07 - 05 - 2015, 11:04 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
ملك وديع
يا رب سلام + مجداً واكراماً للثالوث الاقدس الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
+ اليوم نسمع هتاف النصر .. هتاف المجد والتهليل للرب يسوع رب السماء والارض وقد جاء ليعلن للبشريه كلها عن ملكوته السماوى المجيد وفى موكبه الملكى . اليوم يبدأ اعلان المسيره نحو ذلك الملكوت ملكوت السموات الذى يفتتحه بموكبه نحو مدينه اورشيليم .. مدينه السلام . يسير المسيح اليوم راكباً اتانا الموكب بسيط جداً والملك ايضا فى غايه الوداعه والتلاميذ والجموع تملاهم الفرحه بهذا اليوم وكل يعبر بطريقته الخاصه عن ابتهاجه , الشعب متهلل , وممسكاً ورافعاً اغصان الزيتون رمز السلام وسعف النخل النقى الذى يدل على نقاء القلوب ثم نرى كثيرين يفرشون فى الطريق ملابسهم وثيابهم الجديده التى اعدوها فى ذلك اليوم ابتهاجاً بالعيد , فرشوها كأبسطه فى الطريق لكى يسير فوقها موكب رب المجد .. اما الهتافات المتعاليه التى انبعث من الحناجر ولكنها تعبر عن ما فى القلوب , وعن اشواق النفوس التى كانت منذ القدم تتطلع الى هذه اللحظه . اوصنا . اوصنا . اوصنا . أى خلصنا “مبارك الاتى بأسم الرب ” مبارك الاتى بأسم الرب ” اوصنا لابن داود .. مبارك ملك اسرائيل الاتى باسم الرب , مباركه مملكه ابينا داود , سلام ومجد فى الاعالى خلصنا مبارك الاتى باسم الرب يسوع .
+ يسوع هو الملك الخالد الدائم الذى تنحنى امامه كل رؤوس وكل عروش .. وذلك الشعب المتهلل والتلاميذ البسطاء انما كانوا يعبرون عن النبؤات القديمة التى تحدثت عن مجئ الرب وها هم يفرحون بتحقيق تلك النبوات .
+ هذا الملكوت الممتد والذى نحياه نحن ايضا وننتظر اتمامه قريبا فى مجيئه الثانى فكم وكم تكون فرحه الكنيسه حينما تشعر انها قد ادت رسالتها واكملت مسيرتها , خلف ملك المجد يسوع الناصرى , وقد دخلت المجد وانتهت كل ازمنه الضيق وكل ايام الغربه.
+ ” الابتهالات ” .. يسوع الملك يدخل الهيكل وفى دخوله الى الهيكل القى نظرته الثاقبه فلم يرضى عن اشياء كثيرة .. راى الباعه يبيعون وكثيرين يشترون .. يبعون ويشترون ذبائح فى الهيكل .. معهم اقفاص حمام .. وهنالك حيوانات مقدمة كذبائح وربما نرى كثيرين قد انتهزوا الفرصة واشتروا لانفسهم فى ذلك اليوم ما يحتاجون اليه شخصيا . اصوات حيوانات وصيارفه “يأخذون نقوداً ويقبضون” حركه بيع وشراء غير لائقه ببيت الرب – كما يمكن ان تتصور – بالنسبه ان اليوم يوم عيد وكثيرين وفدوا من انحاء مختلفه من العالم , جاءوا ليحتفلوا كنا يمكن ان نتصور ان المسيح يعفوا ويتجاهل هذه المناظر ويقول انها فرحه العيد .. ولكن هذه الاخطاء التى لا ترضى عنها السماء ولا يسمح بها يسوع – قد تكون اخطاء بسيطه – ولكن نرجع لكلمه الله قال ” خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغيره التى تفسد الكروم “
+ اذن لابد من التدقيق فى الحياه الروحيه ولابد ان يفحص الانسان نفسه جيداً ويرى كم هو مصيب ام مخطئ امام وصايا الرب يسوع يسوع الوديع الحنون لا يرضى عن تدنيس الهيكل فيضفر حبلاً يصنع منه سوطاً يهوى به على ظهور اولئك الجهال قائلاً بيتى بيت الصلاه يدعى وانتم جعلتموه مغاره لصوص ااه هنا تذكروا قالوا تحقق ما قيل عنه فى المزامير ” غيره بيتك قد اكلتنى ” ان الرب يغار حقاً على كنيسته وعلى شعبه وعلى اسمه المبارك
+ ولعلنا نذكر قصه ذلك الملك اخذيا ابن اخاب ومعروف بماله من جولات لم يرضى عنها الرب واخذيا ابن اخاب الذى ملك بعده كان فى ذلك الطراز ايضا وعشان كده كان قضاء الله سقط اخذيا من الكوه وصعد فوق سريره وارتمى عليه مريضاً وطال مرضه وارد ان يطمئن على حاله ؟! فكر ان يسأل اولئك العرافين السحره فارسل لهم رسلاً ليسألوا الهاً مزيفاً – اله عكرون – بعلزبول ( اله الذباب ) اثناء سير الرسل فى طريقهم الرب الذى اغار على اسمه ارسل ملاكه الى ايليا قال يا ايليا اصعد الان اذهب قابل اولئك الرسل المبعوثين من قبل الملك اخذيا وقل لهم هكذا : السرير اللى انت صعدت عليه مش هتنزل منه تانى وموتا تموت هل
مفيش اله تسأله ؟ الاله اللى انت عرفته اله اسرائيل اله ابائك واجدادك ؟ المعروف تتركه وتبعث لاله مزيفه , اصنام و اوثان .
+ عادوا اولئك السعاه وتوجهوا الى الملك ابلغوه تلك الرساله القاسيه التى قابلهم بها ايليا سألهم من ذلك الرجل الذى قابلكم ؟ وصفوة بالقول رجل اشعر على حقويه منطقه من جلد قال الملك هو ايليا .. ياه .. ايليا مواقفه صريحه شجاعه مع ابوة اخاب . وتنكر مره ثانيه مع ابنه اخذيا . اخذيا يعمل ايه ؟ امر احد رؤساء القوات ان يأتى ومعه قوه من خمسين جندى يا ترى يبعتهم لمين ؟
لايليا علشان يأتوا به راح القائد لقمه الجبل حيث يتعبد ايليا وهنالك جرى الحوار يخبر ايليا بالقول : الملك بيقولك يا رجل الله انزل وتعالى معايا ايليا بروح الله يقول ان كنت انا رجل الله فلتنزل نار من السماء وتأكلك انت والخمسين الذين لك , ويسجيب الرب وتنزل النار ويحترق كل هؤلاء ثم يرسل الملك دفعه اخرى برضوا قائد ومعه خمسين تانى وراحوا لايليا يقولوا ايه يا ايليا .. يا ايليا .. يا رجل الله القائد الاول قال له انزل والتانى يقول له اسرع وانزل ( اوامر من العالم لرجل الله ) ورجل الله لا يخاف اطلاقا .. انه مزود بقوة من السماء .
+ ولعلنا نذكر ان ارميا قديماً حينما اراد ان يستعفى من رسالته التى بعثه الله اليها قال للرب ده انا صغير , ده انا ولد ! ده انا مقدرش اواجه المواقف الخطيره ؟! ربنا قاله ايه : لا ترتعب من وجهوههم لئلا اريعك امامهم .. اوعى تخاف منهم ان خفت انا هتخلى عنك ؟!
+ لكن ايليا لا يخاف ولما يقول له القائد اسرع وانزل ويتكرر نفس الكلام مره اخرى يقول ايليا : ان كنت انا رجل الله فتنزل نار من السماء وتاكلك انت والخمسين اللى معاك وهكذا تم حرفياً وتنزل النار وتأكل هذه الفرقه الثانيه .
+ الملك الملك اخذيا المره الاولى مارجعش ولا شك ان التانى مارجعش وارسل الملك دفعه ثالثه الدفعه الثالثه خمسين ايضا ومعاهم القائد بتاعهم يروحوا لمين ؟ يروحوا لايليا والقائد الثالث كان حكيم , وكان متضع , مش بالعجرفه بتاعه السلطه الزمنيه والنفخه الكذابه ويقول له زى اللى قبله تعالى انزل وقابل الملك ؟! لا جه وانحنى وخضع امام ايليا ( رجل الله ) وقال له فى اتضاع انا والقوة اللى معايا دى اتضرع لاجد نعمه فى عينيك .. انا عارف اللى حصل مع الاثنين اللى جاءوا قبلى اثنين قاده مع جنودهم احترقوا .. انا اتضرع ان اجد نعمه فى عينيك تكرمنى تنزل معاى !! واصدرت السماء امر لايليا .. قال له الملاك اذهب متخفش وتوجه ايليا الى ذلك الملك وبنفس الرساله الاولى قال له بكل صراحه وبكل جراءه السرير اللى انت صعدت عليه مش هتنزل تانى من عليه وموتاً تموت وتم حرفياً ما قاله ايليا رجل الله كأمر السماء
+ فالله يغار على اسمه وعلى كرامته , ويغار على بيته , وعلى شعبه .. ما يرضاش انه يترك اولاده لقمه سائغه للشيطان او لاى انسان . ففى القديم ذلك الملك المتعجرف لم يستطيع ان ينال من ايليا . وهنا ايضا لما دخل المسيح هيكله وراى ما يصنع فيه كان ذلك بسبب اولئك , بسبب القاده العميان الكتبه والفريسيين الذين كانوا يتصورون انهم حمله ( رساله دينيه ) والغيره ماليه قلبهم .. وهم لا فاهمين ولا دريانين .. ويقولوا للمسيح قول لتلاميذك يسكتوا اللى بيهتفو لك مش بيدوروا على الهيكل الخربان والمليان من البهائم واصواتهم تغطى على التسابيح ان وجدت ؟! بقى محل ومكان بيع وشراء .. يبدوروا على مصلحتهم وفى الظاهر هم بيرتدوا ملابس الدين وشكل الدين ولا فيه دين ولا فى تدين ولا فى ضمير ولا هنالك من يفكر فيما هو لصالح الشعب .. المسيح انتهرهم وكشف زيف اولئك القوم وغار الغيره الحقه وطردهم من الهيكل لكى يتطهر وبعد ذلك يليق بالعباده والكرامه التى اقيم الهيكل لاجلها .
+ نحن فى هيكل المسيح لنحاسب انفسنا .. الى اى مدى اذا ما دخلنا كنيسه المسيح نشعر بالرهبه والخشوع ؟! واذا ما تقدمنا الى سر من الاسرار لنشترك فى ذبيحه الصليب وتناول من جسده ودمه الاقديسين ؟! الى مدى نبحث وندقق ونفكر فى ذاوتنا واننا قد تقدمنا للاسرار بعد ان ذرفنا دموعنا وقدمنا توبه صادقه من اعماقنا لكى يكون لنا حتى الشركه فى هذه الوليمه السمائيه عمليه التطهير القديمه قائمه وممتده وعلينا ان نبحث فى اعماقنا الى اى مدى نحن نخضع لتعاليم المسيح مهما كانت هناك عوامل مضاده او مقاومه او محاربه؟ هل بقليل نهمل ونبيع ونشترى فى الهيكل ولا نقدس يوم الرب ؟! ونبيع ونشترى الى اى مدى ليست هنالك صلاه عائليه ؟ ليس هنالك رقابه على اولادنا وبناتنا ونفاجئ بين الحين والاخر نفوس تهلك هذا قد ترك يسوع وتلك قد تزوجت بأخر لا يعرف المسيح مآسى كلنا نعلمها وندركها يقينا
+ لهذا لا تستطيع ان تقول ان لنا الملكوت الذى جاء المسيح وفتح لنا ابوابه ولازال قائماً فهو الملك الذى يستقبل شعبه ليكون دائما معه فى ملكوته ؟ الى اى مدى المسيح قوى وليس بعاجز ان يدفع عن بنيه كل اذيه ؟ ولو سمح بها تكون بذلك بركه لحياتنا , وسبب اكليل وفخار لنا فى مملكه المجد مملكه يسوع الدائمه , وليست مملكه الارض الزائله .
+ يسوع لا يعجز عن ان يأمر الطبيعه فتطيعه كل القوات تخضع لاسمه وفى هذا نستمع الى قصه التلاميذ حينما عبروا بسفينتهم وتأخر المسيح عنهم قليلا وكان الوقت مساء واذا بريح كانت معاكسه لتلك السفينه وتعب التلاميذ ولم يستطيعوا ان يكملوا مسيرتهم ليصلوا الى الشاطئ الاخر يسوع يجيئ اليهم فى الربع الاخير من الليل .. كيف يجيئ ؟ يجيئ ماشيا على الماء .. التلاميذ تتطلع من بعيد يفكروا من هذا ؟! هى اشباح ليليه !! خيالات !! اصابتهم الخوف والرعب ولكن يسوع يطمئنهم ( قائلا انا هو لا تخافوا تشجعوا ) وعندئذ يتهلل بطرس وكعادته يندفع ويقول ان كنت انت هو أأمرنى فأتى اليك انا اجئ ؟ تعالى وبطرس يقفز فى الميه ويمشى على المياه فعلاً .. لكن الريح قائمه والعواصف خاف وابتدى يقلق على نفسه , وابتدى يهوى فى الميه كاد ان يغرق .. اه انجدنى يا يسوع يصرخ ليسوع ويسوع يقول له لماذا شككت لماذا شككت يا قليل الايمان ومد يده وانتشله ودخل يسوع السفينه وصار هدوء عظيم الطبيعه هدأت هدأت ووصلوا الى الشاطئ بسلام ولم يحدث اى ضرر اطلاقا .
+ يسوع يغار على شعبه , يغار على كنيسته وقائم ودائم هو يحمينا ويرعانا اما اولئك الخائفون ليس لهم نصيب فى ملكوت السموات الخائفون المترددون الذين يتراجعوا اعن ايمانهم قد خسروا تيجانهم وطرحوا ٱكاليهم وهنالك مع رئيس الظلمه نصيبهم حمانا الله جميعا وقوى ايماننا ورعانا وادخالنا الى مجده وملكوته ولاسمه المبارك الكرامه والسجود والى الابد أمين .
عظة لنيافة انبا ميخائيل مطران اسيوط ٱلقيت بفمه الطاهر بتاريخ 8/4/1990 ٥ مايو ٢٠١٥
|