرون وراء المسيح ستكون أبديتهم السعيدة في السماء . اذن لماذا لا يؤمن جميع الذين يسمعون الانجيل بالمسيح المخلّص ؟
جواب رقم 1 : ينظر البعض الى المسيحية فيرى ان التزاماتها ليست ضرورية . فمن الذي يحتاج ان يعيش شريفا ً شجاعا ً بين الناس ؟ يقينا ً في كل عصر ٍ وفي كل بلد ٍ كان فيها من الابطال ما كان ، أما الرب يسوع فهو الذي ينفرد عن كل ابطال كل الارض بشجاعته ِ المطلقة سواء أمام الناس او امام الشيطان ، فهو الذي لم يرتجف عندما التقى باعدائه ، وهو الذي احتمل بصبر ٍ كامل شتائمهم وقسوتهم ، وهو الذي لم يرهب الصليب بل احتمل آلامه ُ في صمت . فهل كان في حاجة لأن يحتمل كل هذا ، اللهم الا لأنه كان يحبنا ؟ وكذلك ماذا نرى في شعبه ِ المؤمنين باسمه الذين تزودوا بروحه ِ يسلكون في اثر خطواته متشبهين بسيدهم في صور الاستشهاد المرير ، ومن الذي الزمهم الا حبهم له .
جواب رقم 2 : يرفض البعض المسيحية لانه يظن انها ستجعله بائسا ً شقيا ً ، وهؤلاء قد وصلوا الى القرار بحكم زمالتهم لعينة ٍ ضعيفة ٍ من المسيحيين . وحتى لو فرضنا صحة هذا الزعم فايهما أفضل : هل الافضل ان تكون تعسا ً شقيا ً هنا وسعيدا ً فرحا هناك أم ان تكون سعيدا ً فرحا هنا وتعسا ً شقيا ً هناك ؟ وحقيقة الامر أن المسيحي الحقيقي هو الشخص السعيد هنا في هذه الارض وذلك لاسباب ٍ جوهرية ٍ منها : انه يعرف ان خطاياه مغفورة ، ومنها انه في سلام ٍ مع الله ، ومنها أيضا ً ان له امتياز خدمة الرب اما الخاطئ فليس له الا بعض التمتعات بالخطية ، وحتى هذه التمتعات هي موقوتة ٌ بحياته ِ القصيرة على الأرض ، فهو يتمتع بالعالم الحاضر ولكنه يرهب ملاقاة الله في العالم الآتي .
الجواب رقم 3 : يرفض البعض أن يكون مسيحيا ً خوفا ً من أنه يصير مسيحيا ً ثم يسقط ثانية ً في الخطية . مثل هؤلاء يغلقون الباب على انفسهم ويهلكون مع ان المسيح يقدر ان يخلّصهم ويقدر أن يحفظهم من السقوط .
الجواب رقم 4 : يرفضون المسيحية خوفا ً من تهكم الناس عليهم . وهل من الممكن ان نفلت من تهكم الناس وسخريتهم أيا ً كان حالنا ؟ ايهما تفضل : هل تفضل سخرية الناس بك هنا في هذا العمر القصير ثم يعقبها مدح الله لنا في الابد الطويل ، أم تفضل مديح الناس هنا وسخرية الله لك في الأبد ؟
الجواب رقم 5 : يظن البعض ان المسيحية هي للذين على فراش الموت ، وهذا ايضا ً قول ٌ حق لان الجميع اموات ٌ بالخطية وحكم الموت قد صدر على الجميع وما زمن الحياة سوى بخار ٌ يظهر قليلا ً ثم يضمحل . فلماذا لا ننتهز الفرصة ونصير مسيحيين حقيقيين ؟ ان السبب الحقيقي في أن الناس لا يقبلون المسيحية هو انهم لا يؤمنون بجهنم النار ، وإن آمنوا بها فلا يؤمنون بأن خطاياهم ستؤدي بهم الى تلك النار والا لسارعوا بقبول الخلاص المقدم مجانا ً في انجيل المسيح .