الأصحاح 2 العدد 17
ورد في سفر التكوين 2: 17 وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت , وهذا خطأ، لأن آدم أكل منها ولم يمت في يوم الأكل، بل عاش بعده أكثر من 900 سنة، كما جاء في تكوين 5: 5
وللرد نقول بنعمة الله : هناك ثلاثة أنواع من الموت: (1) الموت الجسدي الذي ينهي الحياة هنا على الأرض, (2) الموت الروحي، وهو الانفصال عن الله نتيجة الخطية، كما وصف الأب ابنه الضال أنه كان ميتاً وضالًا وهو في البُعد عن أبيه، فصار حياً ووُجد لما رجع إلى بيت أبيه (لوقا 15: 24), (3) الموت الأبدي في جهنم النار, وقد مات آدم الموت الروحي لما عصى الله, قال بولس الرسول: وأنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا (أفسس 2: 1), فلما تعدى آدم الوصية حُرم رضا خالقه، واستوجب سخطه، وأصبح عرضةً للأتعاب والأمراض, ولا ينتهي هذا الحال الأليم إلا بانحلال الجسم وانفصال الروح من الجسد, ففي يوم أكله من الشجرة دبت فيه أسباب الموت، وهذا هو معنى قوله: يوم تأكل منها موتاً تموت , فمن وقت الأكل حُرم من رؤية الله، وخسر صورته المقدسة، واستوجب عقاب خالقه, وليس هو وحده فقط بل ذرّيته معه، لأنه كان نائباً عنها, وهذا هو عهد الأعمال, ونيابة آدم عن ذريته ففي الأعراف 172, إذ أخذ ربُّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وورد في الحديث: فجحد آدم فجحدت ذريته، ونسي آدم فأكل الشجرة فنسيت ذريته، فخطئ آدم فخطئت ذريته , أخرجه الترمذي وغيره, وعندما أخطأ آدم وحواء جاء الحديث عنهما بصيغة المثنَّى في الأعراف 19-22 ، ولكن العقاب الذي حلّ بهما جاء في صيغة الجمع، لأن آدم وحواء جرّا ذريتهما للخراب، فقال الله لهما في الأعراف 24 اهبطوا بعضكم لبعضٍ عدو , ولما أخطأ آدم استوجب سخط الخالق، وهذا هو الموت الأكبر,