الأحد الخامس أحد المخلع أو أحد الوحيد
- لقب بالوحيد لأن مريض اليوم يقر ويعترف بأنه ليس له احد يلقيه فى البركة متى تحرك الماء بل يتحرك قدامه آخر.
- هذا المريض بائس لأن الجميع تخلوا عنه بسبب طول فترة المرض وربما يكون قد اصيب بالإحباط.. فالشعور بالوحدة أمر صعب وويل لمن هو وحده فإن وقع ليس له ثان يقيمه كما يقول سليمان فى (سفر الجامعة ٢: ١١) ولكن يا عزيزى إن تخلى عنك الجميع فثق أن وليك حى كما يقول أيوب الصديق (اى ١٩: ٢٥) وهو يهتم بك ويرعاك
- داود النبى يعاتب الرب ويتساءل لماذا تختفى يارب فى أزمنة الضيق وأحيانا يتساءل لماذا يارب تنسانى.. قد يتظاهر الرب انه نائم وسط السفينة والبحر هائج ليختبر إيماننا ويعاتبنا، لماذا انتم خائفين يا قليلى الإيمان – عزيزى ثق أن الله لاينساك لكنه قد يتباطأ إلى حين يأتى الوقت المناسب حسب نعمته.. فهو يتباطأ على زكريا واليصابات فى موضوع النسل لكى يقدم لهم الهدية يوحنا المعمدان – اعظم مواليد النساء والصوت الصارخ فى البرية “اعدوا طريق الرب”.. إنه لا ينسانا بل دائما يتطلع “من الكوى ويوصوص من الشبابيك” كما تقول عروس النشيد (نشيد الأنشاد ٢: ٩) إلى أن يأتى الوقت المناسب لظهوره. فلا تخف ولا تضطرب لأنك محفوظ عنده وإن نسيت الأم رضيعها فهو لا ينساك.
- موقف اليهود من المعجزة: لا يحل لك ان تحمل سريرك يوم السبت.. هذا هو الرياء بعينه اذ يتمسكون بقشور العبادة دون جوهرها فهم يحفظون السبت ولكن بقلوب يملأها الحقد والكراهية يصلبون رب السبت.
- هم يريدون أن يرجموا المرأة الخاطئة ونسوا ان قلوبهم دنسة وخطاياهم مكتوبة ومفضوحة أمام فاحصى القلوب ومختبر الكلى.. فهم لقد وقفوا على الباب لا دخلوا ولا جعلوا الداخلين يدخلون.. فهم لم يؤمنوا بشخص المسيح ولاموا وأدانوا الذين آمنوا بالمسيح، لذلك فخطيتهم باقية وتتبعهم إلى الدينونة.. قال لهم يسوع أبى يعمل حتى الآن وانا أعمل.. نعم لقد استراح الرب فى اليوم السابع وقدسه، ذلك بعد أن أكمل جميع خلائقه فى ستة أيام الخليقة، لكنه يعمل على العناية والرعاية لخليقته فهل التجسد والفداء يدخل من ضمن عناية الله بخليقته والاهتمام بها لتظهر فى أحسن صورة؟ وسيظل يعتنى بها إلى يوم المجئ الثانى والذى فيه سيعطى كل انسان حساب عن حياته كلها سواء كان خيرا أم شراً..
تعليق وتأمل في المعجزة:
1. الذى نال الشفاء لم يكن يعلم أن يسوع هو الذى ابرأه.. وبعد ما نال الشفاء لم يقل الكتاب أنه شكر الرب يسوع كالسامرى الأبرص بل حمل فراشه ومضى – فهو لم يكن يعلم ويبدو أنه لم يكن يريد أن يعلم أن يسوع هو الذى ابرأه – لذلك ذهب إليه السيد المسيح ثانية وحزره بقوله له ها انت قد برئت فلا تعود تخطئ ثانية لئلا يكون لك اشر من هذا. يبدو أن مرض هذا الانسان كان بسبب الخطيئة فلأن السيد المسيح يعلم ما فى القلوب لذلك حذر صاحبنا لئلا يحدث له نكسة صحية تكون أشد من الأولى ومن هنا نجد أن شفاء الجسد أسهل بكثير من شفاء الروح والذى يحتاج إلى توبة مستمرة.
سأله الرب: تريد أن تبرأ.. هناك مرضى يحبون ويتعايشون مع مرضهم بل وقد يتاجرون به اذ يفتح لبعضهم أبواب الرزق.
2. لا ندرى لماذا ذهب هذا المريض وقال لليهود أن يسوع هو الذى ابرأه، فهل كان يريد ان يبشر بكم صنع به الرب ورحمه، أم كان يريد أن يثير حقد اليهود ضد السيد المسيح والذى كشف له خطاياه.
3. هناك مرضى نالوا الشفاء من يدى المسيح فآمنوا به وتبعوه..
4. هناك آخرين نالوا الشفاء فقالوا عنه انه ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشيطان.
5. هناك نوع ثالث نال الشفاء فقال له السيد المسيح اذهب وارى نفسك للكاهن وقدم ما أمر به موسى. أما صاحبنا هذا فيبدو انه كان أنانى، اذ بعد ما نال شفاء الجسد مضى إلى حال سبيله مكتفيا بصحة جسده والذى سيصير يوما تراب ويأكله الدود.
القمص يوسف حنا