"مَن مثل الرب معلّماً؟!" (٣٦: ٢٢). أن الرب هو المعلّم وليس مثله معلّم صبور محب وحكيم. جعل الرب ايوب يتعلّم جيّداً ويقتنع كليّاً من خلال المعاملات المتنوعة، هذه الدروس الثمينة :
1- ان الرب يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه شيء، اما الانسان فعاجز وحقير امام الرب.
2- ان الله عادل وبار في قضاءه وحكيم بما يفعل (٤٢: ٣).
3- عرف ايوب انه نطق بما لم يفهم، بأمور أسمى منه، وافترى على ما يجهل وظنّ انه يعرف كل شيء كالله.
4- بدأ يكون مستعدّاً أن يسأل ويتعلّم، ليس كما كان قبلاً "بعد كلامي لا يثنوا" (٢٩: ٢٢).
5- كان يعرف الله من بعيد ويسمع عن الله، اما الان فعرفه عن قُرْب. شعر به وعرف عظمته وعدله ونعمته وطول اناته على البشر وحكمته وقدرته...
6- رفض ايوب نفسه ومقت ذاته وأدانها وأنكرها، وانسحقت ارادته وخضع لله ووضع وجهه في التراب بسبب إدراك حقارته.
رفّع الرب ايوب وأظهر له نعمة خاصة ومكّن له المحبّة ووبّخ اصحابه وأعلمهم أن ايوب نفسه سيصلي لأجلهم حتى يرضى عنهم الرب ودعاه "عبده" أربع مرّات. ردّ الرب سبْيه وأعطاه ضِعْفاً مِن كل ما كان عنده. لم يتعلّم أيوب عظمة الرب فقط بل حنانه ونعمته ومكافآته لعبيده وعاش ايوب بعد هذا ١٤٠ سنة....
فعوّضَ له الرب عن كل شيء بالاضافة الى دروس ثمينة وأصبح مثالاً لنا. من قصّته، نحصل على التعزية والصبر لاننا نرى النهاية منذ البداية...