سيدة الخرطوش لوزير الداخلية البلطجة أخدت عيني.. والجاني قدام عيني

[Mary Naeem]

سيدة الخرطوش لوزير الداخلية البلطجة أخدت عيني.. والجاني قدام عيني

نقلا عن الدستور
"طلقة خرطوش" و "شريط برشام"، قلبا حياة "هدى محمد، 47 عامًا، مدرسة بعين شمس"، رأسًا على عقب، لينعم الجاني بالحرية، وتصبح "هدى" بين ليلة وضحاها طريحة الفراش لا ترى سوى الظلام، وسط زوج ترك عمله لرعايتها، وابن يتلقى رسائل تهديد حتى تلزم الأم الصمت ولا تكشف هوية الجناة.

أصيبت هدى أثناء تواجدها بمنزلها بـ35 رشة خرطوش متفرقة ما بين الوجه والرأس والعين واليد، ولكن كان لرأسها النصيب الأكبر، حيث اخترق رش الخرطوش عظام الرأس واستقر بها، في حين اخترق عدد من "رشات الخرطوش" شبكية العين واستقرت في جوفها لتفقدها بصرها.

وروت هدى لـ"الدستور" تفاصيل الواقعة، التي تعود أحداثها ليوم الأحد الموافق 9 نوفمبر 2014، فقالت: "إنه بعد خروج زوجها وابنها إلى الشارع لقضاء احتياجات المنزل، سمعت أصوات السنج ومسدسات الخرطوش مما أصابها بالذعر، فانطلقت نحو نافذة المنزل للاطمئنان على زوجها وابنها، لترى مجزرة- قامت بسبب "شريط برشام"- سالت فيها الدماء على أيدي عدد من البلطجية الذين أطلقوا الخرطوش والرصاص، لتتلقى طلقة خرطوش طائشة، تخترق وجهها.

وقالت "هدى" إن زوجها "عماد أبو الفتوح"، عانى الكثير من أجلها، فقد تخلى عن وظيفته لرعايتها وإجراء الكشوفات والعمليات الجراحية، لإعادة بصيص الأمل لنظرها، بالإضافة إلى تكاليف مصاريف العلاج التي تجاوزت- خلال الخمسة الأشهر الماضية- 150 ألف جنيه، وسعيه بين المسئولين للحصول على موافقة إجراء عملية جراحية بالخارج لعودة نظرها.

وأضافت أن زوجها قدم طلبًا لـ"سيد آدم"، نقيب معلمي عين شمس، إلا أن الرد جاء باردًا خاليًا من المسؤولية، وهو صرف 300 جنيه كل شهر، وإن "النقابة مفيهاش فلوس"، في حين أن مصاريف العلاج– حسب قولها- تصل إلى 6000 جنيه شهريًا، مما اضطره إلى اللجوء لـ"خلف الزناتي"، نقيب المعلمين الحالي، الذي قام بدوره بتحويل الحالة لوزيري التربية والتعليم، والصحة، ولم يحصل إلا على مسكنات دون أي اهتمام أو متابعة.

وذكرت أنها أجرت العديد من العمليات في أربعة مستشفيات متخصصة في جراحة العين على نفقتها الخاصة، حتى عاد بصيص من بصرها لعينيها اليمنى بعد وضع الأطباء "زيت السيلكون" بها، الذي سينتهي مفعوله خلال ثلاثة أشهر، أما عينها اليسرى؛ فلم تعد ترى بها، لافتةً إلى أن الأطباء أكدوا حاجتها السريعة إلى إجراء عملية خارج البلاد لإعادة نظرها.

واتهمت "هدى" ضباط قسم شرطة عين الشمس بالتباطؤ في إلقاء القبض على المتهمين الذين يمارسون حياتهم بشكل طبيعي أمام منزل المجني عليها، دون أدنى إحساس أو رحمة، مناشدة المسئولين ووزارة الداخلية بإعادة حقها، ومحاسبة الجناة، ورد المظالم، وعودة الآمان للمواطنين.