كيف لي أن أقبل .. عقلياً ، وقلبياً ، فكرة أن خطيئة آدم الأولى! سبب سقوط الجنس البشرى كله .. وما هو ذنب الأبناء فيما فعله أبوهم آدم ؟
ألا ترى معنا بأن هذا السؤال الجديد ، القديم ، يحتاج منا إلى عملية تفكيك ؟
ففي حقيقة الأمر هذا سؤال مركب ، يتكون من عدة أسئلة:
ما هي الخطية ؟ … كيف أخطأ آدم ..؟ ...هل أنا خاطئ ، وكيف ؟
والآن ، فقط يمكننا الإجابة .. وذلك من خلال كلمة الله ، الكتاب المقدس.
والكتاب المقدس ( كلمة الله ) تجيبنا فيقول لنا بأن:
الخطيـة ذات ثلاث أوجه:
1 - الخطية هي إهانة لله ،لأنها تصير النفس مذنبة وبذا تعرضها للدينونة التي تستحقها أمام
عدل الله.
2- الخطية هي نجاسة أدبية ، إذ أنها تهدم هندسة بناء الخلق وتجعله غير طاهر ، وإذ ذاك
يكون غير صالح لأن تكون له شركة مع الله.
. 3- الخطية هي قوة تجعل الإنسان عبداً لها لا يستطيع أن يعمل ما هو صالح وجيد
هذه هي الخطية التي كان على يسوع المسيح أن يغلبها في كل مظهر من مظاهرها. الثلاثة ليصير مخلصاً للعالم
فالخطية إهانة تفوق طبيعتها كل فظاعة من الممكن أن نتصورها ، بل هي. أيضاً شيء لا يمكن إدراك هول نتائجه لأنها تجعل الإنسان مذنباً وتوقعه تحت دينونة الله العادلة
: وكان آدم أول من أخطأ ، ولكن كيف ؟ والكتاب المقدس (كلمة الله ) تجيبنا فيقول
: خلق الله الإنسان في حالة البراءة ، وكان الإنسان صورة حقيقية لله في المعرفة والبر والقداسة ، ولكنه لم يكن قد ثبت بعد في تلك الحالة المباركة . فوضع الله أمام أبوينا الأولين اختيارين
. فمن جهة كان أمامهما طريق الطاعة الكاملة ، وهذا الطريق كان يؤدى فقط إلى الحياة الأبدية ، إذ يقول بولس الرسول " الإنسان الذي يفعلها ( أي وصايا الله ) سيحيا بها "( غلاطية 12:3)
. ولكن من جهة أخرى كان يوجد طريق العصيان ، وهذا الطريق كان يؤدى فقط إلى الموت إذ قال الرب لآدم - متكلماً عن شجرة معرفة الخير والشر - " لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت " (تكوين 17:2 ) . فكان اختيارهما لطريق العصيان -طريق الموت - فكان الموت الذي هو عدم القدرة على فعل الخير أو الشر بسبب الانفصال الروحي عن الله مصدر الحياة ،فلم تعد لآدم ونسله القدرة ( مع بقاء الحرية ، لعمل الخير أو الشر ) على فعل الخير
. ومن العبث أن نقول بأن خطية آدم لم تنحدر إلينا كما زعم -من قبل- بيلاجيوس وأن كل بشرى يولد بقدرة كاملة على اختيار الخير أو الشر إذ لا أثر لخطية أبويه فيه
. أو ما تصوره أرمنيوس بأن خطية أبوينا الأولين (آدم وحواء ) أضعفت أو أنقصت من قدرتنا الروحية دون أن تتسرب إلينا وتعمل فينا ونرث كل آثارها ونتائجها على وجه الإطلاق
! ونحن لا ندرى كيف جاز لكل من بيلاجيوس أو أرمنيوس أو أنت أن يعتنق مذهبه ، بل لا نعلم كيف يجوز لنا أن نسلم بأثر الميراث الآتي للإنسان من خطية أبويه الأولين ؟
: إن كل أحاسيس البشر واختباراتهم تصرخ في فزع دائم رهيب مع الإنسان الصالح
. " وأما أنا فجسدي مبيع تحت الخطية، لأني لست أعرف ما أنا أفعله، إذ لست أفعل ما أريد بل ما أبغضه فإياه أفعل، فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا، بل الخطية الساكنة في، فإني أعلم أنه ليس في( أي في جسدي ) شيء صالح، لأن الإرادة حاضرة عندي، وأما أن أفعل الحسنى فلست أجد، لأني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل، فإن كنت ما لست أريده إياه أفعل فلست بعد أفعله أنا بل الخطية الساكنة في " (رومية 7: 14 ،15 ،17 -2.)!. وفى كل جيل وعصر توجد صيحات لعلماء وكتاب وفلاسفة .. فيقول "هكسلي" العالم الإنجليزي "إني أصرخ بأني لو وجدت قوة عظيمة تتعهد بأن تجعلني أفكر فيما هو طاهر وأعمل ما هو حق على شرط أن تحيلني إلى شبه الساعة وتملأني كل صباح، لما ترددت في تسليم حياتي إليها" وهناك نبي الإسلام يقول :"كل بنى آدم خطاء .." (لاحظ "كل") فهذا الفكر الذي تنادى به المسيحية ليس بغريب عن "الإسلام" كتعليم يقدمها "القرآن" و " السنة " ، وقصة السقوط مذكورة فيه ، وكأنها النص المذكور "بالكتاب المقدس" .
: دعنا أيها الأخ الحبيب نستكشف معا .. هل أنا خاطئ ، ولا أتبع إثر آدم في الخطية ؟!. فلنحاول الإجابة على هذه الأسئلة
- هل تحب الله من كل قلبك، من كل نفسك، من كل قوتك وفكرك؟
- هل تحب جارك، وقريبك كنفسك؟
- هل تحتمل أن يكشف أصدقاؤك ما يدور في فكرك من أفكار وشهوات؟
- هل تميز حياتك القداسة في الظلمة كما في النور، سرا كان أم جهرا؟
- هل حياتك نقية في البيت كما في الخارج؟
- هل تستطيع أن تقول بصدق "أنا لم أذكر اسم الرب باطلا ولا مرة في حياتي؟
- هل قضيت حياتك بدون كذبة واحدة حتى اليوم؟
- هل أنت كامل تماما كالرب يسوع المسيح؟
! هذه بعض الأسئلة التي تكشفنا أمام نور الله .. هل نحن ورثة لآدم أم لا؟! .. ألا يعمل فينا الموت؟! .. وعدم القدرة على فعل الخير ...؟!
هل أنت في حاجة إلى شهادات صارخة .. تأتيك عبر القرون والأجيال!!؟
. ألا يكفى أن تنظر إلى أعماق نفسك وصرخات قلبك . لتعلم بأن الخطية هي أرهب حقيقة وأمرها، ولقد عرفها الإنسان ، وأنه من العبث أن نتجاهل وجودها أو نقلل من آثارها
. نعم ، هذه هي الخطية . هي تلك القوة التي تتلاشى أمامها كل قوة بشرية وتضمحل وكثيرون هم الذين لا يزالون معتنقين هذه القوة . لذلك إذا كان ينبغي أن يخلص إنسان فيجب أن يخلص ليس من جريمة ونجاسة الخطية ولكن من قوة الخطية أيضاً . إذا كان ينبغي خلاص إنسان خلاصاً نهائياً فلا يمكن معاملته بنعمة الله الفائقة فقط كأنه " بار " بل يجب أن يصبح باراً حقاً ، قديساً وطيباً وهذا هو غرض الله السامي أن يرفع عن الإنسان الدينونة ، يغفر له الخطية حتى يستطيع أن يكون قديساً . فالمغفرة والتبرير قد أعطيا لأجل القداسة ولكن الإنسان لا يستطيع أن يصير شخصاً قديساً إلا بعد أن يتحرر من عبودية الخطية القوية ولذا فذاك الذي أراد أن يكون مخلصاً للعالم قد سحق تلك القوةفما الذي صنعه يسوع المسيح نحو العبودية للخطية ؟
. قد سحق قوتها ، وأباد ذاك الذي له سلطان الموت ( أي إبليس )ـ ( راجع رسالة العبرانيين 2: 14- 15 ) ـ فلتذكر هذا على الدوام : يسوع المسيح الذي يخلص شعبه من خطاياه هو حي ، هو كلى القدرة ، هو يأتي بالناس يشركهم مع نفسه حتى يصبحوا جزءاً من حياته نفسها ويكونوا كالأغصان في الكرمة ( راجع يوحنا 15 ) بشكل أن ضعفهم يتحول إلى قوة بتسرب قوته في حياتهم . فالخطية التي تسعى لأن تستبعد الخاطئ تقابل الآن رب الخاطئ وبهذا الرب تهزم ، وقوتها تنكسر وحكمها يباد أبدياً وذاك المرض الأزلي الذي لم نكن نستطيع أن نشفى منه يختفي أمامه ويزول ، والنار التي لم نكن نستطيع ضبطها أطفئت به ، والجذور الرديئة قد استأصلت والتيار السريع القوى رجع مرتداً والرجل الكامل السلاح ( الشيطان)التقى بمن هو أقوى منه الذي نزع سلاحه ، به لنا الغلبة على الخطية . قوته تجعل كفتنا ترجح في العراك . الخطية لم يعد لها سلطان علينا . ناموس روح الحياة يعتقنا من ناموس الخطية والموت. وبذلك ، ليس فقط نصبح ميالين لأن نعمل إرادة الله بل قادرين على عملها ويكملنا للقيام بكل عمل صالح ليتم مشيئته فينا عاملاً هو نفسه فينا حسبما يريد بيسوع المسيح
أخي الحبيب...
إن كنت مازلت بدون المسيح المخلص فأنت بعيد عن حياة الحرية ، وبحاجة: إلى الخلاص المقدم لك في شخصه العظيم . ولسماع صوته الذي يعلن لك حبه .. وعن حلمه فيك حيث يقول
. "أنا هو الباب إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى .السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك . وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل . أنا هو الراعي الصالح . والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف ". (يوحنا 1.: 9-11 )
. إن تقبل المسيح، تقبل الحياة .. وإن ترفضه، ترفض الحياة
ترى ما الذي يمنعك ؟ هل فكرت في هذا الأمر من قبل ؟
إن كنت في حاجة إلى أي معونة روحية ، أو إجابة على أي سؤال ، فأكتب لنا
.. أما نحن
فندعو الله الواحد .. الأحد .. أن يباركك وينيرك بنور معرفته في المسيح. يسوع آمين